عيد تحرير سيناء، جهود إقامة التنمية العمرانية لأهالي أرض الفيروز ومدن القناة    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه (فيديو)    اليوم، الأهلي يختتم استعداداته لمواجهة مازيمبي    تجديد حبس شاب قتل والده في الخليفة    تفاصيل الحالة المرورية صباح اليوم الخميس 25 أبريل    القاهرة الإخبارية: بعض المدارس انضمت لاحتجاجات الجامعات بأمريكا ضد عدوان إسرائيل على غزة    إعلام فلسطيني: شهيد في غارة لجيش الاحتلال غرب رفح الفلسطينية    مستشار سابق بالخارجية الأمريكية: هناك موافقة أمريكية على دخول القوات الإسرائيلية لرفح    «الجمهورية»: الرئيس السيسي عبر بسيناء عبورا جديدا    اعرف أسعار الذهب اليوم 25 أبريل وتوقعات السعر الأيام المقبلة    «الأهرام»: سيناء تستعد لتصبح واحدة من أكبر قلاع التنمية في مصر    ضرب نار في أسعار الفراخ والبيض اليوم 25 أبريل.. شوف بكام    وول ستريت جورنال: من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريكية؟    حزب الله يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية مختلفة    ارتفاع سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الخميس 25 إبريل 2024    جدول ترتيب الدوري الإنجليزي قبل مباراة مانشستر سيتي وبرايتون اليوم    هل ترك جنش مودرن فيوتشر غضبًا من قرار استبعاده؟.. هيثم عرابي يوضح    اضبط ساعتك.. موعد بدء التوقيت الصيفي في مصر 2024| وطريقة تغيير الوقت    الشرطة الأمريكية تعتقل عددًا من الطلاب المؤيدين لفلسطين بجامعة كاليفورنيا.. فيديو    أحمد جمال سعيد حديث السوشيال ميديا بعد انفصاله عن سارة قمر    الأكثر مشاهدة على WATCH IT    بسبب روسيا والصين.. الأمم المتحدة تفشل في منع سباق التسلح النووي    "شياطين الغبار".. فيديو متداول يُثير الفزع في المدينة المنورة    ميدو يطالب بالتصدي لتزوير أعمار لاعبي قطاع الناشئين    المنيا.. السيطرة على حريق بمخزن أجهزة كهربائية بملوى دون خسائر في الأرواح    تطور مثير في جريمة الطفلة جانيت بمدينة نصر والطب الشرعي كلمة السر    ب86 ألف جنيه.. أرخص 3 سيارات في مصر بعد انخفاض الأسعار    «الاستثمار» تبحث مع 20 شركة صينية إنشاء «مدينة نسيجية»    بالصور.. نجوم الفن يشاركون في تكريم «القومي للمسرح» للراحل أشرف عبد الغفور    عن تشابه «العتاولة» و«بدون سابق إنذار».. منة تيسير: التناول والأحداث تختلف (فيديو)    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    إصابة 9 أشخاص في حريق منزل بأسيوط    أبو رجيلة: فوجئت بتكريم الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    لتفانيه في العمل.. تكريم مأمور مركز سمالوط بالمنيا    أول تعليق من رئيس نادي المنصورة بعد الصعود لدوري المحترفين    تدريب 27 ممرضة على الاحتياطات القياسية لمكافحة العدوى بصحة بني سويف    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    حصول 5 وحدات طب أسرة جديدة على اعتماد «GAHAR» (تفاصيل)    رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر: تخصصنا يحافظ على الشخص في وضعه الطبيعي    رئيس «الطب النفسي» بجامعة الإسكندرية: المريض يضع شروطا قبل بدء العلاج    بعد نوى البلح.. توجهات أمريكية لإنتاج القهوة من بذور الجوافة    اسكواش - ثلاثي مصري جديد إلى نصف نهائي الجونة الدولية    مش بيصرف عليه ورفض يعالجه.. محامي طليقة مطرب مهرجانات شهير يكشف مفاجأة    يسرا اللوزي تكشف كواليس تصوير مسلسل "صلة رحم"|فيديو    مدحت العدل يكشف نصيحة جماهير ريال المدريد بإسبانيا للإعلامي إبراهيم عيسى ونجله    كيف أعرف من يحسدني؟.. الحاسد له 3 علامات وعليه 5 عقوبات دنيوية    دعاء في جوف الليل: اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور واهدنا سواء السبيل    محافظ شمال سيناء: الانتهاء من صرف التعويضات لأهالي الشيخ زويد بنسبة 85%    تيك توك تتعهد بالطعن في قانون أمريكي يُهدد بحظرها    عالقين ومصابين.. محافظ شمال سيناء: إعادة 3 آلاف إلى غزة قريبا    توجيهات الرئيس.. محافظ شمال سيناء: أولوية الإقامة في رفح الجديدة لأهالي المدينة    تجربة بكين .. تعبئة السوق بالسيارات الكهربائية الرخيصة وإنهاء الاستيراد    حظك اليوم برج الميزان الخميس 25-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    غادة البدوي: تحرير سيناء يمثل نموذجًا حقيقيًا للشجاعة والتضحية والتفاني في سبيل الوطن    من أرض الفيروز.. رسالة وزير العمل بمناسبة ذكرى تحرير سيناء    فريد زهران: نسعى لوضع الكتاب المصري في مكانة أفضل بكثير |فيديو    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    بالفيديو.. أمين الفتوى: موجات الحر من تنفيس نار جهنم على الدنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف نبنى الوعى المصرى فى مواجهة الفكر المتطرف؟1

◙ الجماعات المتطرفة تسعى لشن حملات تستهدف إحداث الفرقة بين أطياف المجتمع .. ونحتاج إلى استراتيجية فكرية وسياسية وأمنية شاملة لمكافحة الإرهاب
◙ اللواء فؤاد علام : «مخطط دولى» لاستهداف مصر بصفة خاصة والمنطقة العربية بشكل عام .. وإنشاء «مجلس قومى» لمواجهة الإرهاب أصبح ضرورة
◙ د. حسن عماد : لدينا أنقاض نظام إعلامى قديم يسمح بالعشوائية والتخبط.. ونحتاج لشفافية فى توصيل المعلومات للإعلاميين
◙ د. لميس جابر : تطوير التعليم الأساسى أولى خطوات التصدى للتطرف الدينى.. ومستوى الإعلام الحكومى سيئ
◙ د. سعد الهلالى : من الضرورى تحويل المؤسسات الدينية إلى علمية لبناء الوعى المصرى وإحياء القيم .. ومواجهة الفكر المتشدد بالمتزن .. ومكافحة التنظيمات الإرهابية بالضربات الأمنية
◙ اللواء طارق عطية : المواجهة الأمنية للتنظيمات المتطرفة ليست السبيل الأوحد.. وللإعلام دور محورى فيها
◙ الأنبا إرميا : على الجمعيات الخيرية دعم الطبقات الفقيرة بالقرى حتى لا تخضع لضغوط جماعات الفكر المتطرف..
