تراجع أسعار العملات الأجنبية في بداية تعاملات اليوم 10 مايو    ارتفاع معدل التضخم السنوي ل13.5% خلال أبريل الماضي.. والشهري يصعد بنسبة 1.3%    الولايات المتحدة تعرض على باكستان المساعدة في تسوية النزاع مع الهند    الاحتلال يواصل قصف مختلف مناطق قطاع غزة.. والمجاعة تفتك بالفلسطينيين    تعرف على مواجهات ربع نهائي أمم أفريقيا للشباب    مواعيد مباريات اليوم السبت 10 مايو 2025 والقنوات الناقلة    بالصور محافظ الغربية يتفقد أثار حرائق الكتان ويُعلن نجاح جهود اخمادها    موعد باريس سان جيرمان ضد مونبلييه في الدوري الفرنسي والقنوات الناقلة    منة وهنا وأسماء وتارا.. نجمات يسيطرن على شاشة السينما المصرية    ريشة «الفلافلي» حائرة بين الراهب وآدم وحواء    الداخلية تنقذ سيدة من الموت.. طليقها استعان بعائلته للتعدي على طليقته    علامات لو ظهرت على طفلك، مؤشر للإصابة بمقاومة الأنسولين    إطلاق 5 قوافل طبية ضمن مبادرة رئيس الجمهورية "حياة كريمة"    اليوم.. محاكمة 9 متهمين بخلية "ولاية داعش الدلتا"    الرئيس السيسي: أشكر بوتين على كرم الضيافة وأهنئ الشعب الروسي بعيد النصر    مشجع أهلاوي يمنح ثنائي البنك مكافأة خاصة بعد الفوز على بيراميدز    جداول امتحانات الترم الثاني 2025 في محافظة سوهاج لجميع المراحل الدراسية    تكريم مجدي يعقوب ورواد الطب بنقابة الأطباء اليوم    "جميعها حالات اختناق".. إصابة 11 جراء حريق قويسنا بالمنوفية (صور)    حبس لص المساكن بالخليفة    45 دقيقة تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. السبت 10 مايو 2025    مسيرات باكستانية تحلق في سماء نيودلهي وسط تصاعد التوترات    «المضارين من قانون الإيجار القديم» توضح مطالبها من القانون الجديد (تفاصيل)    اليوم.. بدء الموجة ال 26 لإزالة التعديات على أراضي الدولة    أسعار الخضروات والأسماك اليوم السبت 10 مايو بسوق العبور للجملة    بعد 8 ساعات.. السيطرة على حريق شونة الكتان بشبرا ملس    نشرة التوك شو| البترول تعلق على أزمة البنزين المغشوش.. وتفاصيل جديدة في أزمة بوسي شلبي    الشعب الجمهوري بالمنيا ينظم احتفالية كبرى لتكريم الأمهات المثاليات.. صور    مدير مدرسة السلام في واقعة الاعتداء: «الخناقة حصلت بين الناس اللي شغالين عندي وأولياء الأمور»    شعبة الأجهزة الكهربائية: المعلومات أحد التحديات التي تواجه صغار المصنعين    برلمانية: 100 ألف ريال غرامة الذهاب للحج بدون تأشيرة    زعيم كوريا الشمالية: مشاركتنا في الحرب الروسية الأوكرانية مبررة    هل تجوز صلاة الرجل ب"الفانلة" بسبب ارتفاع الحرارة؟.. الإفتاء توضح    الهند تستهدف 3 قواعد جوية باكستانية بصواريخ دقيقة    استشهاد قائد كتيبة جنين في نابلس واقتحامات تطال رام الله    «زي النهارده».. وفاة الأديب والمفكر مصطفى صادق الرافعي 10 مايو 1937    «ليه منكبرش النحاس».. تعليق مثير من سيد عبدالحفيظ على أنباء اتفاق الأهلي مع جوميز    «زي النهارده».. وفاة الفنانة هالة فؤاد 10 