مر 72 عاماً علي تأسيس الجامعة العربية التي بشرونا أنها الطريق إلي توحيد العرب.. اقنعونا اننا تجمعنا اللغة والتاريخ والدين والجغرافيا ولا يستطيع أحد أن يفرقنا.. تربينا علي الحلم العربي وعشنا 72 عاماً من الانكسار. في قلب القاهرة وعلي ضفاف النيل يقف مبني الجامعة العربية شاهداً علي العجز والضعف والتعنت الذي تعيشه الشعوب العربية التي كانت تحلم بوطن واحد يتنقل أفراده بحرية وبكرامة ونظام موحد يساوي بين المصري والسوري والتونسي والسوداني.. وجيش عربي يحمي مصالح الشعوب ويستعيد فلسطين المسلوبة.. وتكامل اقتصادي يسمح الشعوب العربية باستغلال طاقاتها وإمكانياتها ليرتقي العرب إلي مصاف الشعوب المتقدمة. لكن بعد 72 سنة لانزال أمام 22 نظاماً مختلفاً و22 عملة مختلفة. و22 عدواً يتقابلون بالأحضان في قاعات الجامعة العربية ويرددون العبارات الرنانة والخطب الحماسية بينما يحملون الخنجر خلف ظهورهم في انتظار الفرصة للانقضاض علي الآخر. كارثة العرب حكامهم وساستهم.. ابتلينا علي مر العصور بالجبابرة والنماردة وانصاف الآلهة الذين يرفعون شعار "أنا ومن بعدي الطوفان" كل منهم يحلم أن يكون الزعيم الأوحد ولا يرضي إلا بأدوار البطولة. كل نقاط التلاقي بين الحكام العرب أصبحت لحظات انفجار بركاني.. كل مناسبات التوحد تحولت إلي ساحات قتال.. كل القمم العربية لم تنجح إلا في تعميق الجروح وزرع الفرقة وإثارة الفتن بين الشعوب العربية. الجامعة العربية ليست المسئولة عن الفشل ولكنها تجسيد لفشل القادة العرب الذين ينتظرون تعليمات مولانا الساكن في البيت الأبيض.. ويترقبون رضا العم سام ويتجردون حتي من ورقة التوت للحصول علي شهادة اعتماد من واشنطن. الحلم العربي تبدد.. والكبرياء العربي لطخته دماء القتلي والجرحي في العراق وليبيا واليمن وسوريا.. القاتل عربي والمقتول عربي.. فلسطين ضاعت.. السودان تتفتت.. العراق ينقسم إلي دويلات.. سوريا علي الطريق.. ونحن لانزال نغني "بلاد العرب أوطاني.. وكل العرب اخواني".