◙ أسامة الأزهرى : لا يمكن أن نعيد حضارة من رحمى الدين والوطن إلا بتفكيك أطرو




يعتقد الكثير أن الجماعات الإرهابية وأفكارها المتطرفة لا يمكن التغلب عليها إلا عن طريق المواجهة الأمنية، ربما لخطورة هذه الجماعات فى بلادنا سواء فى أعمال العنف التى ترتكبها بشكل مستمر أو فى نشر أفكارها التكفيرية والمتشددة التى تبث يوميا فى عقول الكثير من أبناء هذا الشعب خاصة جيل الشباب، لكن الحاضرون فى «ندوة الأهرام»
أكدوا أن المواجهة الأمنية ليست هى السبيل الوحيد والأوحد لهذه الجماعات، وإنما هناك طرق أخرى كثيرة أهمها المواجهة الإعلامية عبر المنافذ الإعلامية الكثيرة، والمواجهة الدينية التى تخرج من مؤسسات الدولة الدينية المتمثلة فى الأزهر الشريف، والمواجهة العلمية عبر مراحل التعليم المختلفة، لإحباط المخططات الدولية التى تسعى الجماعات المتطرفة لتنفيذها ليست فى مصر فحسب، بل على فى الشرق الأوسط بشكل عام.. محاور تحقيق الوعى المصرى بخطورة انتشار هذه الأفكار - كما أكدها الحاضرون - كثيرة بعضها موجود على أرض الواقع ويحتاج إلى تقويم والبعض الآخر هو عبارة عن إجراءات إصلاحية جديدة يجب أن يتم اتخاذها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لوقف زحف الأفكار المتطرفة الهدامة فى بلادنا التى لا تولد إلا مزيدًا من العنف والفرقة..
◄ الأهرام : فى البداية .. دور الإعلام فى مواجهة الإرهاب والتطرف الفكرى هو دور محورى خاصة بعد أن قطعت مصر شوطا كبيرًا فى القضاء عليه.. ما هو هذا الدور الذى يلعبه الإعلام؟
◙ اللواء فؤاد علام وكيل جهاز أمن الدولة السابق: خالص شكرى لجريدة الأهرام والقائمين على هذه الدعوة الكريمة لاهتمامهم بالقضية الأخطر التى تواجه مصر فى هذه الفترة وهى قضية «الإرهاب»، إذا تحدثنا عن المخاطر التى تحيق بمصر جراء هذه القضية فالأمر هنا يتضح إننا أمام «مخطط دولي» يستهدف المنطقة العربية بشكل عام ومصر بصفة خاصة هذا المخطط بدأ منذ سنوات بعيدة وأذكركم بما قاله «برجينسكي» المسئول الأمريكى منذ أكثر من 20 سنة، حيث قال قراءة دقيقة توضح وجود مخطط لتقسيم المنطقة العربية إلى دويلات صغيرة تخدم مصالح الدولة الإسرائيلية والأمريكية هذا المخطط أخذ أشكالًا كثيرة آخرها تبنى ومساندة جماعة الإخوان المسلمين لتكون على شاكلة النظام التركى الذى يأخذ واجهة إسلامية، وانهم تصوروا أن الإخوان شريك للنظام التركى فى المنطقة بوجود دويلات إسلامية حسب وجهة نظرهم انها إسلامية معتدلة، إلا أنها فى حقيقة الأمر كانت عملية سياسية وتصوروا أنهم يستطيعون تحريك هذه الجماعة بما يخدم مصالحهم فى المنطقة العربية بصفة عامة وفى مصر بصفة خاصة .. الحمد لله حدثت ثورة الثلاثين من يونيو وواجهت مصر هذا المخطط بقوة، لكن ما زال الفكر للأسف مستمراً وهناك استماتة فى التمسك بها وحتى الآن لم تظهر مواقف النظام الأمريكى الجديد بقيادة «ترامب»، لكن فى كل الأحوال من المتوقع أن يكون أفضل من النظام السابق.
الحرب المدعاة انها ضد الإرهاب التى تقوم بها أمريكا ومعها مجموعة من الدول الأوروبية لا أتصور انها بهدف القضاء على الإرهاب وإنما بهدف تقويضه وإعادته تحت سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية، بدليل ما حققته فى سوريا والعراق، حيث إنه ليس من المعقول أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية ومعها الدولة الأوروبية كقوة عسكرية كبيرة تعتبر هى القوة الأعظم فى العالم غير قادرة على مواجهة الإرهاب وإخماد هذه الحركات فى العراق الإرهاب مستمر والانقسام وأتصور أن العراق ستعلن أنها مجموعة من الدويلات الشيء فى سوريا وعلى استحياء بالنسبة لليمن، وقد تكون ليبيا مستهدفة لتنفيذ هذا المشروع، ثورة الثلاثين من يونيو أخمدت مخطط الإخوان الذين وصلوا الى الحكم وإعادة الشكل الوطنى للحكم فى مصر، فالمخططات مازالت مستمرة، للأسف الشديد إنه مواجهة الإرهاب فى مصر فى هذه المرحلة أعتبر اننا لا نواجه الإرهاب، وإنما نُحبط مجموعة من المخططات الإجرامية فقط ولا نواجه الإرهاب، فمواجهة الإرهاب قضية فكرية من الدرجة الأولى وسياسية من الدرجة الثانية سواء فى مصر، وليست قضية أمنية كما يحدث فى مصر على الرغم من ضرورة الإجراءات الأمنية لابد وأن تكون هناك خطة متكاملة لمواجهة الأفكار المتطرفة .
كما أن مواجهة الإرهاب تحتاج ل 6 محاور، محور سياسى محور اجتماعى محور اقتصادى محور إعلامى محور دينى محور أمنى كل محور يتطلب أدوارا لكثير من مؤسسات الدولة ووزاراتها لمواجهة الإرهاب ومعالجة الأفكار التى تثير التطرف وبالتالى نحن فى حاجة ماسة لتنفيذ المواجهة بالمحاور الستة ولا بد من وجود جهة موحدة لتفعيل هذه المحاور، لذا نحن نقترح أن يكون هناك مجلس قومى لمكافحة الإرهاب، ويكون فى مصر نواة لمجلس قومى عربى لمواجهة الإرهاب ويجب أن يكون هناك تخطيط للمواجهة بدأنا تنفيذ الأسلوب العلمى لمواجهة الإرهاب ففى الثمانينيات وبالتحديد بعد واقعة اغتيال السادات استطعنا تفتيت مخططات إرهابية كبيرة، لكن بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير سرعان ماعادت هذه الأفكار والمخططات مرة أخرى من جديد بعد مجيء حكم الإخوان الذى عظم دور وجود المخططات الإرهابية من دول كثيرة فوجود مجلس قومى لمكافحة الإرهاب سيكون نواة لمواجهة المخططات الإرهابية على مستوى الشرق الأوسط بشكل عام من غير ذلك أحذر من زيادة المخاطر التى تخلفها تلك المخططات.
◄الأهرام: وفكريًا.. كيف يتم مواجهة التطرف الدينى الذى ينتج عنه الإرهاب وأعمال العنف ؟
◙ الدكتور حسن عماد وكيل المجلس الأعلى للصحافة وعميد كلية الإعلام بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا: الإعلام ليس عاملا حاسما فى مواجهة المشكلات انما هو عامل مساعد فقط اذا توافرت الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وبالتأكيد هو أحد المكونات الأساسية للفكر الإنسانى وتثقيف العقول والإعلام لا يقل تأثيرًا عن التعليم وبالتالى فهو أكثر اتساعا لانه يصل لكل شبر من الأرض التى يقطنها البشر، كما أن الإعلام يعتمد على حرية الرأى والتعبير وهو حق لكل مواطن يكفله له القانون والمعاهدات الدولية، وهذه الحرية لها 3 دعائم، الاحتكام للعقل الذى يحتكم للحيثيات، الدعامة الثانية هى أن نقر حق الاختلاف فى الرأى وهذه للأسف مشكلة فى مجتمعنا، الدعامة الثالثة هى إعلاء قيمة التسامح وايضا نواجه فيها مشكلة والاعلام هو حق المواطن فى المعرفة وبالتالى يتطلب تسهيل تدفق وبث المعلومات من كل مؤسسات الدولة وعدم حجبها ما دام لا يمس ولا يضر الأمن القومي، ولا بد أن يتيح المناخ العام حرية انتقال المعلومات ولابد من تمكين الصحفى والإعلامى للحصول على المعلومات الأساسية حتى لا نترك حصوله عليها من مصادر غير معلومة تكون معرضة لنشر الشائعات وترويجها للناس.