مايو 1993    ملك أحمد زاهر تشارك الجمهور صورًا مع عائلتها.. وتوجه رسالة لشقيقتها ليلى    «صحة القاهرة» تكثف الاستعدادات لاعتماد وحداتها الطبية من «GAHAR»    ستاندرد آند بورز تُبقي على التصنيف الائتماني لإسرائيل مع نظرة مستقبلية سلبية    عباسى يقود "فتاة الآرل" على أنغام السيمفونى بالأوبرا    رايو فاليكانو يحقق فوزا ثمينا أمام لاس بالماس بالدوري الإسباني    الأعراض المبكرة للاكتئاب وكيف يمكن أن يتطور إلى حاد؟    النائب العام يلتقي أعضاء النيابة العامة وموظفيها بدائرة نيابة استئناف المنصورة    متابعة للأداء وتوجيهات تطويرية جديدة.. النائب العام يلتقي أعضاء وموظفي نيابة استئناف المنصورة    جامعة القاهرة تكرّم رئيس المحكمة الدستورية العليا تقديرًا لمسيرته القضائية    أمين الفتوى: طواف الوداع سنة.. والحج صحيح دون فدية لمن تركه لعذر (فيديو)    «بُص في ورقتك».. سيد عبدالحفيظ يعلق على هزيمة بيراميدز بالدوري    عمرو أديب بعد هزيمة بيراميدز: البنك الأهلي أحسن بنك في مصر.. والزمالك ظالم وليس مظلومًا    البترول: تلقينا 681 شكوى ليست جميعها مرتبطة بالبنزين.. وسنعلن النتائج بشفافية    بسبب عقب سيجارة.. نفوق 110 رأس أغنام في حريق حظيرة ومزرعة بالمنيا    «لماذا الجبن مع البطيخ؟».. «العلم» يكشف سر هذا الثنائي المدهش لعشاقه    ما حكم من ترك طواف الوداع في الحج؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)    خطيب الجامع الأزهر: الحديث بغير علم في أمور الدين تجرُؤ واستخفاف يقود للفتنة    هل يجوز الحج عن الوالدين؟ الإفتاء تُجيب    ضبط تشكيل عصابي انتحلوا صفة لسرقة المواطنين بعين شمس    البابا لاون الرابع عشر في قداس احتفالي: "رنموا للرب ترنيمة جديدة لأنه صنع العجائب"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



.. في رثاء الفارس النبيل "فاروق عبدالعزيز"
نشر في الجمهورية يوم 15 - 08 - 2017


وداعاً أبي العزيز الغالي
صفوت عمران
عرفت "بابا فاروق عبدالعزيز" كما كنا نناديه. قبل سنوات من عملي بجريدة "الجمهورية". فقد كان "الحاج فاروق" والداً بمعني الكلمة لأخي عصام عمران الصحفي السابق بجريدة الجمهورية ورئيس تحرير مجلة حريتي الحالي. أب يحتوي ويعلم. أب يدافع ويساند. أب يحب ويصادق كل من حوله. مما جعل كل عائلتي ترتبط عاطفياً بالحاج فاروق. إلي أن مرت الأيام وجئت للعمل بجريدة ذاتها والتقيته رجل شديد التواضع. شديد الإنسانية. شديد الاحترام. يستخدم تعبيرات تجذبك نحوه بلا توقف. لا تمتلك إلا أن تشعر معه بأنك في حضرة واحد من عائلتك "والدك. عمك. خالك" فلا تفارق لسانه كلمات منها "ابني العزيز الغالي". ربنا يحافظ عليك يابني. ربنا يكفيك شر الناس اللي بالي بالك" ويزيد عليها استخدام كلمة "تؤمي" عند مقابلة أي زميل في مؤسسة دار التحرير. حيث كان يعتبر نفسه والد الجميع. لذا اعتبره جميع العاملين بالجريدة والدهم. مهما اختلفت أعمارهم. فقد كان فقيدنا الراحل يمتلك رصيداً هائلاً من محبة الجميع واحترامهم.
