خبراء البحوث الجنائية والنفسية يشيرون إلي ان المخدرات أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي للعنف والتفكك الأسري مؤكدين أن كثيراً من جرائم القتل التي تحدث داخل الأسرة يكون وراءها شخص مدمن. يؤكد ذلك دكتور إبراهيم بيومي مستشار المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية أن المخدرات تعد من الأسباب الرئيسية التي أدت إلي العنف الأسري في الشارع المصري وأدت إلي زيادة معدلات الجريمة الجنائية علي النفس إما بالقتل أو الجرح وتفشي ظاهرة المخدرات بعد ثورة يناير من خلال التعاطي أو الاتجار أو حتي التستر عليها وهناك أحياناً تتجمع العناصر الثلاثة في أسرة واحدة أو حي واحد أو قرية واحدة ومن هناك تأتي الجريمة. أضاف بيومي أنه في إحدي قري محافظة الغربية وقعت ثلاث حوادث قتل في أسرة واحدة بسبب المخدرات خلال أول ثلاثة شهور من هذا العام وجميعهم أقل من 30 عاماً وهي قمة سنوات القوة والحيوية والعطاء والعمل الجاد والمستقبل ومن خلال المخدرات تتعرض هذه الشريحة العمرية للتدمير والتفكك الأسري وكثرة جرائم القتل بها ويعد هذا مؤشراً خطيراً علي المجتمع المصري إذا لم تواجه هذه الجرائم بحزم وتفعيل القوانين. مؤكداً أن من الأسباب الأخري لزيادة معدل الجريمة داخل الأسرة المصرية هو أن هناك بعض الأسر تقوم بالاتجار في المخدرات والعمل غير المشروع ويكون هناك فرد صالح يعترض علي هذه التجارة داخل الأسرة فمن هنا يأتي الخلاف بين الأسرة حول الرغبة والقبول وبين الرفض مما يؤدي إلي حدوث الجريمة والعنف بينهم. بالإضافة إلي ذلك قد يقدم مدمن المخدرات علي أفعال مشينة. كالاعتداءات الجنسية علي أفراد أسرته بسبب غياب عقله. من آثارها المدمرة أسرياً وقوع الطلاق بين الزوجين بسبب إدمان أحدهما للمخدرات. أو بسبب الخلافات التي تحدث بينهما حال اكتشاف وقوع أحد أبنائهما في فخ الإدمان. الدكتور فتحي الكومي رئيس قسم بحوث كشف الجريمة بالمركز القومي بالبحوث الاجتماعية. يشير إلي أن الكثير من الدراسات أثبتت أن علاقة المخدرات بالجريمة نابعة من مصدرين رئيسيين هما: تغير الحالة العقلية والمزاجية للمتعاطي وما يحدث نتيجة ذلك التغير من اختلال في وظائف الإدراك والتفكير وبالتالي ضعف السيطرة علي ضبط الذات وفقدانها ما يجعل الفرد المدمن يطلق العنان لرغباته وشهواته فيقترف الجرائم دون وازع من ضمير أو خوف من عقاب. أما المصدر الثاني لعلاقة المخدرات بالجريمة فيتمثل في حاجة الفرد الملحة إلي المادة المخدرة. حيث يشعر المريض بضغط الرغبة الشديدة لتعاطي المخدر الذي تعود عليه. وبذلك يصبح المريض أسيراً لعادته حيث يكون هاجسه الوحيد هو الحصول علي المخدر. ويضيف الكومي أن هناك جرائم تحدث من الأفراد حالتها النفسية مريضة مثل جرائم القتل التي تحدث بين الزوج والزوجة. وهذا يؤكد أن القاتل يعاني من اضطراب نفسي أو يتعاطي المخدرات وفي الحالتين هو ضد المجتمع وأصبح مدمناً لها. مشيراً إلي أن هناك دراسة عن تعاطي المخدرات أثبتت أن هناك علاقة كبيرة بين المخدرات والقتل والتحرُّش تصل إلي 70% وأيضاً غياب الوازع الديني كمثال مع الزوجة التي قتلت زوجها من أجل عشيقها فهي أعلت شهوتها الجنسية والعاطفية علي الارتباط المقدس وهو الزواج وقتلت زوجها من أجل ذلك. وهذا يرجع إلي أن هناك غياب للأسرة خاصة الأب الذي يجب أن يغرس القيم والمباديء داخل أبنائه منذ الصغر.