وزير التموين: سعر أردب القمح يحمل الموازنة أكثر من 10 مليارات جنيه    فرحة المزارعين بحصاد الباذنجان في المنوفية.. بشاير الخير    الأكاديمية المهنية للمعلمين تعقد ورشة عمل عن دور الذكاء الاصطناعي في التعليم    مندوبة جنوب إفريقيا: نطالب مجلس الأمن بتفعيل أحكام «العدل الدولية» ضد إسرائيل    صادرات النفط الخام العراقية للشهر الماضي تجاوزت 3 ملايين و412 ألف برميل يوميا    «الجيل»: جلسات الحوار الوطني تعكس رغبة الأحزاب في مناقشة أوضاع غزة    رئيس التشيك يغادر الأردن عقب زيارة استمرت 3 أيام    إمام محمدين يعود لقيادة قطاع الناشئين في الاتحاد السكندري    أزمة جديدة في حراسة مرمى مدريد بعد إصابة لونين    البوابة الإلكترونية بمحافظة القليوبية لإعلان نتيجة الشهادة الإعدادية 2024.. توزيع الدرجات    تأجيل محاكمة متهم في قضية أحداث اقتحام قسم كرداسة لجلسة 29 يونيو    لأول مرة.. مريم نعوم «ممثلة» بالحلقة الخامسة من مسلسل دواعي السفر    أحمد الطاهري لمشاهدي القاهرة الإخبارية: نعدكم بمزيد من الاجتهاد للحفاظ على مصداقيتنا    نفاد تذاكر حفل عمرو دياب في بيروت بعد طرحها بساعة (تفاصيل)    وكيل الأزهر يقدم 6 نصائح للتعامل مع السيرة النبوية في مواجهة حملات التشكيك    رئيس جامعة كفر الشيخ: قافلة طبية وتوعوية لقرية برج مغيزل ضمن حياة كريمة    غلق كوبري محرم بك جزئيًا في الإسكندرية.. تعرف على التحويلات المرورية    قيادى بالوفد يكشف مصير المذكرة المقدمة ضد حمدي قوطة لرئيس الحزب    واجبات العمرة والميقات الزماني والمكاني.. أحكام مهمة يوضحها علي جمعة    موعد صرف معاشات شهر يونيو 2024 مع الزيادة الجديدة    القوات المسلحة تنظم مؤتمر الروماتيزم والمناعة بالمجمع الطبي بالإسكندرية    هانز فليك.. هل أنت مستعد لتغيير الحمض النووي لبرشلونة؟    فيلم "تاني تاني" يحقق إيرادات ضئيلة في الأسبوع الأول من عرضه    عرض مغري خلال ساعات لرحيل مروان عطية عن الأهلي    ما هو اسم الله الأعظم؟.. أسامة قابيل يجيب (فيديو)    معدل التضخم يرتفع مجددا في ألمانيا    الصليب الأحمر: إنقاذ 67 مهاجراً في المتوسط خلال 24 ساعة    انعقاد الملتقى الفقهي الخامس بحضور وكيل الأزهر    رئيس جامعة المنوفية يعلن اعتماد 5 برامج بكلية الهندسة    محافظ مطروح ومدير الطب البيطري يبحثان خطة الحفاظ على الثروة الحيوانية    وزير إسرائيلي: تحقيق الاستقرار في رفح قد يستغرق 5 سنوات    فيلم الحَرَش لفراس الطيبة يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان روتردام للفيلم العربي    جامعة بني سويف تكرم الطلاب الفائزين في مهرجان إبداع 12    رسميًا موعد عطلة عيد الأضحى بالسعودية 2024 وعدد أيام الإجازة    مواعيد عيد الأضحى 2024: تفاصيل الإجازات والاحتفالات    خلافات قديمة.. قرار قضائي ضد المتهمين بالتعدي على شاب وإصابته في بدر    محافظ شمال سيناء يستقبل مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر (صور)    وزير الصحة يبحث مع سكرتير الدولة الروسي تعزيز التعاون في مجال تصنيع الدواء والمعدات الطبية    قبل الانطلاق