بعد الإقبال الشديد علي تناول الكنافة في رمضان لجأت العديد من المحلات في الأحياء الشعبية لتصنيعها من سكريات غير آمنة وزيوت مهدرجة ناتجة عن عمليات تصنيع سابقة بهدف تحقيق أكبر عائد من الربح خلال الشهر الكريم مما يتسبب في إصابة الصائمين بالحموضة والحرقان المعدي وأحيانًا الإسهال الشديد دون أن تكلف الرقابة الصحية خاطرها بالمرور ومتابعة معامل تلك الحملات والتي تأوي الحشرات والفئران والسكريات والزيوت الضارة. يقول علي عثمان موظف ويعول أسرة مكونة من خمس أبناء وزوجته: نشتري الكنافة في مواسم معينة بالسنة وبالأخص شهر رمضان وفي ظل ارتفاع أسعار مستلزماتها من السكر والسمن البلدي أحجمنا عن شرائها من محلات الحلوي الكبري التي تعدي سعرها 200 جنيه لحشوها بالمانجو والفاكهة ولجأنا لشرائها من الباعة الجائلين والمحلات الصغيرة وبالطبع هناك فرق في المذاق فأحيانا نجدها في المحلات الصغيرة رديئة وأكثر صلابة وذلك لعدم صناعتها بالسمن والاكتفاء بالزيوت ونضطر للإحجام عن شرائها بكميات أقل أو صناعتها في المنزل. ويضيف سعيد محمود عامل نلاحظ تفاوت في ارتفاع أسعار الكنافة واختلافها من مكان لآخر ففي الأحياء الشعبية سعرها يختلف كثيرا عن الأحياء الراقية ولكن أحيانا نجد باعة جائلين بعربات صغيرة يبيعون الكنافة بأسعار زهيدة رغم ارتفاع تكلفتها وتكون بالحشو ورغم ذلك تكون في متناول يد الفقراء ونستمتع بمذاقها بالرغم من أنها صناعة يدوي بمحلات صغيرة غير مشهورة. وتشير إقبال محمود الكنافة حلوي الفقراء ونشتريها من أماكن معينة حتي لا نقع فريسة جشع التجار والمحلات وأحيانا نصنعها بأنفسنا في منازلنا وعند اشتياقنا لشرائها جاهزة نتوجه للعربات ومصانع بير السلع ويكون مذاقها رائع سكرها معقول وفقًا للمواصفات الطبية بحيث لا تضر مرضي القلب والسكر والجهاز الهضمي. ويقول حسام مصطفي من الجيزة غالبا أقبل علي شراء الكنافة وحلوي رمضان من الباعة السوريين لأنها أكثر جودة وأقل تكلفة ومضمونة رغم أنها تباع بالشارع وليس في المحلات ولكن من الواضح أن أصحاب المحلات يحاسبوننا علي تكلفة الكهرباء والضرائب التي يتحملونها دون حسابنا علي تكلفة الحلوي فقط رغم أنها تستوي في التكلفة مع أصحاب المحلات الصغيرة والباعة ولكن الاسم التجاري هو الفارق في السعر فقد يكون المنتج مصنع بمكان عادي ورخيص وأطعم من المحلات المشهورة. وتقول ريهام سلامة من سعد زغلول: نقبل علي شراء الحلوي من الباعة السوريين بسوق سعد زغلول وتمتاز بالجودة في الصنع وتتحدي الغلاء وجشع التجار. وتتفق معها ماجدة علي موظفة نجد باعة الحلوي السوريين يعرضون منتجاتهم من الكنافة والبسبوسة والبسكويت والبيتي فور وبلح الشام بالأرصفة وتكون مغلفة ومحفوظة وبعيدة عن الملوثات ونقبل علي شرائها ونجدها جيدة الطعم والمذاق ورخيصة الثمن عكس المحلات الكبري يغالون في سعرها بشكل جنوني. محمد حسن بائع حلوي سوي نسبة الإقبال علي شراء الحلوي الجاهزة كالكنافة والقطائف والبسبوسة في شهر رمضان كبيرة حيث يقبل المستهلك عليها بسبب ارتفاع سعر المستلزمات. أما الحلويات السورية فأسعارها في متناول الجميع مقارنة بأسعار المحلات الكبري المشهورة التي تبالغ في الأسعار بشكل جنوني فأنا شخصيا أبيع كيلو الكنافة بعشرة جنيهات وتنال إعجاب الجميع في المذاق من حيث ضبط نسبة السكريات والسمن والفانيليا ونطمئن لعدم دخول مواد مسرطنة في صناعتها ورغم ذلك هناك محلات أخري صغيرة تبيع الكنافة ب 40 جنيه للكيلو رغم رداءة الصنع. ويتفق معه أحمد شرف صاحب عربة حلوي قائلا: أصنع الحلوي في منزلي وألتزم بنظافة أدوات الصنع والعرض والنظافة في التصنيع حفاظا علي مصدر رزقي وأقوم بصناعة القطايف والكنافة بتكلفة منخفضة مع الحفاظ علي جودة الصنع وهذا يتناسب مع أصحاب الدخول المحدودة حتي يتمكنوا من الإقبال علي شراء الحلوي في رمضان وتكون فرصة جيدة للحصول علي ربح جيد خلال الشهر. ويشير محمود عبدالله موظف انه يضطر للجوء للشراء من الباعة الجائلين والسيارات المتواجدة بالشوارع لرخص أسعارها مقارنة بالمصنوعة في المنزل التي تكلفنا أكثر من سعرها فنحن أسرة فقيرة لا نقوي علي شراء كيلو السكر لتصنيع شربات الكنافة لذا أقوم بشراء كيلو الكنافة ب 20 جنيها في حين أن صناعتها في المنزل تكلفنا 50 جنيها. ويشير محمد منصور عامل انه يقبل علي شراء العديد من أصناف الحلويات من العريات المتواجدة بالشوارع ونحن شخصيا نفضلها عن كنافة وحلوي المحلات الكبري رغم اختلاف المذاق. ويقول محمد عبدالسميع كثيرا ما نسمع أن محلات الحلوي المشهورة لا تصنع بسكر طبيعي ولكن بمواد ضارة ومعدلات غير طبيعية تضر بالصحة خاصة أن البعض قال إنها تصنع بسكر الجيلاتين وقد قيل عنه غير مطابق للمواصفات الصحية في استخدامه في صنع الحلوي. ويقول أسامة شاكر هناك مصانع للحلوي تبيع الحلوي بأسعار خرافية رغم رداءة التصنيع لأن أصحاب المصانع يغلب عليهم تحقيق هامش اربح عن جودة الصنع وصحة المستهلك لذلك نطالب بفحص تلك المصانع داخليا وعدم الاكتفاء بمناظرة الحلويات المعروضة في الفاترينات حيث تتواجد أسراب من النمل والصراصير والناموس علاوة علي الأوعية غير النظيفة والتي لا تصلح للطهي مطلقًا.