* كرمت جميع الأديان السماوية الوالدين حيث جاء الاحسان اليهما مقترنا بعبادة المولي عز وجل في قوله تعالي في سورة الاسراء "وقضي ربك الا تعبدوا الا إياه وبالوالدين احسانا" صدق الله العظيم. وغيرها الكثير والكثير من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تحث علي تكريم الوالدين والاحسان اليهما بشكل عام والأم علي وجه الخصوص التي جعل المولي سبحانه الجنة تحت أقدامها. فهنيئا لمن رضيت عنه ست الحبايب وحظي بمحبتها ورضاها وهي علي قيد الحياة. * ونحن نحتفل هذه الأيام بعيد الأم وقبل أيام كان يحتفل العالم أجمع بما يسمي يوم المرأة العالمي أعجبتني عبارة أو قل فتوي أطلقها عالمنا الجليل الدكتور مجدي عاشور أحد كبار علماء الأزهر الشريف والتي طالب فيها بأن يكون الاحتفال بالأم طوال أيام السنة وأن نطلق علي الاحتفال "يوم الأم" مؤكدا ان ذلك لا يتنافي مع الشريعة الاسلامية الحنيفة في شيء بل علي العكس تماما فهي فرصة لنا جميعا بأن نبر ونكرم أمهاتنا ونقبل أياديهن وننكب تحت أقدامهن طلبا لرضاهن ومحبتهن وسعيا للفوز بالجنة والسعادة في الدنيا والآخرة. وهو ما يعد أفضل رد علي أولئك المدعين والمتأسلمين أو المتشددين الذين يرفضون الاحتفال بالأم في هذا اليوم بدعوي انه بدعة تتعارض مع صحيح الدين. * المؤكد أن جميع الأمهات يستحقن منا التكريم والبر لما قدمنهن لنا من تضحيات ورعاية طوال حياتنا بل وقبل وصولنا للحياة فيكفي تعب ومشقة الحمل وآلام الولادة التي لا يوازيها أو يكافئها أي شيء. ومع ذلك أراني أخص بالتكريم والتقدير والتحية لهذه الأم أو تلك ممن فقدن أبناءهن كشهداء وهم يدافعون عن تراب الوطن أو وهم يواجهون قوي الشر وجحافل الارهاب سواء في سيناء أو غيرها من محافظات الجمهورية وما كان منهن جميعا الا الصبر والرضاء بقضاء الله سبحانه وتعالي والأغرب أنهن وقفن جميعا يؤكدن سعادتهن بأنهن نلن الشرف وأصبحن يلقبن بأمهات الشهداء. وأقول لهؤلاء الأمهات اذا كنتن فقدتن أبناءكن فنحن جميعا أبناؤكن وكلنا تحت أقدامكن أو هكذا يجب أن نكون في خدمتكن. صحيح انه لا يوجد شيء أو ثمن يمكن أن يعوض فقدكن لفلزات أكبادكن. ولكن دعونا نحاول أن نخفف عنكن ونكون بجانبكن في هذا اليوم ونقدم لكن التحية ولو بكلمة أو عبارة "كل عام وأنتم بألف خير" فأنتن أمهات الأبطال أو زوجات الأبطال الأولي بالتكريم والبر والتحية في هذا اليوم. * نفس الشيء بالنسبة لتلك الأم التي مات عنها زوجها أو عائلها وذهبت تجاهد وتعمل من أجل المحافظة علي أسرتها وتربية أبنائها رغم ضيق الحال وقلة الموارد وصعاب الحياة التي ينوء عن تحملها أقوي الرجال وأشجعهم والأمثلة كثيرة لأمثال هؤلاء الأمهات في شتي ربوع قري ونجوع وحواري المحروسة فلهن منا جميعا التحية والتقدير ونطالب الحكومة بأن تمد لهن يد العون والمساندة خاصة الأمهات المعيلات أو الغارمات وما أدراك ما الغارمات وما يقاسينه من آلام وصعاب ومخاطر وسنون أيضا. * في النهاية اسمحوا لي أن أقدم التهنئة لوالدتي الحاجة صفية السيد عبدالعال التي استشهد زوجها في حرب الاستنزاف قبل 48 عاما ومع ذلك انكبت علي تربية وحيدها ورفضت أي محاولات أو عروض للزواج كما يحدث في الكثير من مثل هذه الحالات خاصة في الصعيد والأرياف. فلها مني كل التحية والتقدير والحب والعرفان.. وكل عام وأمهاتنا جميعا بألف خير ورحم الله من رحل منهن وجازاهن عنا خيرا.