التقارير التي تصدر بين الحين والآخر من المراكز والمنظمات الحقوقية الدولية عن مصر وحقوق الإنسان والسجون.. هي جزء لا ينفصل عن المؤامرات الدولية ضد هذا الوطن.. وكأن هذه المراكز لا شاغل ولا شغل لها في بقاع المعمورة إلا مصر وما يدور فيها بينما لا يلفت نظرها ولا يهم خبراءها ما يدور في معتقلات إسرائيل للأسري الفلسطينيين وهي دولة احتلال تخضع لاتفاقيات جنيف في معاملة الأسري وعدم التوسع الاستيطاني ولا تغيير معالم الأرض والمدن بينما تمضي في تهويد القدس وهدم المنازل فوق رءوس قاطنيها. والتنكيل بالمعتقلين في سجونها.. ولا تلتفت هذه المراكز الحقوقية إلي ما يجري في بورما من قتل جماعي للمسلمين ولا تهجير قسري وانتهاك صارخ لكل حقوق الإنسان.. ولم يلفت نظر هذه المراكز ما كان يجري في المعتقلات الأمريكية في أبوغريب وجوانتانامو وانتهاك لآدمية البشر.. ويوم تم بث فيديوهات انتهاك إنسانية الجنود العراقيين وهم تحت مقصلة التعذيب والإذلال الأمريكية ويوم ظهرت إحدي المجندات الأمريكيات وهي تسحب عراقياً عارياً بالسلاسل وهو يزحف علي أربع.. لم تقم الدنيا ولم تقعد ولم تهتز مراكز حقوق الإنسان التي تتفرغ لانتقاد مصر بالحق وبالباطل وتتفرغ لإصدار البيانات والتقارير بين الحين والآخر كجزء من الحرب التي تدار ضد الوطن علي كل المستويات.. فلا يريدون للسياحة وجوداً ولا استثمارات تتحرك ولا مشروعات تنطلق ولا استقراراً تنعم به الشعوب.. فلم نسمع أو نقرأ يوماً أن هذه المراكز انتفضت يوم ذبح الإرهاب 21 مصرياً في مشهد غير إنساني علي شاطئ البحر.. ولم نسمع أن هذه المراكز اهتزت يوم اغتال الإرهاب جنود أبرياء وهم يتناولون الإفطار في شهر رمضان.. ولم نسمع أو نقرأ أن هذه المراكز لم يغمض لها جفن للمذابح الجماعية التي يتعرض لها مسلمو بورما.. ولأن هذه المراكز تنفذ أجندة سياسية لا علاقة لها بحقوق الإنسان ولا آدمية البشر.. فمن الطبيعي أن تري مثل هذه التقارير بين الحين والآخر ضد مصر. *** في هذا الصدد أتمني من الأممالمتحدة أن تتحرك فوراً وتستجيب لنداء مجلس جامعة الدول العربية بإرسال لجنة تحقيق دولية إلي السجون الإسرائيلية للإطلاع علي الانتهاكات التي ترتكب بحق الأسري العرب والفلسطينيين.. وإلزام إسرائيل بتطبيق اتفاقيات جنيف تجاه الأسري وتجاه الأرض والمدن التي تحتلها.. كنت أتمني من هذه المراكز الحقوقية أن تقيم الدنيا ولا تقعدها كما تفعل مع كل صغيرة وكبيرة تحدث أو لا تحدث علي أرض مصر عندما بدأ الأسري الفلسطينيون الإضراب عن الطعام بسبب الإذلال والقهر الإسرائيلي لهم منذ 17 أبريل الماضي الذي يصادف يوم الأسير الفلسطيني من أجل تحقيق مطالبهم الإنسانية والسياسية العادلة وعلي رأسها المعاملة كأسري حرب وإنهاء ظروف اعتقالهم وتحسين أوضاعهم الإنسانية المأساوية في سجون الاحتلال بما فيها حرمانهم من حقهم بالزيارة والتواصل مع ذويهم ووقف التمييز العنصري ضدهم. *** ثم أين هذه المنظمات الحقوقية النشطة اليقظة ضد كل ما هو مصري أين هي من الإجراءات الإسرائيلية التعسفية واعتقال آلاف الأسري من الفلسطينيين والأطفال والنساء والنواب والقادة السياسيين والانتهاكات الجسيمة ضد أبناء الشعب الفلسطيني. *** أين المجتمع الدولي والنظام العالمي الجديد.. أين الأممالمتحدة وأين الضمير العالمي.. أين الإنسانية من الغطرسة الإسرائيلية والهيمنة الأمريكية علي كل مقدرات الشعوب والأمم.. أين حقوق الإنسان وأين المسئولية تجاه الإنسانية مما يجري بالأصابع الأمريكية من وراء الكواليس من تسليح وتدريب لمنظمات وميليشيات مسلحة لتنفيذ أجندة تقسيم وتفتيت العالم العربي وتمزيقه إلي دويلات هشة متصارعة متقاتلة.. فلا تبقي دولة عربية إلا إطلالاً وبقايا شعوب لا تقوم لها قائمة ولو بعد حين.. فأين العراق.. وأين سوريا.. وأين ليبيا.. وأين اليمن؟!