في الوقت الذي كانت فيه أسرة الطفل يوسف حربي محمدين تستعد للاحتفال بعيد ميلاده الثاني أصيب بوعكة صحية تطورت لانتفاخ شديد بالعينين والبطن وارتفاع شديد في درجة حرارته.. وبعد رحلة طويلة بين العيادات الخاصة اتضح اصابته بفيروس في الكلي يستدعي حجزه للعلاج. لم يكن أمام الأسرة سوي مستشفي أطفال الدمرداش الذي يستقبل يومياً حالات مشابهة إلا أن الإهمال واللامبالاة والاستهتار بحياة المرضي أدخل الملاك الصغير في غيبوبة بسبب اعطائه علاجا خاصاً بطفل آخر يعيش هو الآخر بين الحياة والموت في سابقة تتكرر كل يوم داخل أروقة المستشفيات يقول حربي محمدين والد الطفل "يوسف" الذي يبلغ من العمر عامين اصيب ابني بفيروس في الكلي أدي لانتفاخ بالعين والبطن وجميع أجزاء الجسد. علي الفور ذهبنا للطبيب الخاص الذي أمرنا بسرعة حقنه بالألبومين في قسم الكلي بمستشفي الدمرداش يوم الأربعاء الموافق 14 مارس وفوجئنا بالأطباء يرفضون اعطاءه العقار رغم التقارير الطبية والروشتات الموجودة معنا وطلبوا اجراء بعض التحاليل الجديدة بدلاً من سرعة التعامل مع الحالة وانقاذ الطفل. ورغم امتثالنا لأوامر الأطباء ورضوخنا للواقع فوجئنا بإعطاء الطفل العلاج المقرر لطفل آخر مصاب بمياه علي الرئة يسمي أيضاً يوسف مصطفي حيث تم تبديل الدواء بين الطفلين لوجود تشابه في الأسماء حيث اكتشفت الكارثة الممرضة الموجودة بالقسم في هذا اليوم ووجهت اللوم لزميلتها المخطئة وطالبتها بسحب حقنة الكورتيزون من نجلي فوراً ولكنه كان بالفعل قد تم حقنه ب 3 سم منها مما أدي لتدهور شديد في حالته وارتفعت درجة حرارته وزاد انتفاخ جسمه عما كان عليه بينما دخل الطفل الثاني يوسف مصطفي في غيبوبة وضيق تنفس ونقل إلي العملية المركزة بعد حقنه بالألبومين المقرر لنجلي. وفور علمنا بتلك الكارثة توجهنا لمدير المستشفي لعرض شكوانا عليه واتخاذ اجراء سريع ضد إهمال الممرضات والعبث في اعطاء الدواء للأطفال الذي كاد يفتك بأرواحهم وما كان منه إلا نقل الطبيبة "هبة" التي أكدت أن سبب تفاقم المشكلة هو إهمال التمريض وعجزه خاصة أنها كانت ترغب في عمل محاضرات علي حالة الطفل يوسف حربي كما قرر سرعة تغيير الأطباء المعالجين واتخاذ اللازم واجراء ت جميع التحاليل الطبية من سكر ودم وأشعة علي الصدر كما أمر بسرعة اعطائه الألبومين الذي اشتريناه علي نفقتنا حقنتين بسعر 610 جنيهات للواحدة رغم أن الألبومين يصرف للمرضي حسب الأهواء وبالوساطة والمحسوبية. وأمام تراجع الحالة الصحية للطفل ودخوله في مشاكل متعددة هددته بالوفاة تعرض لمأساة أخري كادت تقتله حيث قام بنقل دم A موجب بدلاً من فصيلته O سالب بالرغم من أنه من المفترض عمل توافق فصيلة قبل نقلها فقد تم حقن الطفل 4 سم من الدم تحت الجلد بدلاً من الوريد مما أدي إلي انتفاخ رقبته وتم اسعافه وانقاذه من الموت في آخر لحظة.. وفي حسرة وألم تقول والدة يوسف ذقت المر داخل هذا المستشفي عندما حجزت بنجلي فكنت اضطر لحمله وهو ثقيل الوزن واتنقل به من قسم الأطفال في الثانية بعد منتصف الليل لتركيب "كانيولا" في قسم النساء والتوليد حتي يتمكن من الحصول علي الدواء أما قياس الحرارة والوزن اليومي فاضطر لحمله للاستقبال إن وجد أو في قسم الكلي علاوة علي تضارب آراء الأطباء حول آلية العلاج فإحداهما تقرر نزع "الكانيولا" ووقف العلاج بينما تقرر الأخري إعادة تركيبها للاستمرار في الجرعات. ولم يكن الطفل يوسف الضحية الوحيد بمستشفي أطفال الدمرداش وهذا ما رصدته "الجمهورية" وأكدته روايات أهالي المرضي فقد جاءت طفلة في الرابعة فجر الثلاثاء 27 مارس تعاني من ارتفاع مفرط في درجة الحرارة وظلت ساعتين دون الكشف عليها لعدم وجود استشاري ورغم توسلات والدتها لم ينقذها أحد حتي توفيت في السادسة صباح نفس اليوم دون تقديم أدني درجات الرعاية. ولم تكن تلك الطفلة هي الضحية الوحيدة في هذا اليوم فد أوقع الحظ العثر طفل آخر في استقبال تلك المستشفي حيث وصل فجراً يعاني من تشنج وقام طبيب الاستقبال بإعطائه حقنة وطلب اجراء بعض التحاليل واختفي مع غيره من أطباء الاستقبال بعد وفاة الطفلة السابق الاشارة إليها وظلت الأم في الاستقبال حتي العاشرة صباحاً لا تجد من يفيدها والرد الوحيد "انتظري الدكتور اللي كشف عليه". وتكررت المشكلة مع طفل آخر عمره 8 سنوات يعاني من حالة تشنج في الثانية بعد منتصف الليل ولم يسعفه أطباء الاستقبال بحجة أنهم يعملون طوال اليوم وطلبوا منه الانتظار حتي يأتي طبيب آخر لاستلام العمل مما أثار جنون والده وكاد يتعدي عليهم بالضرب. هناك حالة أخري لطفلة تدعي راندا تعاني من كهرباء علي المخ وتم تركيب أجهزة وأسلاك برقبتها وكان من المفترض تغييرها كل شهر وللإهمال في المتابعة ظلت بها لثلاثة شهور مما تسبب في حدوث صديد وجلطة فقام الأطباء بإزالة تلك الأسلاك وأخبروا الأم أنها لن تأخذ علاجاً رغم أنها تعيش علي المحاليل. أما الطفل آدم فيبلغ من العمر عامين ونصف ومصاب بثقب بالقلب والتهاب علي الرئة وظل يعاني من القئ وارتفاع درجة الحرارة في وجود ستة من طاقم التمريض لم يقدمن أي عون للطفل وظلت والدته المصابة بكسور في القدم تستغيث بطبيبة لنجدتها ولكن الرد "مش فاضية دي مش حالتي". وهناك العديد من الشكاوي تخشي الأمهات البوح بها ورفعها لمدير المستشفي خوفاً من وقف العلاج عن أبنائهن أو طردهن من المستشفي. ومؤخراً يؤكد والد الطفل أن المستشفي في حالة استنفار حيث تم اخراج جميع الحالات المحجوزة بقسم الأطفال بدعوي وجود ميكروب وعدوي بعنبر 5 بأكمله ويلزم التطهير علي أن تتم متابعة تلك الحالات بعد أسبوع في نفس الوقت تم فيه استقبال حالات أخري وبالسؤال علم أهالي المرضي أنه تمت كتابة خروج لأبنائهم بزعم وجود ميكروب بعد أن دأبواا علي الشكوي. وبمواجهة الدكتور أشرف شومان نائب مديرم مستشفي الأطفال بالدمرداش فيما يخص غلق وحدة الأطفال لوجود ميكروب أفاد عدم صحة هذا الادعاء والوحدة تعمل بكامل آليتها أما بخصوص انتشار حالات الإهمال فلم نتلق أي شكاوي وفور ورود أي شكوي سوف يتم عرضها علي مدير المستشفي مع التحقيق فيها واتخاذ كافة الاجراءات القانونية اللازمة.