الوطن.. حياة.. الوطن بناء.. لابد له من أعمدة قوية تحمله وترفعه إلي عنان السماء.. أعمدة قوية تزيده شموخاً وصلابة.. فلا تؤثر فيه.. زوابع الرياح.. ولا عواصف الأنواء ولا مكائد الكائدين.. أما إذا كانت هذه الأعمدة ضعيفة هشة.. فسرعان ما تهتز لمجرد فقاقيع هواء أو ذرات غبار عالقة تتقاذفها الرياح.. وسرعان ما يتصدع إذا هبت نحوه رياح شتاء.. ويتهاوي أمام العواصف والنوات. *** والأعمدة القوية التي تزيد الوطن رفعة وشموخاً وقوة وصلابة.. شعب واع.. وجيش قوي.. وشرطة وفية.. وقضاء عادل.. وإعلام وطني يؤدي دوره بأمانة وصدق في التوعية والتنوير والتثقيف وقيادة الرأي العام لما فيه خير البلاد والعباد. *** من هنا كان مخطط اسقاط الأوطان وتقسيمها واضعافها مبنياً علي اضعاف هذه الأعمدة.. والعمل بكل قوة علي عدم تماسكها.. حتي الانهيار.. فإذا ما نجح في ذلك واستطاع تمزيق وحدة الشعب وغرس بذور الفتنة بين فئاته وطوائفه.. واشتعلت الصراعات بين كل الفئات.. صار من السهل تأليب الشعب علي جيشه وشرطته.. وصار من السهل إذا تهاوي الجيش وسقطت الشرطة أن يسقط الوطن ويصبح بلا أعمدة.. ويصبح اطلالاً.. وبقايا أمة.. ويصبح صفحة مطوية بلا فائدة في تاريخ الأوطان. والذي يتأمل في مجريات الأحداث من 25 يناير يدرك ان مخطط اسقاط الوطن له سيناريوهات عديدة.. فإذا ما فشل سيناريو.. يأتي سيناريو آخر.. وثالث ورابع.. ومن أخطر هذه السيناريوهات ضرب الاقتصاد ومحاصرة البلاد ووقف النشاط السياحي وفقدان الثقة من المنظمات الدولية في الوطن ورغم علم المتآمرين ضد الوطن بأن شعب مصر نسيج واحد.. ومحاولات بث الفتنة بين طرفي الوطن المسلم والمسيحي والمصري تبوء دائماً بالفشل فإنهم يلجأون إليها بين الحين والآخر لإثبات علي المستوي العالمي ان الأوضاع غير مستقرة.. وان هناك خطورة علي السياحة كجزء أصيل من ضرب الاقتصاد.. هذا المحور الهام الذي يلجأون إليه في هذه الآونة لأسباب عديدة.. يأتي في مقدمتها محاولة عرقلة المشروعات القومية العملاقة وعدم إقبال الاستثمار العالمي علي المشروعات وتخويف رجال الأعمال من الاقدام علي استثمار أموالهم في مثل هذه المحاور التنموية التي تبني مستقبل هذا الوطن.. وضرب مصدر أساسي من مصادر العملات الصعبة التي تمثل الدعامة الأساسية لبناء الاقتصاد وزيادة الاحتياطي النقدي من العملة الصعبة. *** والذي يعود إلي الخلف قليلاً.. ويتذكر ان الأمور كادت تكون مستقرة بعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم.. وشعر الجميع بالأمن والاستقرار وبدأت الأفواج السياحية تعود إلي طبيعتها منذ أحداث 25 يناير ثم ثورة 30 يونيو.. ضرب المخطط الذي يهدف إلي محاصرة البلاد اقتصادياً.. ضرب الطائرة الروسية فوق سيناء لتعود البلاد إلي نقطة الصفر بعد أن خطت أميالاً نحو الاستقرار.. والملاحظ انه كلما هدأت الأوضاع.. حاول المغرضون من أعداء الوطن زعزعة الأوضاع وضرب الاستقرار مستخدمين العناصر الإرهابية الممولة والمدربة من قبل محور الشر ومن دول عديدة كبري وصغري ولأن مصر دولة عظيمة مرت بأحداث جسام علي مر التاريخ والأزمان.. ما اهتزت ولا تصدعت وما استكانت ولا استهانت.. وكلما زادت الشدائد زادتها قوة وصلابة.. وكلما زاد الخطب كانت إرادة المصريين أقوي وأصلب.. وتجاوزت كل التحديات أقوي تماسكاً وأقوي إصراراً وعزيمة علي مواجهة مكائد الإرهاب ورده إلي نحور مرتكبيه ومخططيه. *** إننا جميعاً شركاء في صناعة الأعمدة القوية التي تحمل بناء الوطن ورفعه إلي عنان السماء.. كلنا شركاء في حماية سفينة الوطن لكي تبحر بسلام وأمان نحو بر الأمان وكلنا شركاء في حماية أركان الوطن من عبث العابثين.. كلنا شركاء في مكافحة الإرهاب والفساد.. وصناعة الاستقرار وتحقيق الأمن والأمان.. وتحيا مصر.