يرتبط الحاج فاروق بعلاقة خاصة مع عائلتي "آل عمران" جعلته معروفاً لدي الجميع. محبوباً منهم حتي ممن لم يقابله في العائلة إلا في مناسبة عامة. وقد كان دائم السؤال عن والدي رغم أنه لم يلتقيه إلا مرات قليلة جداً. إنما تشعر عند مقابلة الحاج فاروق أنه يتحدث عن صديق قديم. فقد كان الراحل شديد الإخلاص لمن يحبهم. وهذا ليس غريباً فالراحل يتمتع بمحبة الجميع في إجماع لم يتكرر لأحد. فلم أشاهد أحد إلا ويثني عليه. ويشيد بدماثة خلقه. كل ذلك وغيره جعله يتربع علي عرش قلوبنا بلا منازع. لذا تعتبره فقيدنا. نعتبره أباً أو عماً رحل وترك خلفه فراغ لا يعوض. فراغ لا يتركه إلا الكبار والمؤثرين. وبالفعل "الجمهورية" - الناس والمبني - يخيم عليهم الحزن بلا انقطاع منذ إعلان خبر وفاته. إلا أن ما يصبرنا أن الراحل كان يتمتع بحسن الخلق والكرم وحب الجميع وخدمتهم قدر استطاعته. لا يتأخر في خير أبداً. ملتزماً في عمله لأقصي درجة حيث كان نموذجاً يحتذي خاصة للأجيال الجديدة فرغم تجاوز عمره ال 75 عاماً كان يومياً من أوائل الحاضرين للجريدة. ويقوم بعمله كأصغر محرر. مما جعله رمزاً من رموز الجمهورية وعلامة لن تتكرر مرة أخري. فالعظماء لا يتكررون. ومن يشاهد محبة الناس للحاج فاروق يدرك كم كان عظيماً وأن مثواه سيكون الجنة إن شاء الله.
لن أسمع مجدداً كلمات الحاج فاروق فقد غيبه الموت لكن بكل تأكيد سوف يظل خالداً في ذهن الجميع وأنا أولهم. فالراحل العظيم سوف يظل ملهماً لكل تلاميذه وأولاده ومحبيه في بلاط صاحبة الجلالة. نسأل الله الصبر والسلوان علي فقيدنا الغالي. فالعائلة الصحفية خاصة في مؤسسة دار التحرير وجريدة الجمهورية فقدت رمزاً لن يتكرر.. البقاء لله فقد مات كبيرنا في "الجمهورية".. وداعاً الأستاذ الكبير والأب المحترم والصديق الوفي والفارس النبيل الحاج فاروق عبدالعزيز.. برحيلك فقدت جريدة الجمهورية أحد أهم معالمها ورموزها المخلصين.. سوف تظل في قلوبنا ياأبي العزيز الغالي.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
غاب الكبير.. محب العمل ومعطي الأمل
محمد تعلب
كان محبا للعمل.. ومعطيا للأمل لا يعرف كلمة لا أو صعب أو مستحيل تتكسر امامه هموم الاخرين وتفتح امامهم الابواب وتقضي الحوائج ويخرج من كان قادما إليه مهموما وحزينا للشكوي مبتسما وان لم يقضي طلبه او يسدد دينه او تحل مشكلته.. كان لا يمل ابدا من طلبات الناس مهما كان مشغولا وكانت لديه قدرة فائقة علي استيعاب الجميع وعمل اكثر من شيء في وقت واحد.
الحاج فاروق عبدالعزيز كان مثالا في حب الوطن والخوف عليه وحب جريدة الجمهورية بالذات غيورا عليها حريصا علي اموالها وكان يتحدث عنها وكأنه المالك لها لم يتغيب يوما عن العمل إلا أن كان مسافرا للعلاج أو مهمة عمل ولا يمر يوما دون ان يقدم خبر او اثنين مهما كان مشغولا وكان اصعب شيء عنده عندما لا يجد عمله منشورا في اليوم التالي.. وكان قسم الاخبار اول اقسام الجريدة عملا حيث يصل إليه الحاج فاروق في الثامنة صباحا فتسمع صوت إذاعة القرآن الكريم ينطلق منه وسرعان ما يجتمع به كل من جاء مبكرا علي فول وطعمية الحاج فاروق الذي كان يحرص يوميا علي احضارهما بما يكفي اعضاء القسم والسعاه والعمال والاقسام المجاورة والكل يتجمع امامه وهو سعيد بهم وكأنهم اولاده كان فاروق عبدالعزيز عندنا.. هو الكبير وهذا اسم يحمل الكثير من المعاني والابعاد فقد كان كبيرا باخلاقه وسلوكه وعمله ولم يكن مجرد زميل او رئيس في العمل لكن كان كبير العائلة الذي يتجمع الكل حوله سواء في العمل بالجمهورية أو اثناء تغطية الجولات والزيارات لوزراء الكهرباء والبترول الذي عاصرهم وهم كثيرون وكنت بصحبته في الكثير منها.. لم اشهد له خصما ابدا حيث كان يذهب لمن تشاجر معه بعد دقائق قليلة ليصالحه وينحني علي راسه ولم يكن له عدوا باستثناء من كان يطمع بما في يديه في اعقاب ثورة 25 يناير ولم يطل بهم الأمر كثيرا حتي بدلوا مواقفهم منه.