للإعلام وظائف أساسية إذا تحققت فإنها تستخدم المصلحة العامة وإن لم تتحقق فهذا سيعود بالضرر على المجتمع ككل وتتحول إلى خلل وظيفى أهمها مراقبة البيئة فعلى الإعلامى أن يراقب الوقائع التى تحدث بالداخل والخارج عن طريق إعداد الموضوعات والتقارير الدقيقة لما فيه صلاح للمجتمع وبما يحقق التماسك الاجتماعى هو الوظيفة الثانية عن طريق نقل وتفسير وشرح الأخبار وليس نقل المعلومة وهذا يساعد على تكوين وتشكيل الرأى العام للتوعية بأولويات القضايا، الوظيفة الثالثة نقل التراث الاجتماعى بين الأجيال من خلال دعم القيم والعادات التى تحافظ على التماسك الوظيفة الرابعة هى دعم النظام السياسى لأن القادة دائما يتواصلون مع الجماهير وهذا لا يعنى أن يمتنع الإعلام عن انتقاد السلبيات.
فالإعلام لابد أن يدعم ثوابت الدولة لأن دوره التنويرى لابد وأن يكشف جوانب الفساد ويعرض أيضًا الأخطاء لأنه بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير كان هناك نظامً إعلاميً غير مقبول فى آدائه، حتى أصبح لدينا أنقاض نظام إعلامى قديم يسمح بالعشوائية والتخبط سواء فى الصحافة المطبوعة او المرئية او المسموعة او مواقع التواصل الاجتماعى تتطلب إعادة إنشاء نظام إعلامى جديد قائم على المهنية حيث من أهم الوظائف أيضًا مواجهة الإرهاب ودحره بالأفكار التنويرية لكن لابد من وجود شفافية فى توصيل المعلومات للإعلاميين .
◄ محمد عبد الهادى علام رئيس تحرير الأهرام : نرحب بكم فى مؤسسة الأهرام.. السؤال: من المسئول عن إقامة نظام إعلامى جديد قائم على المهنية؟
تجربة المجلس الأعلى للصحافة فى إعداد المشروع وإقرار القانون أوجدت فراغًا، فى عهد صفوت الشريف كان هناك تقارير تقييم يتم عملها بشكل دورى على رؤساء تحرير الصحف عن طريق رصد التجاوزات.
◙ الدكتورة لميس جابر عضو لجنة الثقافة والإعلام والآثار بالبرلمان: عندما عرض قانون الإعلام الموحد فى مجلس النواب دعونا رؤساء تحرير المؤسسات الصحفية الكبرى فأعلنوا مقاطعتهم لحضور جلسات الاستماع .. القانون تم طبعه وتوزيعه على النواب لأن القانون لم يرسله مجلس الدولة، ما يسرى على الإعلامى مختلف عما يسرى على الصحفى المشكلات كثيرة فى الوسط الاعلامى التليفزيون المصرى مستواه رديء سييء التليفزيون فيه أصول كثيرة على مستوى المحافظات والأمر يحتاج إلى خصخصة، التعليم الأساسى هو أولى خطوات إصلاح ومواجهة الأفكار المتطرفة وتعديل الخطاب الدينى بالتحديد التعليم الأساسى هناك تفرقة بين الطفل المسلم والمسيحى داخل الفصول بأمور متعلقة بالمادة الدينية التى يتلقاها لو اننا قادرون على أن نستبدل بمادة الدين فى المرحلة الابتدائية مادة أخلاق، تحتوى على معلومات تأديبية تحببهم فى ربنا وتعلمهم الاحترام والآداب والأصول، على المواد أيضًا ان تكون الموضوعات التاريخية حديثة تعلمهم الحضارة والتاريخ هناك أفكار مرعبة متعلقة بتغسيل المتوفى ومراحل دفنه صعبة جدًا لا يتحملها الأطفال نحن نحتاج إلى مادة أخلاقية يتم تدريسها فى المناهج، كما هو موجود فى اليابان وتنقية المناهج من هذه الأفكار، كما أن مناهج التاريخ كلها يتم تعليمها خطأ وعلينا إعادة النظر فيها عن طريق إظهار الجوانب المضيئة فى التاريخ سواء التاريخ القبطى أو التاريخ الحديث المناهج تعلم الأطفال أفكاراً مرعبة، التحكم فى المواد ضرورى حتى يمكن السيطرة على طاقم التدريس دون ذلك سنكون محلك سر .
◙ الدكتور سعد الدين الهلالى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: أرحب بكل القائمين على هذه الندوة والضيوف ومؤسسة الأهرام صاحبة الفضل فى التنوير والتثقيف، كما اننى أحب أن أوضح أننى لا أتحدث باسم مؤسسة وإنما أتحدث كأستاذ فقه مقارن بجامعة الأزهر لست مفوضا عن الحديث عن مؤسسة أو جهة، أتحدث لكونى مواطنا أيضا .. أنا أرى أن الدكتورة لميس لفتت لشيء مهم جدا وهو تدريس العلوم الدينية فى المدارس وماذا لو اطلعت على المواد الدينية بالأزهر الشريف الذى ينشر أفكارًا متعصبة، رأيت قبل ذلك أشخاصا من الإخوان مكلفين بإقناع الناس بميدان التحرير بأفكارهم وينفقون على ذلك الغالى والنفيس انا أرى أن مادة الدين تتحول إلى مادة معلومات دينية تعلمهم أصولا متعددة، الخطاب الدينى يتم تقديمه للأسف فى نموذج موحد تحت مسمى الثوابت وللأسف ليس هناك ثوابت وإنما هناك تعددات ومعلومات متنوعة علينا ان نذكر الرأى والرأى الاخر القضايا التطرفية مثل البيعة والخلافة وغيرهما من هذه الأحكام علاجها فقهى تصحيح الخطاب الدينى أن يملك الأصح، أيضا صاحب الخطاب الدينى أعطى لنفسه وظيفة إدارية وسلطة الملاحقة والمتابعة وتحويل الواقعة إلى أدلة غير مسيطرة أى أن أكبر تحد يواجهنا هو أن المؤسسة الدينية والتعليمية المنوط بها وعى الشعب تكرس وجود إرهاب فكري، فمثلا كلية الشريعة والقانون كلية بها رسائل عديدة فى الدكتوراة والماجستير وفى الصفحتين الأولى والثانية هناك مقدمة تقول إن القانون والشريعة الإسلامية معصومة وفعل البشر مخطيء، أنا أحب أن اواجهكم بكل صراحة لدينا أقسام الشريعة الإسلامية فى كليات الحقوق هل هى ثوابت أم يمكنها أن تتغير، كما أن الشرع هو ما نزل من السماء كما أن الاستنباط فكرى وإنساني.. كيف أصف كلام الفقيه على انه يشرع لابد من تغيير كلية الشريعة والقانون إلى مسمى كلية الفقه والقانون، وهل لأى شيخ أن يملك أن يتحدث باسم التشريع او الدين، التشريع البديل هو إحياء الوطنية لان الله خلقنا شعوبًا وقبائل لنتعارف قال فى كتابه العزيز «إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم» [الحجرات 13 ]، كلنا متفقون على أن كل شخص فينا سيد فى دينه وأن تعلم الدين واللغة بحرية لابد من رفض الوصاية الدينية وإلغاء الطائفية والجماعات الدينية لاننا إذا وافقنا على وجود جماعة إذا نقر بوجود زعيم يشرع ويخرج علينا بفتاوى ويلزم الناس باتباع سياسات ودين ما أنزل الله به من سلطان دون أن يعلم أن الدين لله والوطن للجميع لابد من تجفيف المنابع وتقويم المتأخر، إحياء القيم لم يعد يصلح بالمواعظ والنصائح وانما إجراءات تجعل الأمانة والصدق فاعلين. مثلا لو علمنا الشعب سيكون هو القوة الضاربة لحماية الناس من التطرف ، كما أن الالتزام بالقانون وليس احترام القانون والقانون بالمناسبة اجتهاد بعد اجتهاد فلابد أن نفشى للشعب أن كلام الفقهاء هو كلام مبدئي، كما أن كلام القضاة ورجال القانون هو اجتهاد بعد اجتهاد كما ان من المطلوب تحويل المؤسسات الدينية إلى علمية، ومعنى علمية هنا هو أن يكون مصدر معلومات، الرمزية الدينية تعنى أن هناك ربا فى الأرض النبى كان متعايشا ولم يكن متميزا عن باقى البشر.. «قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي»، حتى إذاعة القرآن الكريم بها برامج تحريضية وغير متزنة، وتبث معلومات غير صحيحة وذلك لاننا أعطيناها وصايا دينية مواجهة الفكر بفكر ومواجهة التنظيم بالأمن ، الفكر الدينى هو مسئولية المؤسسات لتفكيك التنظيمات المتطرفة كما أن التنظيمات الدينية التى تواجه الجماعات والأفكار المتطرفة تستخدم للأسف سلاحا غير شريف، كما أن الفتاوى لابد أن يتم إسقاط قدسيتها وأن تكون عبارة عن آراء ووجهات نظر شخصية.
