قطر هذه الدولة الصغيرة كيف وصلت لهذا النفوذ في فرنسا؟ وكيف استحوذت علي كل هذه الاستثمارات والمشاريع الكبري في الجمهورية الفرنسية؟ بهذه التساؤلات بدأت الكاتبة الفرنسية فانيسا راتينييه مؤلفة كتاب "فرنسا تحت التأثير" الندوة التي أقيمت مؤخرا في المركز الدولي للدراسات الجيوسياسية بالعاصمة الفرنسية باريس عن الاستثمارات القطرية المشبوهة في فرنسا.. رشاوي وطرق غير مشروعة وأساليب تمويلية غير واضحة وعلاقات مشبوهة مع دبلوماسيين وسياسيين كانت أبرز الوسائل التي لجأت إليها قطر لزيادة توغلها ونفوذها الاقتصادي في فرنسا. كشفت الكاتبة الفرنسية ان قطر استغلت الأزمة المالية الأخيرة ونجحت في مضاعفة استثماراتها في أوروبا وافريقيا وما حدث في فرنسا هو تعاملات مثيرة للجدل بين قطر والعديد من الساسة المنتخبين منهم ساركوزي وغيره وأيضا العديد من الدبلوماسيين الفرنسيين الذين تلقوا أموالا طائلة من قطر للحضور والمشاركة في ندوات سياسية واقتصادية وثقافية. قائلة. ¢بهذه الطريقة نجحت قطر في خدمة مصالحها واستثماراتها المشبوهة في فرنسا وأوروبا أيضا. وتعتبر قطر الآن الدولة الخليجية الأكثر تأثيرا في فرنسا نظرا لهذه العلاقات القوية مع بعض صناع القرار الفرنسيين منهم ساركوزي. والجميع يعلم علاقاته السابقة التي حامت حولها الكثير من الشبهات سواء مع الرئيس الليبي السابق معمر القذافي أو مع الحكومة القطرية. وحول الأساليب التي لجأت لها قطر لزيادة نفوذها الاقتصادي في فرنسا وأوروبا. تابعت الكاتبة الفرنسية ¢رغم أن قطر دويلة صغيرة إلا أنها استطاعت أن تجد لنفسها نفوذا وتأثيرا من خلال قناة الجزيرة الرياضية وأيضا من خلال الاستثمارات الخارجية في الدول الأوروبية في مجال الغاز خاصة أن قطر تمتلك حقل غاز كبير تتشاطر إدارته مع إيران ويعتبر الغاز المسال الذي تصدره قطر أبرز الطرق التي جعلتها تضاعف ثروتها وتزيد من استثماراتها المشبوهة في فترة صغيرة¢. وفجرت الصحيفة الفرنسية. التي ألفت كتابها ¢فرنسا تحت التأثير¢ في أواخر 2014 بالاشتراك مع الكاتب بيير بيان. مفاجأة كبيرة عندما أكدت أنه ثبت بالفعل ان العشرات من الدبلوماسيين الفرنسيين تلقوا من قطر نوعا من الرشاوي بأشكال مختلفة لاستمالتهم وخدمة مصالحها حيث قالت برينجيير ¢من أشكال الرشاوي التي قدمتها قطر لبعض الدبلوماسيين والساسة الفرنسيين: تقديم إقامة سياحية وتذاكر سفر سياحية وأيضا دعوتهم للحضور والمشاركة في بعض الندوات مقابل مبالغ باهظة لخدمة مصالح قطر وأجندتها في فرنسا. وليس ساركوزي فقط هو الوحيد الذي عرف بهذا التعامل مع القطريين من أجل خدمة مصالحها في فرنسا بل شملت القائمة أيضا الكثير من السياسيين والدبلوماسيين الآخرين¢. وعن الظروف التي استغلتها قطر علي أكمل وجه. أكدت راتينييه ان الأزمة المالية الأخيرة جعلت السوق الفرنسية متعطشة للسيولة وهو ما استغلته قطر واستطاعت من خلاله توقيع التعاقدات التي زادت من نفوذها بشكل كبير في فرنسا وأوروبا وتمت كل هذه المشاريع تحت غطاء التعاون الثنائي بين البلدين ونجحت في توقيع العديد من مذكرات التفاهم وشراء الأسهم في الكثير من الشركات الكبري الفرنسية مستغلة أيضا عيوب النظام الضريبي الفرنسي. وتابعت الكاتبة الفرنسية ¢استحوذت قطر علي الكثير من المشاريع الفرنسية الكبري منها ما حمل العلامة التجارية لقطر ومنها الذي اتخذ مسميات أخري مختلفة ولكنه بالطبع يخضع للسيطرة القطرية خاصة أن هناك قادة وزعماء عملوا مع قطر لاتمام هذه الصفقات والتعاقدات بالإضافة لذلك تستخدم الحكومة القطرية ميزانية عوائد النفط كأنها ميزانية خاصة للأسرة الحاكمة القطرية التي تفعل كل ما يحلو لها من شراء الاستثمارات وزيادة النفوذ وغير ذلك من الأدوار¢. وتابعت الصحفية الفرنسية حديثها خلال الندوة قائلة ¢هذه القوة المرنة التي استخدمتها قطر حاولت أن تدعمها بجهود لاعطاء الانطباع بأنها دولة منفتحة علي العالم وتدافع عن الحقوق كما أنها استخدمت شبكة بي إن سبورت الرياضية التي شكلت نوعا من الاحتكار للسوق الرياضية في أوروبا في الوصول لأهدافها. كل ذلك زاد من أرباح قطر وتوغلها في فرنسا وأوروبا بالإضافة إلي شرائها العديد من العقارات بمليارات الدولارات. وفي الفترة بين 2007 و2012 انتقلت قطر من الدبلوماسية الاقتصادية إلي دبلوماسية القوي المرنة علي الجانب السياسي بعلاقات قوية مع معظم الساسة الفرنسيين كما أنها زادت أيضا من العلاقات الفرانكفونية بينها وبين فرنسا¢. وعن تفاصيل بعض الصفقات الاقتصادية المشبوهة. قالت راتينييه ¢خلال هذه الفترة برنارد كازنوف كان وزيرا للميزانية وكانت الاستثمارات القطرية في فرنسا معروفة وكانت هناك معلومات تفيد بأن هناك بعض الوزارات المعنية بالتعاطي مع الشركات العالمية ومنها القطرية وهي المعنية بالاتفاقيات والتعاملات الضريبية المتعلقة بالاستثمارات الأجنبية في فرنسا وهذا ألقي بظلاله علي الميزانية والنظام المالي في فرنسا وكان الكلام مرتبطا كله بالاتفاق الضريبي بين فرنساوقطر وآثار ذلك جدلا واسعا حول الأرباح الضخمة التي تم تحقيقها تحت مظلة هذا النظام. وأضافت فانيسا راتينييه الخطوط القطرية كانت من بين الشركات التي أشير إليها بنوع من استغلال النفوذ. وفي ربيع 2015 حصلت الخطوط الجوية القطرية علي امتيازات أخري مثيرة للجدل وعقدت صفقة تجاوزت قيمتها ال 6 مليارات يورو واستغلت قطر هذه الاستثمارات والمليارات لاستمالة عدد من السياسيين الفرنسيين في خدمة مصالحها وتوغلها كما قامت بتقديم العديد من الرشاوي لهم لخدمة نفوذها في الجمهورية الفرنسية.