رحم الله الاب والاخ والصديق والرفيق والزميل صاحب القلب الكبير والعقل الرزين هادئ الطباع الذي لم يتكبر علي انسان ابدا.. بل كان مصدر للخير في كل الاحيان ساعد عشرات الشباب الذين يعرفهم أو لا يعرفهم للحصول علي اعمال في الوزارات التي كان يغطيها او التي لا يغطيها.. كان قريبا من ربه دائم الذكر والاستغفار طالبا الرحمة التي ندعو الآن له بها من رب العالمين.
زهور من بستان "الجمهورية"
سامح محروس
عمي فاروق .. أبويا .. الحاج فاروق..
بهذه الكلمات تدفقت مشاعر زملائي بجريدة الجمهورية الأيام الماضية منذ ان ألمت أزمة صحية شديدة بالحاج فاروق عبدالعزيز نائب رئيس التحرير الذي انتقل إلي جوار ربه بعد رحلة لم تطل مع المرض صباح السبت 12 اغسطس .2017
أغلب من كتبوا عن الراحل العزيز علي الفيس بوك هم من جيل الشباب. الذي لم يكن متوقعاً أن تربطه به علاقة تصل إلي هذا العمق الإنساني.. شباب المؤسسة كانوا هم المفاجأة. وهذا يعطي مؤشراً علي شخصية الأستاذ فاروق.. أو الحاج فاروق كما كنا نناديه. والذي برحيله تسقط زهرة من بستان جريدة الجمهورية.
عرفت الراحل الكريم قبل أكثر من 26 سنة عندما كنت طالباً بكلية الإعلام جامعة القاهرة. وفي صالة الأخبار بالدور الثاني من مبني الجمهورية القديم ب 24 شارع زكريا أحمد. كنت أتردد علي الأستاذ مؤمن ماجد.. وكان الأستاذ محمد فوده "متعه الله بالصحة والعافية" رئيس تحرير حريتي ومدير تحرير المساء وقتها. قد كلفه بأن يكون المسئول عن استلام أعمالي الصحفية واعدادها للنشر. وعندما لم أكن أجد الأستاذ مؤمن. كنت أترك موضوعاتي مع الحاج فاروق ليسلمها له. ومن خلال ترددي علي الجمهورية أسعدني الحظ بمعرفة الكثير. لن أنسي الأستاذ عدلي برسوم.. أول من منحني فرصة للتدريب بمجلة حريتي.. وأتذكر الراحل الجميل الأستاذ جلال العريان مسئول صفحة الرأي وقت أن كان الأستاذ محفوظ الأنصاري رئيساً للتحرير والذي دخلت معه في تحد لذيذ حتي وافق أخيراً علي نشر مقالي الأول: "ميزانية الزواج.. ميزانية حرب" بعد عشرات المقالات التي ألقاها في سلة المهملات. حيث نشر مقالي إلي جوار "العمالقة". فالمقال الرئيسي كان للأستاذ حافظ محمود شيخ الصحفيين. يليه مقال الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي. وعلي اليسار عمود الأستاذ محمد الحيوان. وفي أسفل الصفحة مقال العبد لله.
لن أنسي بصمات الأستاذ سمير رجب وتشجيعه يوم أن استدعاني عام 1995 بعد أن قرأ سلسلة حواراتي مع د. عزيز صدقي ود. عبدالعزيز حجازي رئيسي الوزراء السابقين. وكلفني بمهمة جديدة.
الانسان فاروق.. أيقونة الابتسامة
أحمد خيري
في ذات التابوت الخشبي وسيارة إسعاف جريدة الجمهورية رقد جثمان الحاج فاروق عبدالعزيز كما رقد صديقي وحبيبي والدي الحاج محمد خيري منذ 7 اشه ذرفت العين الدمع مرة اخري وكنت اظن انها لن تتكرر بعد وفاة أبي رحل الانسان فاروق راضيا مرضيا في موكب مهيب من أبنائه وتلاميذه حضر الجميع ولم يتخلف أحد انه فاروق توأم روح أحبائه الذين صلوا صفوفا متراصة في مشهد نادر في صلوات الجنازة القاهرية والتي لانشهدها سوي في قرانا الريفية أحبه الله فحبب فيه خلقه داعين المولي عز وجل بأن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته.