◄ الأهرام : ما هو الدور المنوط بالمؤسسات الدينية لتنمية الوعى المصرى ومواجهة الفكر المتطرف؟
◙ الأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى : الحقيقة ما قاله الضيوف هو محل للدراسة، لكن نحن كمؤسسات دينية نعاني، فعلا الشعب المصرى يقدس رجل الدين كما أنه يصدق كل فتواه رغم انه من الممكن أن يقول رأيه فلابدأن يتم النظر فى الجانب التعليمى حيث يؤثر على الفقر والثقافة وهى جميعا مرتبطة وللأسف نحن لانهتم بهذه المحاور الثلاثة رغم أن أصحاب الأفكار المتطرفة يستقطبون الناس من هذه المحاور وهذا مدخل فى منتهى الخطورة ففى قديم الزمان وأنا فى المرحلة الابتدائية كان هناك مدرس واحد للغة الدينية، وكنا نستمع جميعا مسلمين ومسيحيين من مدرس واحد، وكنا نسمع حتى تكونت لدينا ثقافة ومعرفة، وتعلمنا حب الآخرين والزملاء فى أى دولة من العالم هناك مادة تسمى مادة الأخلاق تعلمه الأصول والآداب الخاصة حتى بالأديان الاخرى هناك أديان ترفض مثلًا القتل علينا أن نجمع جميع الآيات التى تحث على عدم القتل أو استباحة الدماء ونعلمها للطلاب حتى يتعلم الطلاب معلومات وثيقة وكبيرة بكل مايدور حولهم، وتخرج أجيالا قوية لديها وعى بكل ما يدور حولها دون التطرق للأفكار المتطرفة.
كل هذه الأفكار المتطرفة والجماعات الإرهابية الأفكار الموجودة حاليًا تحتاج لعمل فى محورين المستوى التحصينى من الأخطاء ثم المستوى العلاجى فى ال 6 محاور التى ذكرها اللواء فؤاد علام كما أنه من الضرورى مواجهة الأفكار المزروعة منذ سنوات طويلة، كما أن الهدف من كل ذلك هو تدمير هذه البلاد وعلى رأسها مصر لكن مصر محفوظة والقرآن قال فى مصر «أدخلوا مصر إن شاء الله آمنين»، [سورة يوسف 99] لأنها منبع الأنبياء وملجأ للجميع كما انها محور للعالم ومحروسة، نحن نحتاج أيضا لإبراز الايجابيات من خلال الإعلام الذى لايركز سوى على السلبيات، مما نشر خلالا أدى إلى انتشار أفكار متطرفة وسلوكيات غير سوية، كما ان الإعلام له دور خطير فى تقديم المثل والقيم للناس، وهناك الحرية المنضبطة أو المسئولة التى يهمها مصلحة البلد كما ان الحرية فى الإعلام أيضًا لها ضوابط وأصول لابد أن يتحلى بها القائمون على الإعلام ، فعلى سبيل المثال السيدة منى السيد إبراهيم التى كرمها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى القصر الجمهورى كانت بمثابة إيجابية كان على الإعلام التركيز عليها وإبرازها حتى يعلم المشاهد حصاد الكفاح والعمل، فلدينا نماذج مكافحة يحتاجون لتشجيع من أجل تطوير البلاد والعمل على قبول التنوع فى الثقافة .
◄ الأهرام : سؤال موجه للأنبا إرميا.. هل تشعر بتغيير إيجابى حول تحقيق مبدأ المواطنة فى مصر خاصة بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو ؟
◙ الأنبا إرميا: انا كأمين عام مساعد لبيت العائلة المصرية للأسف وأقولها بكل صراحة لم أشعر بأى تغيير بل هناك شحن بين العديد من الأطياف، كما أن الوضع الحالى به شحن داخلى مقصود وممنهج تحاول أطراف بعينها أن تثير الفتن باستخدام القرى والنجوع بأى صورة من الصور لاشعال الفتنة والعمل على انهيار المجتمع، وهى قصة قديمة يتم الإعداد لها منذ زمن لكن الحل فى ذلك تغيير المفاهيم على كل المستويات وتطبيق القانون على الجميع لأن قوة الدولة من سيادة القانون، الخطة يتم اللعب بها من حيث الطوائف بقصد التفتيت ، وهذا الأمر يحتاج إلى السعى فى حله لابد للمؤسسات الخيرية أن تساعد الطبقات الفقيرة التى تخضع لضغوط الجماعات التنظيمية، وأصحاب الفكر المتطرف هناك العديد من المواطنين يعيشون حالات ضعيفة وظروفا معيشية صعبة وعلينا جميعا التكاتف للخروج من هذه الأزمة، لأن الدولة وحدها لا تستطيع أن تحل كل هذه المشكلات بمفردها.
◙ الدكتورة لميس جابر: إذاعة القرآن الكريم أصبحت مخترقة والإخوان أصبحوا أيضا متوغلين فى كل مكان، كما أن المؤسسات الإعلامية التابعة للدولة تحتاج إلى إعادة النظر ومن وجهة نظرى عهد التحكم فى الإعلام انتهى والإعلام لا يواجه إلا بإعلام كيف تعجز مصر عمل قناة مثل قناة الجزيرة بإمكانياتها التى وصلت إلى كل مكان فى العالم فى الوقت الذى تعانى فيه قنوات الدولة المتمثلة فى التليفزيون المصرى حالة تخبط شديد انعكست آثارها على دول العالم وأصبح الغرب يواجهون صعوبة فى نقل الحقيقة التى من المفترض أن ينقلها لهم التليفزيون المصري، فعندما كنت فى دولة «المجر» فى إحدى المؤسسات إدخال القناة المصرية وعدم السماح بإدخال قناة الجزيرة، وكان هناك سوء فى توصيل الرسالة الإعلامية وفى طريقة الحوار فى الوقت نفسه أيضا فشل حتى فى عرض اللغة منذ فترة شاهدت إحدى الإعلاميات على شاشة فضائية تقوم بعرض صورة طفل تم الاعتداء عليه جنسيًا، وقامت بتصويرة دون مراعاة لا لسمعة الطفل أو أسرته.. أى إعلام هذا نحن للأسف دخلنا فى حالة عته إعلامى ونسعى نحن فى البرلمان لعمل ميثاق شرف إعلامى .