في رحلتك.. اعرف مستلزمات الحج للرجال والنساء    زعماء المعارضة الإسرائيلية يتفقون على خطوات لتبديل حكومة «نتنياهو»    الفرق بين التكلفة الفعلية والنمطية لتوصيل التغذية الكهربائية    حبس المتهم بالشروع في قتل عامل ديلفري بالعياط 4 أيام    محافظ أسيوط يترأس اجتماع اتخاذ التدابير الوقائية لمنع انتشار الأمراض المعدية    قرار جديد من اتحاد الكرة بشأن تحصيل بدلات الحكام من الأندية    تأييد قرار النائب العام بالتحفظ على أموال «سفاح التجمع»    البابا تواضروس الثاني يستقبل وفدا وزاريا فلسطينيا    شوبير يشن هجومًا لاذعًا على الحكم الدولي جهاد جريشة: ذاكر القانون كويس بعد إذنك    هيئة الدواء: تسعيرة الدواء الجبرية تخضع لآليات محددة ويتم تسعير كل صنف بشكل منفرد بناء على طلب الشركة المنتجة    رئيس قطاع الآثار الإسلامية يعلن اكتشافات أثرية بجامع المادراني    مساعد وزيرة الهجرة يستعرض جهود الوزارة في ملف دعم المصريين بالخارج    «مصايف الإسكندرية» ترفع الرايات الثلاث على الشواطئ.. احذر البحر في هذه الحالة    شروط ومواعيد التحويلات بين المدارس للعام الدراسى المقبل.. تعرف على الأوراق المطلوبة    خبيرة فلك تبشر مواليد برج الدلو في 2024    جوتيريش يدين بشدة محاولة كوريا الشمالية إطلاق قمر صناعي عسكري    صعود مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات جلسة الأربعاء    الفرق بين التحلل من العمرة والحج.. الإفتاء تشرح    مواعيد مباريات اليوم.. نهائي دوري المؤتمر الأوروبي.. وكأس مصر    "رديت بطريقتي".. شيكابالا يعترف بخطئه بشأن جمهور الأهلي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المخططات القذرة : تضخيم السلبيات.. تشويه الإنجازات
استهداف الوحدة الوطنية.. والتشكيك في الثوابت الدينية ونشر الإلحاد
نشر في الجمهورية يوم 03 - 08 - 2017

اليوم تسعي مؤسسات الدولة وفي القلب منها "المؤسسة العسكرية" للحفاظ علي الدولة وتحصينها من الفشل. باستمرار عجلة العمل والبناء والتنمية وإقامة المشروعات القومية العملاقة التي تصب في بناء دولة حديثة يفخر بها الشعب المصري.
عملية البناء والتنمية تتم بأيادي مصرية وأموال مصرية وعقول مصرية وتسبق كل هذا الإرادة السياسية في تحقيق حلم بناء وطن مستقل وحر في قراراته بناء علي مصالح مصر العليا.
رغم مواجهة الإرهاب ومكافحته بمشاركة قوات إنفاذ القانون وجهود القوات المسلحة. إلا أن هذا لم يمنع من مشاركة قواتنا المسلحة في عمليات البناء وفي نفس الوقت حماية الحدود والذود عنها ضد أي معتد.
تحصين الدولة ضد إفشالها أصبح فرض عين علي كل مؤسسة من مؤسسات الدولة بل وعلي كل مواطن.. وهناك عدة سبل يتم إنجازها من أجل هذا أهمها تحديد مصادر التهديد واتجاهاته ومواجهته وعلي رأسها الشائعات وحملات التشكيك لزعزعة الثقة بين الشعب ومؤسسات دولته وهذا يحتاج لإعلام قوي وفاعل لإبراز الإنجازات وتقييد الشائعات ومحاربة الإرهاب والأفكار الإرهابية والقضاء علي البيئة الحاضنة له.. وهنا يأتي دور المجلس القومي لمكافحة الإرهاب والتطرف لأن نجاحه يعني نجاة الدولة المصرية من الفشل.