من هذا الرجل الثمانيني الذي أفني عمره في بيتنا الجمهورية محررا للطاقة علي مدار عقود أضحي فيها الاشهر في الصحافة المصرية المتخصصة نتعلم منه قيمة العمل والمتابعة في آخر مكالمة هاتفية بيننا "وبخني بشدة غاضبا بسبب أحد الاخبار الصحفية التي ارسلتها لم ارد عليه ولم أجادل حاضر ياريس ولان زوجتي كانت بالقرب مني خلال المكالمة سألتني ليس من من عادتك الصمت والسكوت اجبتها انه الحاج فاروق كيف اناقشه يأمر فنطيع ويكلف فنستجيب.
برحيلك انطفأت ايقونة الابتسامة في قسم الاخبار وتعبيرات المحبة اكتست لباس الحزن واسدل ستار الوصل.
ورحل الطيب
انتصار النمر
منذ لحظات فوجئت باتصال تليفوني من الزميل محمد تعلب وجاء صوت عبر الأثير يقول ازيك قلت الحمد لله فقال إنت مش عارفة فقلت عارفة إيه فقال الحاج فاروق في ذمة الله البقاء لله وتم دفنه عصر اليوم اصابتني للوهلة الاولي حالة ذهول ثم انفجرت في نوبة من البكاء وبهستيريا شديدة أردد دون أن أدري ليه محدش قالي فقال محمد إهدي معلش البقاء لله وقال أكتبي الآن كلمة سننشر له صفحة رثاء غداً زاد صراخي وأنا أردد أنت عايزني بعد المدة دي كلها لما اكتب اكتب رثاء في الحاج فارق انت بتقول إيه فقال أهدي معلش أهدي واكتبي كلمة وأغلق التليفون.. وجدتني دون أن أدري اتصل بالاستاذة سهير الامام فهي كل من لي في مؤسسة دار التحرير للطبع والنشر وأنا أصرخ فاروق مات فقالت نفس كلمات محمد تعلب اهدي كلنا هنموت كله ماشي أهدي.. والآن الهدوء فعلاً هو المطلوب فكل دقيقة اسمع كارثة كوارث مصر كترت من شهداء في سيناء لشهداء إهمال قطار حصد العشرات من الضحايا إلي رحيل أطيب قلب في الجمهورية.. قلب لم ولن انسي عندما كنت أزعل منه كان يظل داخل خارج علي مكتبي وهو يحاول ترضتي بأي طريقة.. وبطريقته الجميلة وقلبه الطيب يقول معلش يا ننه والله انتي توأمي مقدرش أزعلك والله معلش وأحيانا كنت أجد الدموع في عينيه وامام ذلك فلا اقول إلا خلاص يا ريس انا مش زعلانة يقول لي يعني خلاص يا ننه أرد خلاص يا ريس.. هو ده الاستاذ فاروق عبدالعزيز أطيب قلب رأيته في دار التحرير للطبع والنشر الرجل الذي كان يأتي كل صباح ليطعم الكبير قبل الصغير في إفطار يدفع ثمنه من جيبه الخاص يكفي إفطار كل من في الجريدة.. رحل الاستاذ فاروق ورحلت معه كلمته الشهيرة وهي "قول يا رب".. وأنا هنا من دار الكذب والخداع والنفاق اقول له وهو الآن في ذمة الله وفي دار الخلود والبقاء أقول له يارب يرحمك ويغفر لك ويسامحك ويتجاوز عن سيئاتك يا أطيب قلب.. أقول له الكل سيقرأ لك الفاتحة فقد كان اخر طلب طلبه مني يوم سقوطه في استعلامات الجريدة بعد أن شعر بدوار حاد وضيق في التنفس.. ابقي اقرئي لي الفاتحة.. وانا اعده من هذه اللحظة لن أقرأ فاتحة الكتاب فقط يا ريس بل سأقرأ لك القرآن كاملاً وسيكون لك نصيب يومي من دعائي فأنا لا أكف عن الدعاء لأمي وأبي وأخي محمد ولكل من وصاني بالدعاء ستكون انت بينهم يا أطيب قلب.. استاذي الراحل يا طيب انت رحلت لكنك لن ترحل لأنك فقط استبدلت دار الغدر والزوال إلي دار الخلود والبقاء.. أنا متأكدة انك الآن تنام قرير العين سعيد بالدار الآخرة.. في النهاية إنا لله وإنا إليه راجعون.. وارجو من كل من يقرأ هذا أن يقرأ الفاتحة للاستاذ الفاضل استاذي واستاذ أجيال كثيرة غيري فهي وصيته الأخيرة رحم الله الاستاذ فاروق عبدالعزيز مدير تحرير الجريدة.