◄ الأهرام: الكثير يعتبر أن مواجهة التطرف الفكرى هى مواجهة أمنية من الطراز الاول .. ماهى التحديات التى تواجه وزارة الداخلية فى ظل انتشار النوافذ الإعلامية، والى أى مرحلة وصلنا فى مواجهة هذه التنظيمات ؟
◙ اللواء طارق عطية مساعد وزير الداخلية لقطاع الإعلام والعلاقات: لو تسمحون لى أستهل كلمتى باعتبار ما أقوم به من عمل أمنى أن أقدم التحية لشهدائنا الأبرار من القوات المسلحة ورجال الشرطة البواسل، وكذلك المدنيون الذين ضحوا بأنفسهم فى سبيل هذا الوطن وضحوا بأسمى مايملكون من أجل بلادنا، ولو تسمحون أن نقف دقيقة حدادا على أرواحهم.. كما لو تسمحون لى أن أقدم خالص الشكر والتقدير والاحترام ل«مؤسسة الأهرام»، والتى هى دائما تحمل لواء التنوير فى مصر وستظل إلى أبد الدهر، وليس بغريب على الأهرام ذلك وأحب أن أخبركم اننى أحمل لكم التحية الشخصية من السيد اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية والذى حملنا إياها بالفعل لكل القامات والرموز الرفيعة التى حضرت هذا الملتقى من رموز الفكر والدين والثقافة، فإننا نرى أن مواجهة التطرف الفكرى ليست قضية أمنية فقط وإنما هى قضية مجتمعية لابد أن تجتمع على حلها جميع طوائف الشعب وبدون ذلك لا يمكن أن تندثر هذه الجماعات أو الأفكار لأن هذه التنظيمات تبنى فى الأساس على فكر، ولا يمكن أن يواجه الفكر إلا بالفكر والحجة لا يمكن أن تقارع إلا بالحجة والمنطق لا يمكن ان يقارع إلا بالمنطق، وهذا بلاشك هو دور جميع مؤسسات الدولة، وليست المواجهة الأمنية فقط والحقيقة نحن تعلمنا من القامة الرفيعة سيادة اللواء فؤاد علام قديما كيفية المواجهة، والتى شهدت تطورًا كبيرًا فى اندثار هذه الجماعات والتنظيمات التى حاولت أن تستقطب العناصر التى يمكن أن تؤثر على الفكر، والإعلام لها دور محورى وشريك فى عملية مواجهة جماعات الفكر الدينى المتطرف وهو شريك فاعل وأساسى والحقيقة أنا اشير الى ما قاله اللواء فؤاد علام بأن هناك مخططا دوليا للنيل من بلادنا، ولا شك فى هذا بكل المقاييس، وهذا ما قيل على لسان الساسة الامريكان بأن هناك مشروعا كبيرا للشرق الأوسط يستهدف المنطقة العربية ويستهدف إعادة صياغة الأوضاع داخل المنطقة العربية بما يسمى الفوضى الخلاقة، وهو تعبير أنا أعتبره متناقضا حتى فى الكلام وللأسف هى الحقيقة التى نعيشها، كما أن التصريحات التى أدلت بها «هيلارى كلينتون» وزيرة الخارجية
الأمريكية السابقة حول الحركات المتطرفة التى أنشأوها ليست فى مصر فحسب، وإنما فى الشرق الأوسط ككل وهذا بالطبع يخلق صراعات ومشكلات داخلية وتتبناها الأفكار التى يمكنها أن تسيطر على فكر وعقل الشباب كمخطط الإخوان المسلمين، وهى جماعة رائدة لهذه الحركات منذ نشأتهم فى عام 1928 على يد حسن البنا، والذى بدأ هذا الفكر والذى أصبح بعد ذلك منتشرا فى المنطقة العربية وانتشر فى عقول الشباب، وحتى نواجه هذا الفكر المتطرف والسلوك الإرهابى الذى يتمخض عنه هذا الفكر فيجب ألا تكون الإجراءات الأمنية هى السبيل الأوحد لمواجهة هذا الفكر، وإنما من الواجب أن تجتمع كافة أطياف المجتمع لهذه المواجهة، لذا يجب أن تكون هذه الندوة المستديرة هى نواة حقيقية لمواجهة هذا الفكر المنحرف، الحقيقة المواجهة الأمنية للفكر والإرهاب أذى يخالف السلوك أصبح بفضل الله تعالى أولًا ثم بفضل قواتنا المسلحة فى تراجع مستمر لأن المواجهة مع الجماعات الإرهابية هى ليست مواجهة أمنية فقط، وإنما هى حرب ضروس بكل المقاييس وهى حرب دنيئة لان العدو فيها عدو لا يبرز وهو عدو يبرز من وراء الجدر، وبشكل جبان لا يظهر إلا فى الظلام خسيس فى الحقيقة هذه المواجهة بالتعاون مع قواتنا المسلحة الأوضاع فى سيناء أفضل بكثير عما كانت عليه بفضل الإجراءات الأمنية التى بفضل الله بدأت تؤتى ثمارها والتى مازالت مستمرة والحقيقة هذه اللحظة هى فارقة لا بد ان تتضافر كل أطياف المجتمع كما ذكر الاساتذة الحضور وكذلك دور وزارة الشباب والرياضة بجانب التعليم والتعليم العالى فان وزارة الشباب من وجهة نظرى قادرة على تقديم رؤى دينية مستنيرة، وكذلك معلومات للشباب لتنمية وعيهم الثقافى وبث طاقات الشباب فى إطار أعمال تفيد المجتمع وهو دور مهم جدا يجب أن يفعل بتفعيل الطاقات عن طريق وزارة الشباب، كما أن للإعلام دورا محوريا فى تنوير الشباب من خلال البرامج والدراما السينمائية والتليفزيونية ودورها فى توعية الشباب، وللأسف كل ما نراه الآن من دراما يذهب بالشباب إلى العكس يعنى هناك مغالاة وتشدد فى سلوك الشباب فى إبراز نماذج مغايرة للسلوك القويم وسماحة وثقافة المصريين التى خلقت منذ بداية خلق الأرض ومن عليها.
هناك تجارب ناجحة إعلامية ومنها «مؤسسة الأهرام» وهناك بعض المؤسسات الصحفية الخاصة أيضًا تقدم نموذجا ناجحا ومن خلال هذه الندوة المهمة أحب أن نوجه المجتمع كله من مؤسسات الدولة والإعلام أن يتم التركيز على مواجهة الفكر الدينى المتطرف لأن الدين منه براء، كما أن هناك نماذج مستنيرة علمتنا سماحة الدين، فالتطرف لا يمت للدين بصلة لكنه فكر مضلل يتم نشره بين أوساط الشباب المغرر به لاستقطاب الشباب والدفع بهم إلى الأفعال الضارة والإرهابية بالمجتمع، جميع رجال الشرطة مشروعات شهادة ولا نهاب الموت إطلاقا، وهذا يقين وثقافة منتشرة عند جميع ضباط الشرطة فى سبيل أن يظل هذا المجتمع بهذا التمسك واللحمة والتى نحن جميعًا فى أمس الحاجة إليها لمواجهة هذا النشاط الدينى المتطرف، والحمد لله مصر أصبحت أكثر أمنًا بالمقارنة بالسنوات الماضية كل يوم نقوم بتحقيق مكاسب ورغم الحوادث التى تحدث لكن هناك إيمانا كاملا بأن مصر لم تأمن إلا برجالها وجهاز الشرطة يقوم بدور نتمنى من الله أن يعينه عليه.