وعلي المواطن المصري إدراك أن استهداف الدولة لا يتم بصورة عشوائية وإنما بخطط محكمة يشارك في وضعها أجهزة وخبراء الدول المعادية باستهداف الأداء الحكومي وتضخيم السلبيات والتشكيك في الإنجازات من أجل التأثير علي الترابط المجتمعي باستهداف الوحدة الوطنية والرموز الدينية والوطنية.. بل وخلق حالة من الاختلاف بين شباب الأمة وخلق نموذج ثالث - الملحدون - من أجل إذكاء الصراع بين الشباب وإضاعة الموروثات التي بني عليها الترابط المجتمعي.
طرحت "الجمهورية" علي خبراء الاستراتيجية والأمن القومي والسياسة ما هي الوسائل التي يمكن أن نحصن بها الدولة ضد محاولات إفشالها؟
* لواء دكتور أحمد عبدالحليم.. عضو المجلس المصري للشئون الخارجية: يقول لتحصين الدولة من الفشل يجب أن تقام علي أسس سليمة وتجنب الشائعات وتتعامل مع الجميع كمواطنين.. الأسس السليمة للدولة هي أن يكون هناك مهام وتخصص لكل مؤسسة من مؤسسات الدولة فمؤسسة الرئاسة لها مهامها ولكل من الحكومة والبرلمان مهام.. بحيث يكون هناك تنسيق وتعاون بين كل هذه المؤسسات لضمان دقة التنفيذ وفق القواعد والأصول المتعارف عليها.
وأيضا يجب إتاحة المعلومات من الجهات الرسمية وحرية تداولها فيمتلك الجميع المعلومات الحقيقية لتحطيم الشائعات والمغالطات علي صخرة الحقيقة التي يعلمها كافة المواطنين.
ويبقي علي المواطن تقييم ما يصل إليه من معلومات من وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي قبيل أن يتداولها وينشرها حماية للدولة.
الشفافية وتداول المعلومات
يضيف اللواء عبدالحليم أن حل معظم المشاكل يأتي بعد تنظيم مؤسسات الدولة من خلال العلم والمعلومات الشفافة.. فمثلا مواجهة الإرهاب تأتي ضمن مسئوليات المواطن من خلال قدرته ووعيه وتوعيته الإعلامية ليصبح فاعلا بأن يلاحظ ويراقب كل ما هو غريب ويبلغ عنه الجهات المسئولة.
وحتي التشكيك في رموز الدولة التاريخية. والحاليين والتشكيك في الإنجازات التي تملأ السمع والبصر للقضاء عليه لابد من تداول المعلومات الحقيقية عبر الجهات الرسمية بطريقة مقنعة.
والتجربة المصرية الحالية أثبتت أن هناك تعاونا بين فئات الشعب وثبت مدي التعاون بين الشرطة والشعب والجيش في إنجاز العديد من المهام وتحقيق الأهداف ويجب نشر هذا المفهوم علي نطاق واسع.
يؤكد لواء عبدالحليم أن تحصين الدولة ضد الفشل هو بعدم التأثير عليها من الخارج وهذا ما يتم حاليا بحماية المنشآت الحيوية ومنع العبث بها وتنفيذ المهام بإتقان.. لأن أسس فشل الدولة تكمن في اتجاهها لتنفيذ مهام ليست في صلب مهام الدولة الحديثة. بمعني تنفيذ مشروعات لا طائل منها.
