حضرت دعوة الغداء التي أقامها ¢البروف¢ غندور لوزير الخارجية المصري السفير سامح شكري في النادي الدبلوماسي بالخرطوم قبيل المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب اجتماعات اللجنة السياسية المشتركة. فلما حضرت قال غندور للوزير شكري مداعبا "طبعا جمال ده عميل مصري . فلما سألته عن قيمة الاصلاح طلب مبلغا كبيرا. فاستكثرته وقلت هذا العطل لا يستحق ذلك. فرد : "أنا معك لا يستحق ذلك لكن يرضيك واحد زيي بطول وبعرض ياخذ المشوار به. طالع نازل. ويأخذ أقل من كده؟" فاقتنعت بمنطقه وأعطيته ما يطلب. فلما بدأ الوزيران شكري وغندور حديثهما أدركت أنهما لن يقولا 10% مما تطرقا اليه وتبادل الرأي حوله. ولقد أفصحا عن ذلك فيما بعد وهما يجيبان عن أسئلة الصحفيين. ولكن لا يمكن لزيارة مهمة كهذه. واجتماعات أهم بين وزيرين عظيمين. يتابعها الناس في كل مكان. تنتهي دون أن يعقدا مؤتمرا صحفيا. فوجدت لهما العذر. وقبلت منهما ما أفصحا عنه من مخرجات اللقاءات. ولذات السبب وجهت لهما سؤالين لأنه لا يمكن أن أكون حاضرا لشأن يخص العلاقات السودانية المصرية. ولا أسأل. فسألت. ووجدت اجابتهما كافية وشافية. المهم في زيارة السيد سامح شكري للخرطوم. ومقابلته مع السيد الرئيس عمر البشير. والمباحثات التي أجراها مع نظيره السوداني البروفيسور غندور. هي كما قال عنها غندور وضعت العربة في الطريق. وأقول وضعت الحصان أمام العربة. وأن يكون الوزيران رأس الرمح في إدارة ملف العلاقات السودانية. فذلك مكسب كبير. ويبشر بخير. ليس لأنهما المسئولان عن هذا الملف بحسب. ولكن لأنهما الأقدر علي إدارته. والأحرص علي العبور به كل المطبات والحفر. وخلفهما الرئيسان البشير والسيسي. ومن قبلهما. وبعدهما الله تعالي. وهو أقوي الناصرين. وأكثر ما أسعدني فيما أفصحا عنه أن الأجهزة المتناظرة في البلدين ستجلس مع بعضها وتتحاور حول قضايا. وتحسمها. وفي ذلك يجلس مجلس الصحافة في البلدين ويتوصلان معا إلي ميثاق شرف صحفي يلتزم به أهل المهنة في البلدين. وأرجو أن يستعجل الذين بيدهم الأمر ذلك. ويستوعبوا مع المجلسين نقابة الصحفيين هنا وهناك. والمهتمين بملف العلاقات السودانية المصرية من الصحفيين والإعلاميين. وبعض المخضرمين المهمين في هذا الشأن. ومن ذلك ما أشار إليه الوزيران من تطابق لوجهات نظرهما في كل القضايا الإقليمية والدولية. وأساس ذلك أنه مع تنسيق المواقف يكون لكل دولة الحق في بناء علاقاتها الخارجية. دون أن يكون ذلك علي حساب الأخري.