◙ الدكتور حسن عماد : الإعلام يحتاج إلى معلومات وهناك بطولات كبيرة ضحى بها رجال الشرطة لم يتم إمداد الإعلام بتفاصيلها دائمًا عند حدوث أى عمل إرهابى من المفترض ان تكون وزارة الداخلية هى مسار رد فعل وبالتالى يعطى الفرصة لتداول الشائعات والأقاويل، وللأسف دائمًا بيان وزارة الداخلية والقوات المسلحة حول الحوادث الإرهابية للأسف يكون دائما متأخرا، وهذا بالتأكيد أدى إلى انتشار الأقاويل والشائعات التى من شأنها أن تحدث آثارًا سلبية فى حين أن الوزارة من المفترض، حتى ولو تقوم بإصدار بيان سريع لمنع تداول الشائعات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.
◙ اللواء طارق عطية : قمنا بعمل كتاب عن شهداء مصر تم إصداره من دار المعارف وسيكون فى الأسواق قريبًا جميع شهداء مصر من 1972 وحتى الآن، فهناك تواصل فورى مع السادة الصحفيين الذين يغطون وزارة الداخلية بالمؤسسات الصحفية الكبيرة، للأسف هناك مشكلة ضخمة جدًا فى المجتمع وهى انتشار مواقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك وتويتر .
◄ الأهرام: لماذا لم يكن هناك متحدث إعلامى لوزارة الداخلية يتواصل على الهواء عبر البرامج وبوسائل الإعلام لتوضيح جوانب القضايا الخفية خاصة فى الملفات المهمة والشائكة بشكل سريع ومباشر مثل ملف الإفراج عن الشباب المعتقلين؟
◙ اللواء طارق عطية : بالفعل وزارة الداخلية قامت بتأسيس إدارة تسمى إدارة المتحدث الإعلامي، وهناك مبادرة تم عملها فى مستشفى أبو الريش وخرج أحد المتحدثين الإعلاميين التابعين للوزارة للتحدث إلى الإعلام، وهى إدارة بها عدد من الضباط الذين حصلوا على دورات تدريبية فى هذا الشأن، وقد قاموا بتوضيح تفاصيل المبادرة التى أجريت فى مستشفى أبو الريش مع الأطفال المرضي، وعبروا بشكل مناسب عن التفاصيل والجوانب المهمة وعلينا أن نؤمن بالدور الإعلامى الذى يقوم به فى التنوير والوعى وتوضيح الحقائق والنأى بعيدًا عن الشائعات، لكن للأسف الكثير من بياناتنا التى يتم إصدارها من وزارة الداخلية تتم مواجهتها بالتشكيك والتأكيد على أنها تعبر عن وجهة نظر الدولة فقط.
◙ الدكتور حسن عماد : الصحفى من حقه أن يحصل على معلومة ويسعى دائمًا إلى البحث عن سبق طالما لم يتم إصدار البيانات السريعة التى تترتب عليها الأحداث، كما أنه من الضرورى أن يتم التعامل مع الحوارات التى تتم وتذاع فى البرامج لكن هناك أحداثا سريعة فى طريق أو منطقة فعلى الوزارة ان تصدر حتى بيانا مبدئيا حول الواقع، كما حدث فى حادث استهداف موكب النائب العام المساعد فى منطقة التجمع الخامس .
◙ اللواء فؤاد علام : أرجع لما حدث فى حرب 73 كانت المعلومة صادقة وصريحة، المشكلة الآن أن الإعلام فى هذه المرحلة يحتاج إلى إعادة نظر وأنا معك لابد من وجود حتى خبر مبدئى يوضح ماحدث وعلى دور الإعلام ان ينظر للمصلحة الوطنية بدلًا من السبق الصحفي، كما ان التواصل الذى تقوم به وزارة الداخلية والمتمثلة فى قطاع العلاقات والإعلام مع المؤسسات الصحفية بصفة عامة بالتأكيد محتاجة لبعض الوقت حتى يكون التواصل فعالا .
◙ اللواء طارق عطية : على سبيل المثال واقعة حادثة مقتل نيفين لطفى رئيس مصرف أبو ظبى الإسلامي، وقد نجحت الجهود الامنية فى القبض على المتهم خلال مدة لم تتجاوز ال 24 ساعة إلا أننا فوجئنا بهجوم من البعض الإعلاميين، يتهكمون على تأخر القبض على سرقة السيارات رغم بشاعة القضية الأولى والجهود مستمرة الواقع الحقيقى نحن نواجه بنوع من التشكيك مما يصدر من الوزارة من بعض الإعلاميين كى يكسب مشاهدين وأرضية من الشعبية الأمن فى النهاية ليس سلعة، وإنما هو شريك فاعل فى كل نواحى الحياة لابد وأن نسعى للأمر بكل وضوح إن دعم الأمن هو مسئولية الجميع، الوزارة بها أكثر من صفحة رسمية على مواقع التواصل الاجتماعى للرد على كل مايروج من أخبار وشائعات كما أن إعلامنا هو إعلام الحقائق.
◙ اللواء فؤاد علام : هناك موجة أخيرة منظمة يتم شنها لزيادة الفرقة بين أطياف الشعب بغرض التشكيك وهى جماعات متطرفة تحاول العمل فى المجال الخفى لخلق حالة من التوتر بين المواطنين.
◄ الأهرام: شاهدنا هتافات عدد من شباب الإخوان المعتقلين ضد مرشد الإخوان فى جلسة محاكمته والذى انتشر بشكل كبير فى مواقع التواصل الاجتماعى والبرامج التليفزيونية والذى اعتبره البعض خديعة تفتعلها الجماعة من أجل الوصول إلى مصالحة .. ما تعليقكم ؟
◙ الدكتور ثروت الخرباوى الكاتب ونائب رئيس حزب المحافظين: هناك نقطة قالها اللواء فؤاد علام مهمة جدًا وهى ان مصر الحقيقية واجهت الجماعات الإرهابية مواجهة علمية فى الفترة الاخيرة هذه النقطة توضح أن مصر لم تحارب وتواجه الإرهاب نيابة عن نفسها أو الدول العربية فمشهد قطز وهو يقود الحرب ضد التتار كان مشهدًا يوضح انه نيابة عن أوروبا وتسبب فى تأخر الحضارة الاوروبية لذا يمكننا القول إنه عندما تحارب مصر الإرهاب فإنها تحاربه نيابة عن العالم كله وعن أوروبا بالتحديد، عندما ننظر للوضع الحالى عندما كان الرئيس عبد الفتاح السيسى قائدًا عسكريًا وكأن هناك توأمة فى الاحداث فى التاريخ، الحقيقة شرعية الرئيس لم تكن شرعية صندوق وإنما كانت شرعية تاريخ استدعاه لهذه المكانة وفى هذا الوقت وهذا الكلام الذى قاله سيادة الأنبا وهى بلد يجب ان يكون فى سلام وهى شكل من أشكال حفظ الله، الدكتور سعد الدين هلالى قال شيئا مهما هو إننا نحن حتى الآن لم نواجه الإرهاب وإنما واجهنا تنظيمات إرهابية عن طريق الأمن والإرهاب الآن أشد ضراوة من الإرهاب الذى كنا نواجهه فى الثمانينيات، وكانت وزارة الداخلية وقتها بها قاعدة معلوماتية وبعد 25 يناير كان هناك توجه للقضاء على وزارة الداخلية وتم وقتها اقتحام مقر أمن الدولة، ليس من باب الثورة والثوار الغاضبين وإنما للقضاء على القاعدة المعلوماتية وهو مستهدف لذلك، لابد من وجود محورين للقضاء على الأفكار المتطرفة وتحقيق الوعى المصرى تفكيك التطرف الفكرى وتفكيك التنظيم المتطرف، وتفكيك التنظيم هنا لابد وان يكون على اعلى ما يكون من قبل الأمن ، وعندما نتحدث عن تفكيك الأفكار فهو يحتاج إلى جهد لأن وجود هذه الأفكار يساعد على تفريخ المزيد من الإرهاب عن طريق حركة مجتمعية كبيرة متنوعة تعمل على القضاء على هذه الأفكار من الفن والإعلام والأحزاب السياسية والجمعيات الحقوقية والمجتمعية للقضاء على مبدأ وجود الخلافة والحاكمية .