ولكن الدولة المصرية حاليا تنفذ المشروعات التي يحتاجها المواطن سواء تنمية الاقتصاد من خلال تطبيق برنامج إصلاح صعب إلا أنه الطريق لتحقيق النمو والتنمية معا كما أنها أنجزت العديد من المشروعات القومية مثل قناة السويس الجديدة.. والعاصمة الإدارية الجديدة وزراعة مليون ونصف المليون فدان وتنمية وتعمير سيناء.. وتوفير الإسكان الاجتماعي.. وتطبيق برامج حماية للفقراء.
فالدولة تضع المصلحة القومية وتحددها بشكل سليم. وتضع الغاية العليا والهدف القومي والاستراتيجية ثم تضع تفاصيل للهدف القومي بمجموعة من الأهداف المتخصصة ثم تضع السياسات الخاصة بالدفاع والاقتصاد والأمن والسياسة الخارجية والتعليم والصحة والمرافق الأساسية وكل هذا يوضع في إطار الأمن القومي وهذا هو الجزء الأساسي التي تسير عليه الدولة من أجل تحقيق أهدافها في مختلف التخصصات والمجالات ليصب في حماية الأمن القومي وبالتالي حماية الدولة من الفشل والخروج علي مثل هذه القواعد يعرض الدولة للفشل.
ردود سريعة ومقنعة ضد الشائعات
** لواء دكتور سمير فرج - المدير الأسبق للشئون المعنوية بالقوات المسلحة: يقول لابد أن نعرف اتجاهات ومصادر التهديدات للدولة المصرية.. وهي حروب الجيل الرابع.. فالشائعات.. والتشكيك في الإنجازات.. وضرب رموز الدولة وإهانتها.. وضرب الرموز التاريخية والثوابت القيمة سواء كانت دينية أو وطنية أو ثقافية جزء من حروب الجيل الرابع التي تنشر الفوضي لإسقاط الدول الوطنية بسبب البلبلة وفقد الشعب الثقة في وطنه ومؤسساته ونظامه السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
ولكي نحصن الدولة ضد الشائعات المغرضة نحتاج لإعلام قوي وأن يكون لدي الدولة ردود مقنعة وسريعة علي كل ما يشاع بغرض البلبلة والتشكيك حتي لا تنشر في وسائل التواصل الاجتماعي وعبر الفضاء الإلكتروني.
فالمصارحة والمكاشفة مبدأ اتخذته الدولة والدليل الإعلان عن كل شيء مهما بلغ حجم الخسائر.. ولكن نحتاج خطة إعلامية شاملة للدولة في الداخل تخاطب المجتمع المحلي وفي الخارج نخاطب المجتمع الدولي لتوضيح الحقائق سواء كانت إنجازات لمشروعات قومية عملاقة أو إنجازات علي المستوي السياسي والاقتصادي. وما يبذل من جهود لقوات إنفاذ القانون في مكافحة الإرهاب.
ونحتاج لتقوية مفاصل الدولة بإبراز إنجازات المؤسسة العسكرية والرد علي الشائعات التي تخص القوات المسلحة وتفنيد ما يثار حول استحواذ الجيش علي جزء من الاقتصاد. مع تقوية موقف الشرطة في الشارع لأن الشرطة جزء من نسيج المجتمع وتقضي علي أي شائعات خاصة بأقسام الشرطة والسجون والاختفاء القصري.
والاهتمام بالشباب وهذا جزء رئيسي من تحصين الدولة لأن هناك فجوة بين بعض الشباب وأجهزة الدولة وعلينا عدم الاكتفاء بجهد الرئيس ولكن يجب أن تبذل باقي مؤسسات الدولة وأجهزتها ووزاراتها الجهد.. علي أن يتم ذلك من خلال رؤية موحدة ومن خلال خطة عودة الشباب إلي حضن الوطن.
ويؤكد لواء سمير فرج أن الدولة المصرية ليست دولة فاشلة ويكفي أنها وضعت خطة إصلاح اقتصادي من أصعب الخطط التي تتخذها أي دولة أما الدولة الفاشلة كانت في حالة عدم وضع خطة إصلاح اقتصادي والاستمرار في الاعتماد علي القروض والهيئات.
