أسئلة كثيرة تقفز أمام أعيننا وتلح علينا عندما نقرأ كل عام نفس الخبر.. وهو تسمم أعداد كبيرة من التلاميذ بسبب الوجبة المدرسية التي تقدمه لهم.. هل هو إهمال؟ أم أسلوب من أساليب الفساد؟ وهل يتم بحث هذه القضية بمنتهي الجدية من جميع جوانبها.. رغم اننا نقرأ ونسمع بعد كل حادثة من هذه الحوادث عن تشكيل لجان للتحقيق ولا نعلم نتائج هذه التحقيقات وهل هناك صعوبة في منع التعاقد مع هذه الشركات التي تنتج هذه الوجبات إذا كانت هي السبب في تعرض أطفال أبرياء ليس لهم ذنب وهل يمكن أن نصل إلي المسئول عن هذا الفساد. هي مشكلة تحدث كل عام بنفس السيناريو ولا نجد مواجهة حازمة ولماذا الاصرار علي تقديم هذه الوجبة طالما ان الفساد يطل من بداخلها.. خاصة وان قيمة تكلفة هذه الوجبة كما أكد المسئولون 974 مليون جنيه في العام يتم تمويلها من وزارة المالية وأكدوا ان هناك لجانا مشكلة من ثلاث وزارات لفحص ومتابعة هذه الوجبة وهي وزارات التموين والصحة والصناعة.. ورغم هذه اللجان التي تقوم بالفحص والمتابعة لتسليم وجبات جيدة وسليمة.. إلا ان المشكلة تحدث مع كل عام رئيس الوزراء د.شريف اسماعيل قرر وقف صرف هذه الوجبات حتي نهاية العام الدراسي الحالي.. ورفض ان يتم استبدال هذه الوجبة ببدل نقدي وقال ان الأطفال في هذه السن يحتاجون إلي الوجبة لتساعدهم علي النمو. فإذا كان هناك اصرار علي تقديم الوجبة وتتكلف كل هذه الملايين فيجب ان تكون هناك رقابة صارمة تضمن وصولا إلي التلاميذ في حالة جيدة وآمنة.. ونتمني ان يكون القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء ايجابيا بأن يتم توزيع الوجبة من المصانع للمدارس مباشرة في السنة القادمة لمنع الوسطاء وحتي لا تتدخل فيها عناصر الفساد. لماذا كل أمور حياتنا لا تسير وفقا لمعايير سليمة.. تنقصنا الادارة الجيدة في جميع مؤسساتنا سواء العامة أو الخاصة لكي نقضي علي الفساد وهذا يجرنا إلي قضية أخري وهي تخص القطاع الخاص فبعد ان نجحت تجربة شركات التاكسي الخاص "أوبرا وكريم" واقبل الكثير علي استخدامها نتيجة أسلوب التعامل المحترم والمريح وتحديد الأجرة فيه مسابقا وبشكل مناسب ومعقول وغير مغالي فيه وحضور السائق في خلال دقائق من بدء طلب السيارة ويتم توصيل الراكب إلي المكان الذي يرغب الوصول إليه كل هذه الأمور كانت تتم بسهولة ويسر واجبرت الكثير علي عدم التعامل مع التاكسي الأبيض بسبب مغالاته في قيمة التوصيل والأسلوب غير المقبول من جانب سائقي هذه السيارات.. والحقيقة ان شركات التاكسي الخاص لاقت نجاحا وإقبالا من المواطنين لشعورهم بالأمان مع الأسلوب المحترم في التعامل الا اننا في الواقع لا نستطيع الاستمرار في النجاح فبدأت تظهر الكثير من الشكاوي ونقرأ مشاكل الركاب مع سائقي هذه السيارات والتي تترك في المغالاة في بعض الأحيان في قيمة أجرة التوصيل وطلب السائق مبالغ كبيرة تفوق القيمة الحقيقية.. وهنا من يشكو من تحرش بعض السائقين بالركاب. لماذا لا نحافظ علي الاستمرار في النجاح.. التجربة جيدة ونجحت ونافست سيارات الأجرة ونتيجة نجاحها قام سائقو الأجرة باضرابات لوقف التعامل مع أوبرا وكريم.. لماذا لا تتمسك هذه الشركات بالسمعة التي كسبتها فعليها ان تعيد النظر في أي قصور أو سلبيات وعلاجها حتي تستمر المنافسة التي هي بالتأكيد لصالح المواطنين.