مسألة الشريعة والنص الدينى المطلق يقابل مفاهيم بشرية نسبية تفهم بشكل مختلف لذلك مايقوله التراث الذى هو ليس فكرا واحدا لكن كان صائبا فى زمنه ولا يمكن ان يكون صائبا فى زمننا لذا لا يمكن ان يدرس فى مؤسساتنا على أنه علم تشريع بل علم موروث تاريخى وكأن العالم الإسلامى جاءه عقم بعد رحيل الأئمة الأربعة ليس المشكلة مشكلة مناهج فقط وإنما طريقة تعليم فقد يتربى الطلاب على الطريقة التلقينية التى لا تتحمل الخطأ، عندما دخلت فى التنظيم قال لى عدد من الأساتذة المنتمين للجماعة أننى ادخل فى تنظيم مقدس وعلى ان أخلع عقلى ونعلى للسماع إلى المعلومات فمسألة الدعوة الفردية عند جماعة الإخوان يقوم بها أفراد يحصلون على دورات إعداد للدعوة لكى يكون قادرا على إقناع الأشخاص فى المسجد والشارع والميدان يطيعونه فى نشر أفكاره والإقناع بالأفكار المتطرفة ذى نفس طويل من قبل الأفراد تجعلهم أكثر صبرًا فى إقناع الضحايا الذين يقعون فريسة هذا الفكر.
للأزهر مهمة تاريخية فى القضاء على الأفكار المتطرفة، للأزهر مهمة تاريخية يجب أن يقوم بها لمواجهة الأفكار المتطرفة ونشر الوعى بين أطياف الأمة ويجب أن يسد الثغرات التى تشهدها بعض الأمور ولا أحد يستطيع أن يسمى نفسه بمؤسسة دينية أو متحدثا باسمها، ظهر حديثًا لفظً عندنا يسمى لفظًا إسلاميًا للتفرقة بين هذا وذاك فى أوائل القرن العشرين حتى ينشأ الإسلاميون فدين الإسلام دين عالمى فى حين أن الأوائل لم يطلقوا على الخلافة بالإسلامية وإنما سميت الخلافة الفاطمية أو الخلافة العباسية أو الخلافة الإخشيدية وغيرها من الدول التى تعاقبت ولم يذكر أحد لفظ الخلافة الإسلامية فبالتالى عندما نحرر هذه المصطلحات شهدنا الإخوانى صبحى صالح وهو يدعى ويقول «اللهم أمتنى على دين الإخوان»، وأنا عندما كنت انتمى للإخوان وجدت أحد شيوخهم يدعى أحمد أبو شادى فى إفطار وعندما أنهى إفطاره دعا وقال الحمد لله الذى أطعمنا وسقانا وجعلنا من المسلمين وجعلنا من الإخوان المسلمين يعنى هناك تحريف فى الأحاديث كل هذه الأمور تجعلنا نتساءل هل يمكن أن يكون هناك مصالحة مع جماعة لها رؤية خاصة بالدين وفهم خاص للوطن تختلف عن القراءة الحقيقية لمفهوم الدين وتختلف مع المفهوم الحقيقى لمعنى الوطنية المصرية من يتحدث عن فكرة العدالة الانتقالية لابد وأن يكون مفهومها مستمد من أنظمة سابقة تدل على أن هناك نظاما سابقا يقول إنه جرم جماعات خطيرة على المجتمع، كيف أتصالح مع جماعة هى ترى أن المخالف بالتبعية هو فى درجة كافر أو فى منطقة جاهلية او على أقل تفكير ناقص الإيمان، وهذا ما قاله حسن البنا فى كتبه إن إيمان الإخوان كامل ويقظ وإن إيمان الأمة مخدر وغائب علينا أن نكون على يقين أن فقهاءهم هى مجموعات فى قمة التطرف وتنظيم الفكر الحاكمي، ففكرة الحوار مع جماعة الإخوان مطلوبة لكن أرفض فكرة المصالحة، كما أن الدكتور أسامة الازهرى يقوم بالذهاب للسجون ويقوم بفتح حوارات معهم رغم أنها شاقة فبالتالى فكرة الحوار مقبولة لكن التصالح مرفوض وواقعة الهتاف فى الجلسات ضد حكم المرشد هى حيلة من الحيل لتضليل الرأى العام صاحب الفتوى فيها هو الهضيبى مرشد الإخوان السابق، عندما حضرت تحقيقات قضية للإخوان فى نيابة أمن الدولة العليا عام 1995 فى واحد اسمه شلش اعترف أنه منضم إلى الإخوان وعندما سألته عن السبب قال لى هل تريد أن يقول التاريخ إننى تهربت من إخوانيتي، تصويب الخطاب الدينى الذى طالب به الرئيس عبد الفتاح السيسى عندما التقى مؤخرًا بشيخ الأزهر وهو دور محورى للأزهر لا بد وأن يقوم به على أكمل وجه هل من المعقول البخارى يعمل صواب البخارى والإمام مسلم يعمل صحيح مسلم ونحن الآن لا نستطيع أن نكتب أى صحيح.
◙ الدكتور سعد الدين الهلالي: ليس من حق أحد أن ينسب الدين لنفسه وكل ما يخرج من لسان أحد هى وجهات نظر تعبر عن أصحابها .
◙ الدكتور أسامة الازهرى مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية: فى البداية أحب أن أوجه التحية لمؤسسة الأهرام العريقة على هذه الدعوة، فى خاطرى فيض من التعليقات والقضايا التى طرحت، وفى نقاط مركزة حتى أنهى كلامى فى نقاط محدودة، حيث إن كل ما طرح هو مهم من حيث إنه حوار مجتمعى رفيع المستوى واستطيع ان أقول ان هذه الندوة ينبغى أن تتكرر باستمرار على مستوى معتقداتنا الفكرية والسياسية والدينية شهدنا على هذه الطاولة رؤى وأطروحات تجارب حياة وخبرات عميقة وبعضها يختلف عن بعض فى مسائل لكن لم نر أحدًا يكره الآخر ولا نشاهد أحدًا يضيق ذرعًا برأى الآخر الكل يثق أن كل شخص يوجد على هذه الطاولة هو شخص وطنى شديد الغيرة على وطنه شديد الحرص على ان يرى وطنه فى مكانه اللائق به ليليق بمصر العظيمة، المكانة الأساسية التى تجمعنا الآن هى الروح التى ينبغى أن ترجع للمجتمع المصرى ومن هنا المدخل للفكرة التى أردت أن اتكلم عنها الفكرة المهمة التى أشار إليها نيافة الأنبا إرميا وأشار إليها اللواء طارق عطية واللواء فؤاد علام وانا أعتبرها أهم ما قيل ، مصر تواجه حربًا شرسة الكل متفق على هذا مصر تواجه حربًا شديدة الدهاء والذكاء والخبث وانتقلت من زمن الحرب الصلبة الصدامية إلى إيصال أسباب النخر فى بنية هذا البلد وليست فى مصر فقط بل فى الشرق الأوسط بشكل عام وهو مشروع الشرق الاوسط الكبير الذى بدأ الاعتماد على محور واحد متكرر وواضح وهى اغرس كراهية عميقة لا تقبل أن تتفكك بين الأكراد والعرب حتى لا يمكنهم أن يجتمعوا تحت وطن واحد، اغرس الكراهية العميقة بين شمال اليمن وجنوب اليمن بحيث لا يمكن أن يجمعهم بلد واحد ، ركام تاريخى هائل بين التداعيات وتأليب النفوس لا يقبل ان يفك بعد ذلك، اغرس كراهية عميقة غير قابلة أن تفك بين المسلمين والمسيحيين فى مصر وبين طوائف المسيحيين وبين مؤسسات طرفى الأمة، اغرس كراهية عميقة بين أهالى النوبة وبين باقى أطياف المجتمع حتى تتعمق الكراهية لأهل النوبة، اغرس كراهية عميقة بين شعب مصر العظيم وجيش مصر العظيم وبين شعب مصر ووزارة الداخلية، اغرس كراهية عميقة بين المؤسسة الأزهرية ورموزها واجعلها تتصارع وتتشاحن حتى تسقط المؤسسة من أعين الناس تمامًا لتفقد دورها التاريخى التى هى فى الأساس مؤسسة كبيرة من مؤسسات الدولة ودرعها كالمؤسسة العسكرية ووزارة الداخلية .