فاروق عبدالعزيز
مصطفي عبدالغفار
قد لايعرف القارئ من هو فاروق عبدالعزيز نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية ولكن كل صحفي وموظف وعامل في الجريدة يعرف من هو الحاج فاروق الذي وافته المنية يوم السبت الماضي هو الاب الروحي للجريدة كلها وأحد رموزها فلا اتصور ان ندخل قسم الاخبار الذي رأسه لمدة 25 عاما ولا نجد هذا الرجل جالس علي مكتبه. ولكنها الاعمار وسنة الرحمن في عباده وقدره الذي نؤمن به جميعا.
وما زاد من حزني عليه انني لم استطع ان أودعه قبل موته ولا أن اشارك في دفنه بسبب سفري خارج البلاد وعزائي الوحيد ان كل زملائي كانوا معه حتي النهاية فهذا الرجل كان حقا الوالد والصديق والرفيق لمدة ثلاثين عاما هي مدة عملي بجريدة الجمهورية.
وطوال عشرتي للحاج فاروق لم أجد فيه إلا الاب والصديق صاحب القلب اليب والمحب لعمل الخير في السر والعلن ورغم حجم علاقاته لم أجده يوما يسعي لمنصب رئيس تحرير ولا منصب رئيس مجلس إدارة بل كان راضي بحاله مقتنع بما قسمه الله له وهي صفة نادرة في زمننا الحالي.
ولم اشعر يوما انه رئيسي في العمل انما صديق لم نكن نلتقي فقط في العمل به وخارج العمل فالحاج فاروق كان مشهورا بالكرم ومجمع الزملاء والوزراء والاصدقاء علي مائدة واحدة لم يفرق أبدا بين صحفي صغير أو مسئول كبير في الحقيقة لقد رأيت في هذا الرجل الطيب أمرين الصبر والتفاؤل فرغم اننا سافرنا معا إلي كثير من دول العالم الا ان اهم رحلة كانت رحلة علاجه في باريس عام 2002 من مرض السرطان الذي واجهه بكل الصبر والتفاؤل العجيب حتي تغلب عليه في الحقيقة انه هزم المرض وانني اتذكر ان الطبيب الفرنسي المعالج له قال لي انه يتمني ان يكون كل مرضاه بقوة وصبر وتفاؤل الحاج فاروق لان الايمان بالشفاء هو نصف العلاج.
أنا لا أبالغ في حب هذا الرجل ولكن الانسان معاملة حسنة والحاج فاروق انسان "بمعني الكلمة وكانت امي رحمة الله عليها دائما تقول الحاج فاروق ده إنشان حقا هو إنسان كان دائم السؤال علي والدتي المريضة بل انه عندما كان يسافر للخارج كان يجلب لها العلاج حتي ولو لم اطلب منه ذلك وانا اقول تجربتي مع هذا الرجل وانا متأكد ان كل زميل لي له تجربته الخاصة مع الحاج فاروق .
رحم الله الحاج فاروق الاب والصديق واسكنه فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون.
ورحل الأب
هبة سعيد
لا شيء أصعب من فقدان عزيز لنا ولا يوجد كلمات تعبر عما في داخلنا. ولا يسعنا سوي ان نرضي بقضاء الله وقدره.
رحم الله الأب الروحي لي ولدار التحرير جميعا الحاج فاروق عبدالعزيز الذي سيظل في قلوبنا وعقولنا مدي الدهر اللهم إنا نسألك ان تتغمده بواسع رحمتك بقدر حب الجميع له وبقدر ما كان يحتوينا صغارا وكبارا اللهم الحقنا به في الفردوس الأعلي.. رحمك الله ورحم معك أجمل ايام الحب والاحتواء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.