الاهتمام بالخدمات الصحية والتعليمية ومرافق الدولة والإسكان الاجتماعي.. كما أن القوات المسلحة حاليا تدعم كل عمليات التطوير في المجتمع المصري وهي رائدة في قاطرة الاستثمار من خلال تطوير البنية الأساسية من طرق وكباري ومساكن وبعض المصانع التي تؤثر علي الأمن القومي المصري مثل مصانع الأسمنت علاوة علي المساهمة في سد الفجوة الغذائية الموجودة في المجتمع.
وينهي لواء فرج كلامه بأن تحصين الدولة المصرية ضد الفشل بيد مؤسسات الدولة وعلي رأسها القوات المسلحة بجانب وعي المواطن بأهمية الحفاظ علي دولته ويجب ألا نترك رئيس الدولة يحارب منفردا ولكن الالتفاف حوله فرض عين علي كل المؤسسات وكل مواطن.
* العميد سمير راغب - رئيس المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية - يقول: في مؤتمر الشباب بالإسكندرية تم طرح معيار لهشاشة الدولة باعتبارها معرضة للفشل.. فالدولة الفاشلة هي غير القادرة علي توفير مقومات الدولة.. أرض.. وشعب.. وسلطة.. واعتراف دولي.. وعلاقات دولية بكافة أشكالها سياسية وتجارية واقتصادية وثقافية وعلمية.
فالدولة التي لا تستطيع الحفاظ علي أرضها.. وغير القادرة علي فرض قوانينها علي الشعب.. والتي لا تلبي احتياجات الشعب من خدمات أساسية فهي الدولة الفاشلة.
أما الدولة الناجحة فهي التي تقوم بمسئولياتها تجاه شعبها في توفير احتياجاته والخدمات وحماية الأرض من خلال جيش قوي وفرض الأمن من خلال شرطة قوي وفرض وتطبيق القوانين من خلال قضاء نافذ ومنظومة تشريعية قوية.
ويضيف العميد سمير راغب أنه كي توفر الدولة احتياجات المواطنين لابد من اقتصاد قوي..ولكي يصبح لها تواجد وعلاقات خارجية تحتاج لدبلوماسية فاعلة بجانب أن قوة عناصر الدولة الداخلية تظهر في قوتها وتأثيرها الدولي.
ولكي نحصن الدولة المصرية ضد الفشل لابد من تماسك الجبهة الداخلية..وتحقيق نمو وتنمية اقتصادية.. والقضاء علي مسببات التطرف والإرهاب.. بمعني أن نحارب الإرهابي وفي نفس الوقت نحارب الإرهاب كأفكار والقضاء علي البيئة الحاضنة بكافة أبعادها الثقافية والدينية والأيديولوجية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية.
هنا فقط نستطيع القضاء علي البيئة الحاضنة للإرهاب الذي يوظف الإرهابي في تنفيذ عناصر هدم الدولة.
أوضح العميد سمير راغب: نظرا لأن مصر محاطة بدولة فاشلة في ليبيا ودولة هشة في السودان بالإضافة للتهديدات القادمة من قطاع غزة والهجرة غير الشرعية من سواحل البحر المتوسط. لابد من تأمين الحدود حتي نضمن عدم تسرب الإرهاب والإرهابيين والسلاح والذخيرة.
والواقع يؤكد ازدياد ثقل مصر في التواجد الإقليمي خاصة بعد انضمامها إلي الرباعية لمكافحة الإرهاب - السعودية.. والإمارات.. والبحرين.. ومصر - بالإضافة لتواجدها عضو غير دائم بمجلس الأمن ورئاستها للجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن وعضويتها لمجلس السلم والأمن الأفريقي عن شمال أفريقيا.