فى تقديرى المتواضع أنه خلال الخمس سنوات الماضية ومنذ عدة عقود بدأ يتسرب لوعينا تزييف الوعى والتفاف حول وعى الإنسان المصرى حتى يتحرك بإرادته الحرة بكل إصرار وعنفوان حتى يتسرب لوعيه أنه غير قادر على مد جسور للتواصل مع البشرية، صار يكره فكرة أن نتماسك كوطن كشعب كأمة ولذلك بدأت تظهر أمامنا الامتدادات العميقة المتولدة من هذه الفكرة الخبيثة التى ولدت على يد فكر الإخوان وفكر السيد قطب ثم تطورت إلى فكرة داعش يا جماعة نحن أمام الطور الخامس من تكريس فكرة حتمية الصدام وهو مفهوم من مفاهيم التطرف التى نشأت فى رسائل حسن البنا وبرز بوضوح عند داعش لذلك نعم أقول ليست الحرب حربًا أمنية، لو أردنا ان نصنف إجراءات المواجهة ستأتى المواجهة الأمنية رقم 10 وقبلها 9 خطوات مواجهة فكرية، مواجهتنا نحن كمؤسسات مجتمعية ودينية للحفاظ على الوطن ليس فى أقل من سنوات قادمة أن يتم وضع المصطلحات ومفاهيم هذه التيارات تحت المجهر لتفكك تمامًا، مفهوم حتمية الصدام من مفاهيم يتحول مقتنيها من متطرف إلى إرهابى إلى قاتل إذا أردنا أن نخرج للناس بمشروع قومى فكرى لا يمكن أبدًا أن نعيد توليد حضارة من رحم هذا الدين ولا أن نعيد توليد حضارة من رحم هذا الوطن إلا بتفكيك أطروحات هذه التيارات المتطرفة حتمية الصدام لم تكن فقط عند حسن البنا وسيد قطب ثم تطورت إلى داعش بل هى ولدت امام الفلسفة التى تشبع بها جورج بوش، ونعلن فى رسالة للعالم من هنا من على أرض مصر ومن مؤسسة الأزهر نرفض حتمية الصدام ولا بد وأن تفكك هذه القضية تمامًا ومن هنا يأتى دور كل مؤسسة فى مصر على حدة الإعلام والازهر والتعليم وغيرها وتوزع المهام بعد القضاء على حتمية الصدام.
المهام الكبرى الواضحة التى لا تحتمل أن نختلف عليها وأن نبدأ العمل فيها ليس من اليوم أو من الغد بل من سنوات مضت ونحن متأخرون وللأسف أصبحت التيارات المتطرفة تسبقنا بمراحل فى الوقت الذى لم تنجح مؤسساتنا الدينية فى الوقوف أمام هذا الخطر إذن لا بد من نسف فكرة حتمية الصدام، وقبل أن تولد فكرة حتمية الصدام فى أوائل الثلاثينات كان يطيب بخاطر الإنسان المسلم أن يأكل ويشرب مع أخيه المسيحى بكل رحابة صدر لأننا اخترنا أن نعيش فى وطن واحد معًا وأن نترابط معًا أنا أريد أن يرجع كل طفل مسلم يحفر فى ذهنه بعمق آية قوله تعالى .. «ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن»، ولما أرجع لأقارن هذه الآية الكريمة بقوله تعالى «وقولوا للناس حسنًا» لكل الناس وليس للمسلمين فقط أو ملة بعينها، مثل هذه المعطيات إذا وصلت للطفل فى البداية من المستحيل أن يتحول إلى تكفيرى او شخص متطرف، ولذلك ينبغى أن يعاد النظر فى فلسفة التعليم المصرى بأكملة الأزهرى وغير الأزهري، القضية هى أن فلسفة التعليم فى مؤسساتنا لا بد وأن تدور حول الحضارة والإبداع والعمران والاختراع و الإنسانية حتى يمكننا قطع شوط فى الطريق الصواب .
ختامًا هناك محاور أمر عليها مرور الكرام أعتبرها إن سمحتم لى باكورة ميلاد مشروع فكرى جديد ينطلق من أرض مصر المحور الأول والمهم هو إطفاء نيران الفكر المتطرف وهو مهمة وطنية كبيرة عن طريق المواجهة الفكرية، المحور الثانى حتى المؤسسات الدينية غير متفاعلة على مواقع السوشيال ميديا لتتحول إلى فلسفة الهجوم على رصد هذه الصفحات ومواجهتها، المحور الثالث إطفاء نيران الفكر اللادينى من الملحدين، إعادة أحياء الشخصية المصرية الأصيلة ليستعيد الثقة بذاته ليكون قادرا على بناء الحضارة، ينبغى أن نعيد معانى كثيرة فى الشخصية المصرية لتكون عاشقة للعمران صانعة للحضارة واعية، المحور الرابع إعادة تشغيل مصانع الحضارة فى العقل الإنسانى المسلم، قبل الدخول فى مصالحة او حوار لابد من وجود مواجهة فكرية .
◙ الدكتور سعد الدين هلالى : أختلف معك فى المحور الرابع الذى ذكرت فيه إعادة صنع العقل الإنسانى المسلم ، فالإنسان هو صانع لنفسه، ولا يمكن أن تقتصر صناعة الحضارات عند المسلم فقط، بل سيخرج المسيحى ويقول المسيحى الفلانى فعل كذا وكذا من حضارات ويخرج اليهودى ويقول فعل اليهودى الفلانى كذا وكذا من حضارات، إذا صار الصراع مرة أخرى بين الأطياف لا أريد ذكر الدين فى مسألة الحضارة التى هى قاسم مشترك بين البشرية نحن نريد أن نقدم معلومات لإظهار كل إبداع لصاحبه حيث قال تعالى ..«واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم»، الخطاب موجه لكل البشر وليس لفئة بعينها الدول المتقدمة نجحت ليس بالأديان مسألة الدين لا بد وأن تكون معلومات دينية.
المشاركون فى الندوة :
اللواء فؤاد علام
وكيل جهاز أمن الدولة السابق
اللواء طارق عطية
مساعد وزير الداخلية لقطاع الإعلام والعلاقات
الدكتور حسن عماد
وكيل المجلس الأعلى للصحافة وعميد كلية الإعلام بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا
الدكتور أسامة الأزهرى
مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية
الدكتور سعد الدين هلالى
أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر
الأنبا إرميا
الأسقف العام ورئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى
الدكتور ثروت الخرباوى
الكاتب ونائب رئيس حزب المحافظين
الدكتورة لميس جابر
عضو لجنة الثقافة والإعلام والآثار بالبرلمان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.