حقائق عديدة كشفتها الشائعات حول إقالة الفريق أول عبد الفتاح السيسي وموقف الجيش من تلك الإقالة .. بعض تلك الحقائق مقلق وبعضها يحمل رسائل ايجابية للجميع.. مصدر القلق الاكبر إذا كانت بالفعل هناك نية لدي الرئيس مرسي لاقالة وزير دفاعه فهذا يوحي بوجود خلافات أو علي الأقل عدم توافق بين الرئيس والشخصية الرمزية لأقوي مؤسسة بمصر وأكثرها انضباطا.. .. والمؤسسة الوحيدة التي لازالت علي تماسكها وصلابتها رغم الأحداث الجسام التي مرت بالوطن وعلي الطرف الاخر نجد من ايجابيات الأزمة أنها كشفت أن القيادة العسكرية الحالية ورغم تعيينها من قبل الرئيس لكنها تحافظ علي التقاليد العريقة للعسكرية المصرية أن يظل ولاؤها الحقيقي لشعب مصر .. ليبقي الجيش صمام الأمان لكافة القوي بل والشعب بمختلف فئاته .. وأن المؤسسة العسكرية لازالت عصية علي الاختراق من اي جهة مثلما يحدث في مؤسسات عديدة باغراء شخصية من الصفوف التالية للاطاحة بالشخصية القيادية لتلك المؤسسات .. وبالطبع فإن ما حدث مع المشير طنطاوي والفريق عنان مختلف تماما .. فقد تقبل الجيش اقالتهما لأسباب عديدة أهمها أن السيسي كان احد التلاميذ المقربين لطنطاوي ومرشحه الاول لخلافته .. كما أن طنطاوي وعنان وجدا في احالتهما للتقاعد فرصة لاستراحة المحارب فتقبلا الأمر برضا .. كما أن الكثيرين بالقوات المسلحة تمنوا بل وطالبوا طنطاوي وعنان بالابتعاد تماما بعد تسليم السلطة للرئيس مرسي والاكتفاء بما قدماه.. يبقي فقط أن نشير الي ضرورة إبعاد المؤسسة العسكرية تماما عن سلاح الشائعات الذي تسود كل شئ بمصر حاليا .. وأن يعلم الجميع من سلطة حاكمة ومعارضة وقوي سياسية وشعبية أن الحفاظ علي تماسك وقوة وصلابة واستقرار القوات المسلحة هو الضمانة الوحيدة لاستقرار مصر وعبورها النفق المظلم الحالي بأمان.