ويبقي المحك في قدرة مصر علي التأثير علي سلوكيات الدول الأخري لصالحها.
ويضيف العميد راغب هناك حقيقة هي أنه لا تستطيع منع الإعلام العابر للحدود ووسائل التواصل الاجتماعي والفضاء الإلكتروني.. ولذلك لابد من تماسك وقوة الجبهة الداخلية برفع وعي الشعب حتي يصبح قادرا علي التمييز بين الحملات المعادية وفرز الحقائق من الأكاذيب.
وهذا يتطلب منظومة إعلامية وطنية قوية تعتمد علي الشفافية والمصداقية وإعلام الشعب بالأحداث وتفسير أسبابها وتفنيد الحملات الإعلامية المغرضة لأن الحروب النفسية تعتمد علي جزء من الحقيقة والكثير من المغالطات والأكاذيب.. وعندما تكون المباراة بين الحقيقة وجزء منها فدائما الحقيقة تنتصر.
ويعتبر العميد راغب أن منصة الحوار الشفافة من خلال المؤتمرات الوطنية التي يحضرها القيادة السياسية ولقاءات الشباب تدحض الكثير من الأكاذيب وتخلق لدي المتلقي الاستعداد لقبول الخطاب الرسمي والحكومي والخطاب الوطني بشكل عام.
* الدكتور سعد الزنط - مدير مركز الدراسات السياسية وطرق التواصل - يقول: إذا نجح المجلس القومي لمكافحة الإرهاب والتطرف بتشكيله الجيد وأهدافه الاستراتيجية سوف تنجو الدولة.
بمعني.. بقدر نجاح دور المجلس القومي لمكافحة الإرهاب والتطرف بقدر نجاح الدولة لأن هذا المجلس يضم كل مؤسسات ووزارات الدولة المعنية بأمر مكافحة الإرهاب والفكر الإرهابي بالإضافة إلي نخبة من قادة الرأي المعنيين بمساعدة هذا المجلس علي إيجاد رؤية واضحة وخطط استراتيجية للتنفيذ.
ولمواجهة حملات التشكيك وضرب الرموز والتقليل من قيمة الإنجازات التي تتم لابد أن تستعيد الدولة دورها الغائب لأن معني غياب الدور يتحدد دور الآخرين وهذا خطر علي أمن الدولة.
ولإنجاح المجلس الأعلي لمكافحة الإرهاب والتطرف والمنوط به وضع رؤية يجب أن تكون هناك لجان لمكافحة الإرهاب والتطرف بالمحافظات علي نفس نسق المجلس الأعلي لعمل منظومة مكافحة متكاملة.. ويكون هيكلها التنظيمي امتداداً للهيكل التنظيمي للمجلس الأعلي ويرأسها المحافظ ووكلاء الوزارات في كل محافظة وترشح مجموعة من قادة الرأي المشهود لهم بالكفاءة والفاعلية والأمانة بالمحافظة علي أن يكون دور اللجنة هو نفس دور المجلس الأعلي في المحافظة.. وتتكامل وتتواصل مع المجلس الأعلي.
وهنا كما يري د. سعد الزنط نكون قمنا بعمل دائرة مكافحة مغلقة وفاعلة علي مستوي الدولة.. بالإضافة للسعي نحو إنشاء مجلس عربي لمكافحة التطرف والإرهاب.. ومهمته محاصرة كل أدوات الإرهاب والتطرف سواء القائمة أو المستجدة علي مستوي الوطن وخاصة أن الإرهاب يضرب الوطن العربي من الماء إلي الماء.. وأن نقيم نظاماً أمنياً فاعلاً علي مستوي الوطن العربي.
ويضيف د. سعد الزنط أن جزءاً من مهمة هذا المجلس العربي التنسيق مع المؤسسات الدولية المتعلقة بمكافحة الإرهاب ليضمن الضغط الجماعي القوي علي الدول أو التنظيمات المارقة التي تدعم الإرهاب.
