لم يحدث أن ينجح الأمن فقط في مواجهة الإرهاب في أي مكان في العالم.. قد يكمن الإرهاب قليلاً بفعل الضربات الأمنية لكن يعود دائماً ليحرق بناره الأخضر واليابس فالقنبلة يحركها فكر متطرف والرصاصة تخرج من بندقية وراءها قلب امتلأ بالشر والحقد علي المجتمع بفعل أفكار مضللة وضعها المتطرفون في رءوس الشباب. بهذه الرؤية التي يؤمن بها جيداً الرئيس السيسي والتي طالب بها عشرات المرات كانت دعوته في خطابه في احتفالات ليلة القدر بثورة فكرية تواجه الارهاب لا يلعب فيها الخطاب الديني وحده دور البطولة بل تبدأ من عوامل تكوين جذور الفكر المجتمعي بكل مستوياته لخلق رؤية مجتمعية تتبني ثوابت الدين والوطن. الخبراء أشاروا للتعليم كبداية مؤكدين انه أساس أي ثورة فكرية خاصة وان التعليم المصري تجاوز كل الخطوط الحمراء باعتماده علي التلقين الذي أنتج أفكاراً مضطربة ونماذج تفتقد للتفكير العلمي والمبدع بل انه يكرس للفكر الإرهابي في كثير من الأحيان. وعلي التوازي يقف الإعلام الذي يعاني من فوضي هائلة يعمل جزء كبير منه وفقاً لاجندات مشبوهة بعضها داخلي والآخر خارجي تلهي المواطن في قضايا فرعية يتجاهل الانجازات ويركز علي السلبيات وهو في خططه هذه يتكامل مع مواقع التواصل الاجتماعي التي تعمل علي هدم الدولة واشاعة الفوضي والسلبية في نفوس الشباب. من جانبهم أساتذة العلوم الدينية اعترفوا ان بعض نتاج السلف به شطط فكري ويخالف صحيح الكتاب والسنة لذا لابد من إعادة تنقية كتب التراث ومناهج التعليم الازهري بالذات. فيما أكد المثقفون علي ان هناك فوضي في الرؤي الفكرية فيما يخص الثوابت الدينية والوطنية وان وزارة الثقافة حتي الآن لم تنجح في توحيد تلك الرؤي والالتفاف حول أسس إعادة بناء الدولة ويمكنها لعب هذا الدور من خلال مؤسساتها وخاصة الثقافة الجماهيرية وهو ما لم يحدث حتي الآن.