لم يخطر ببال أحمد مجاهد القادم من مدينة الحامول بكفر الشيخ أن يصبح الرجل الثاني باتحاد الكرة في وقت قياسي ويتيح له التدخل والمطالبة بالإطاحة بفلان أو إعادة تشكيل لجنة أو تغيير رئيسها أو تعديل شكل مسابقة والوقوف علي منصات الاختيار والانتخاب في الاتحادين الدولي والأفريقي.. ولكنها الحقيقة والواقع الذي يعلمه كل من يقترب من الجبلاية ويدرك ما يدور فيها من أحداث. وصعود مجاهد المتزايد باعتباره الذراع اليمني للمهندس هاني أبوريدة رئيس الجبلاية وعضو المكتب التنفيذي للاتحادين الدولي والأفريقي. وجاءت المواجهة الحادة بين أبوريدة ومجاهد في اجتماع المجلس الأخير لتكشف حجم الظهور والنفوذ الكبير لابن الحامول في الاتحاد. وكيف صار المتحكم الأساسي في كل صغيرة وكبيرة بسبب حرصه علي التواجد واستعراض كل الملفات وإعداد تقارير خاصة بها.. وكانت وقائع عضو مجلس الجبلاية مع عامر حسين رئيس لجنة المسابقات والعميد ثروت سويلم المدير التنفيذي للاتحاد ومجدي عبدالغني عضو المجلس ومعه عصام عبدالفتاح عضو المجلس والمشرف علي لجنة الحكام والدكتور محمود سعد المدير الفني شاهدة علي مساعي "الرجل الثاني" الدائمة للإطاحة ببعض القيادات وصناع القرار في 5 شارع الجبلاية. ** لم ترتق مواجهات مجاهد وأبوريدة في اجتماع المجلس إلي مستوي الخناقة أو المشادة الحامية كما وصفها البعض ولكنها تمثلت في حديث مستمر ومتصاعد من مجاهد ضد عامر حسين رئيس لجنة المسابقات ووصفه بأنه المتحكم الرئيسي في كل أمور الاتحاد. والسبب الأول في كم المشاكل التي واجهها المجلس علي مدار الموسم المنقضي.. وطالب بتغيير اللجنة والإطاحة بعامر فوراً والبحث عن قيادة جديدة لها بما يتناسب مع حجم التحديات الجديدة التي تواجه اللعبة. واكتفي أبوريدة ببعض النظرات الحادة لمجاهد حتي يصمت أو يخفف من حدة كلامه إلا أن الأخير تمادي في الحديث مما دفع رئيس الاتحاد إلي المغادرة قبل أن يعود مرة أخري. ورفض أبوريدة نغمة الحديث الحاد عن رئيس المسابقات ووصفه بما ليس فيه من صفات وسمات. وأكد أن معظم الملفات والمشاكل التي لحقت بالموسم الحالي جاءت بسبب القرارات الخارجة عن إرادة الجميع في اتحاد الكرة. ** وسبق لمجاهد الدخول في مواجهات مشابهة مع الدكتور محمود سعد المدير الفني للاتحاد وسعي جاهداً وراء الإطاحة به من منصبه. وجاءت المواجهات بسبب مكتب وجهاز كمبيوتر سعي عضو المجلس لسحبهما من المدير الفني بسبب غلق المكتب طوال الوقت علي حد قوله. وعدم النظر إلي قدوم المدير الفني يومياً في الصباح الباكر لممارسة مهام عمله وعدم الانتظار للساعات المتأخرة كما تعود البعض في الاتحاد.. ووصل الأمر إلي رئيس الجبلاية بالفعل إلا أنه طلب من الجميع ضبط النفس والصبر لحين احتواء الأزمة بشكل يرضي كل الأطراف. ** أما مشكلته مع الحكام فتمثلت في اقتراحاته بشأن تشكيل اللجنة وجاءت مساهماته متمثلة في المطالبة بتعيين عصام عبدالفتاح رئيساً للجنة.. ولكن تضمنت أقواله مفاجأة لجميع الحاضرين حين قال إن تعيين عبدالفتاح ضروري لضمان نجاح لجنة الحكام لأنه لن يسمح لغيره بالنجاح تحت أي ظرف وبالتالي فليس أمام المجلس سوي اختياره هو شخصياً وتحميله المسئولية كاملة عن المرحلة المقبلة وهو ما كان بالفعل. ** أما الصراع مع عبدالغني فكان ممتداً ومتشعباً بسبب لجنة شئون اللاعبين وحرص كل منهما علي السيطرة عليها ورغم حالة الوفاق الظاهري بين الطرفين إلا أن الواقع يعكس الخلاف القائم والمستمر بينهما حول اللجنة وطبيعة عملها في الفترة الأخيرة.. ودارت المناوشات المماثلة مع العميد ثروت سويلم المدير التنفيذي للاتحاد بسبب بعض القرارات والاتجاهات وأيضاً علاقته ببعض أعضاء المجلس السابقين والحاليين.