ولتحصين الدولة من الفشل لابد أن يكون هناك دور للإعلام الوطني.. ولذلك نحتاج خطة متكاملة وتشمل الإعلام والتعليم والمؤسسات الدينية ووزارات الثقافة والشباب والرياضة أي تفعيل دور مؤسسات الدولة المعنية بالأمر وهي نفس المؤسسات التي نص عليها القرار الجمهوري بإنشاء المجلس الأعلي لمكافحة الإرهاب والتطرف.
ويضيف د. الزنط ضرورة أن يقوم الإعلام بإبراز الإيجابيات والمشروعات التنموية الكبري التي تقوم بها الدولة بهدف إعطاء أمل للشعب.
وعلي الوجه الآخر لابد من حملة علاقات عامة كبيرة للرد علي كل رسائل التشكيل أو محاولة رسم صورة ذهنية سيئة عن الدولة بمؤسساتها وقياداتها.
مفهوم الدولة.. والممارسة السياسية
* الدكتور محمود محيي الدين - عضو مجلس النواب: يبدأ كلامه بالتفرقة ما بين مفهوم الدولة والممارسة السياسية.. فالدولة مجموعة مؤسسات.. وصيانة وتقويم الدولة بمؤسساتها ليست محل اختيار ولكنها ضرورة لأي نظام سياسي.. ويجب أن يشارك فيها الجميع للحفاظ علي كيان هذه الدولة.
ودولة المؤسسات لابد أن تتمتع بقدر عال من الكفاءة في أداء واجباتها تجاه مواطنيها علي كافة الأصعدة ورؤية للحاضر والمستقبل لفتح الأمل أمام الأجيال المتعاقبة فيها.
وإذا نظرنا لأركان الدولة نجد أن الحكومة المركزية هي المسئولة عن تطوير مؤسساتها وكذلك فتح المجالات أمام إحداث التغيير لصالح المجتمع فضلا عن أن هناك دوراً أساسياً لبعض المؤسسات السيادية التي يشارك للإشراف عليها رئيس الجمهورية طبقا للدستور والقانون وبتفويض مجلس النواب لترتقي بإجراءاتها الحمائية للحفاظ علي أركان الدولة ومثلت الوجود البنيوي لهذه الدولة والمتمثل في الحفاظ علي الأرض وعلي ثبات واستقرار الشعب داخل حدود الإقليم في إطار من الشرعية وفق الدستوروالقانون وتدعيم وجود قوة مركزية تحافظ علي الوطن وسلامة حدوده وأراضيه وكذلك علي ثبات واستقرار الشعب بما يسمح له بالحياة بصورة آمنة.. هذا هو التوصيف النظري لشكل الدولة الناجحة.
ويستطرد د. محيي الدين قائلا أما ما يتعلق بالدعاية السوداء المتمثلة في وصف الدولة بأنها فاشلة الغرض منه هو تعكير الصفو العام بصورة انتقائية وخلط لحالة البعض في إبداء الرأي عن عدم رضاه عن النظام السياسي مثلا كأن الدولة هي نظام حكم فقط وليست دولة مؤسسات.
فنري بعض جماعات المصالح السياسية التي لم تحصل علي ما أرادت من مكاسب سياسية فأسهل ما عليها أن تشيع أن الدولة فاشلة وهذا خلط كبير ما بين مفهوم دولة المؤسسات ومفهوم رؤية نظام الحكم السياسي في إدارة مؤسسات الدولة.
ويكمل د. محيي الدين حديثه قائلا: مؤسسات الدولة تلتزم في إطار الدستور والقانون بصالح المواطن والنهج السياسي الذي تتقدم به الحكومة لمجلس النواب كي تحصل علي شرعية وجودها بعد أداء اليمين الدستورية أمام الرئيس.
ولذلك نري أن الأداء الحكومي في إطار برنامج الحكومي السياسي يقابله نشاط للأجهزة الرقابية ويقع علي عاتقها الفصل ما بين مع أنها أجهزة تعمل في إطار الحفاظ علي كيان الدولة بعيدا عن أنها جزء من الحكومة.. مثل الجهاز المركزي للمحاسبة.. والتعبئة والإحصاء.. والتنظيم والإدارة.. وهيئة الرقابة الإدارية وبعض الهيئات التابعة لوزارة الداخلية ومنظمات المجتمع المدني والبنك المركزي.. فهذه المؤسسات تعمل بجانب الحكومة لتطوير الأداء والحفاظ علي كيان الدولة.
أما الأساس الثاني الذي يراه د. محيي الدين فهو أن تعمل الأجهزة بجانب الحكومة في مراقبة ومتابعة كافة الأنشطة المعادية التي تحاول التأثير سلبا علي المجتمع وترصد الشبكات وتقدم ردود للمجتمع.. بعض هذه الآثار السلبية التي قد تقع علي المواطنين نتيجة الادعاءات التي تستهدف النيل من وحدة واستقرار المجتمع وبالتالي تنعكس علي حالة الرضا العام للمواطنين عن أداء الجهاز الحكومي وأجهزة الدولة.
وهناك أساليب وطرق يتم بناء عليها استهداف الدولة بمفهومها ثم النظام السياسي وهذه الطرق تستخدم بعد دراسة أعداء الدولة ودراسة كل حالة علي حدة من خلال خبراء متخصصين ويتم بصورة أساسية في استهداف الأداء الحكومي والتضخيم والتشهير لبعض القضايا والنفاذ منها إلي محاولة التأثير علي الترابط المجتمعي والأسس التي بني عليها هذا الترابط مثل استهداف الوحدة الوطنية والكنائس والرموز الدينية أو خلق حالة من الاختلاف ما بين شباب الأمة أو خلق نموذج ثالث - الملحدون - وإذكاء مثل هذا الصراع ما بين الأجيال الصغيرة ليترسخ مستقبلا أسس خلافية تضيع كافة الموروثات التي بني عليها الترابط المجتمعي.. فاستهداف الرموز الدينية وصلب العقائد السماوية ومن ثم يدخل المجتمع في متاهات ما بين التكفير والعلمانية والإلحاد للابتعاد عن المفهوم الأساسي الراسخ في فكر الشعب المصري الذي قامت وحدته المجتمعية علي الوسطية والتعايش مع الآخر في إطار ثوابت وطنية أسست لتاريخ الشعب وحضارته
ويؤكد د. محمود محيي الدين أن القوات المسلحة هي العمود الفقري للدولة.. لذلك هناك استهداف لها باعتبارها حامية الشعب علي أرضه فدائما ما يحاولون النيل منها أو من جهاز الشرطة وكذا الأجهزة الرقابية بهدف زعزعة الثقة بين الأجيال الجديد وهذه المؤسسات التي لولا أدائها لما استطاعت الدولة المصرية في الاستمرار واستقرار الشعب.
ويؤكد محيي الدين أن هذا لم ولن يحدث في مصر مهما كانت التحديات والمؤامرات والاستهداف بسبب رسوخ القيم الوظيفية لمؤسسات الدولة المصرية في إطار حماية الوطن والدولة بغض النظر عن شكل وطبيعة أداء النظام السياسي وهذا ما ظهر جليا في 30 يونيه من ثبات هذه المؤسسات في الحفاظ علي كيان الدولة.. وأعطت للشعب الأمل في اختيار جديد لنطاقه السياسي وإعادة ترسيم ملامح المستقبل وهذا مكن الشعب المصري من إعادة صياغة دستور جديد وانتخاب رئيس ومجلس نيابي واكتمال الشكل القانوني للدولة المدنية الحديثة وتبقي دائما أن الممارسة الفعلية للسلطة ستظل هي المعيار الأساسي لكسب رضا الشعب عن أداء مؤسساته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.