لا يوجد فرق بين كافيه راق أو مقهي شعبي.. الكل يخالف القانون فالمقاهي الشعبية يرتادها الموظفون والعمال والكادحون والطلبة وكثير من العاطلين أما الكافيهات الراقية فروادها من الوجهاء والأغنياء ورجال الأعمال.. والفارق في الأسعار فقط لكن الاشغالات والازعاج والبلطجة واحدة.. والاثنان بدون ترخيص. ويستوليان علي نهر الطريق ويستغلان الرصيف ويلوثان البيئة ويسببان ازعاجاً للسكان والمارة وتمارس فيهما أعمال نصب وبلطجة وكل ذلك بمعاونة ومباركة ضعاف النفوس من موظفي المحليات. وتطبق الراقبة نظام "الميني تشارج" "الحد الأدني للمشروبات" المخصص للمنشآت السياحية فقط. ويطالب جهاز حماية المستهلك المواطنين بالابلاغ عن أي كافيه راقي لا يحمل رخصة سياحية ويطبق نظام "الميني تشارج" لاتخاذ الاجراءات القانونية تجاهه. "الجمهورية" تجولت بين رواد الكافيهات الكبري والشهيرة بالمناطق الراقية. ومقاهي المناطق الشعبية. فأكدوا أن بعض الكافيهات الشهيرة تطبق نظام "الميني تشارج" "الحد الأدني للمشروبات الخاص بالكافيهات السياحية فقط بالمخالفة للقانون لأن ترخيصها إن وجد هو كافيه عادي. بينما أغلب المقاهي الشعبية تدار بدون ترخيص. يروي محمود الشيخ مهندس قصته مع أحد الكافيهات الشهيرة بمصر الجديدة. قائلاً أنه يجتمع مع أصدقائه كل شهر في أحد الكافيهات الشهيرة لاستعادة الذكريات. ويتشاركون في دفع الحساب. وبعد انتهاء اللقاء فوجئنا بأن الحساب 1250 جنيهاً لأربعة أشخاص لأن الكافيه يطبق "الميني تشارج" "الحد الأدني للمشروبات". وعندما ناقشنا مدير الكافيه. وأنه لا ينطبق علي الكافيه شروط الحد الأدني للمشروبات وهددته بتحرير محضر في الشرطة. دفعنا 600 جنيه بزيادة 200 جنيه عن قيمة مشروباتنا. وعلمت وقتها أن هذا المكان ينصب علي الزبائن لأنه ليس لديه رخصة تشغيل من السياحة ولا يحق له تطبيق الحد الأدني للمشروبات المعمول به في الأماكن السياحية فضلاً عن انه استولي علي نصف رصيف الشارع بما يخالف القانون. يشاركه الرأي أحمد فاروق محاسب ويضيف تحديد الأدني للمشروبات في كافيهات القاهرة الجديدة يطبق علي مزاج صاحب الكافيه أو مدير الكافيه بالإضافة لأسعاره المبالغ فيها والتي يتم تحديدها وفقاً لوجهة نظر "الويتر" أو كابتن المطعم في العميل ونوع الملابس والسيارة واللهجة كما أن هناك حسابات لليوم فأيام الخميس والجمعة والسبت ترتفع فيها أسعار المشروبات وهناك أماكن كثيرة يخضع الأمر فيها للفصال والاتفاق. ويضيف مروان كمال موظف معظم المخالفات التي تقع في تلك الكافيهات تحدث تحت سمع وبصر كافة المسئولين والأجهزة التنفيذية بالمحليات وبينهم مصالح مشتركة وخفية حيث يدفعون مبالغ شهرية وهدايا ليتغاضي موظفون المحليات عن أي مخالفات لهم ولو كانت صارخة.. متسائلاً هل بعد واقعة كافيه "كيف" الشهيرة تم محاسبة أي مسئول من المحليات يقع هذا الكافيه في حدود اختصاصه.. طبعاً لا؟؟!!. رضا سعيد مدير كافيه شهير بالتجمع الخامس. أن هناك كافيهات محترمة وتتبع القوانين وتقدم خدمة جيدة ولا تبالغ في الأسعار وليس لديها بلطجية وهو ما يجذب الزبائن لها وتلك هي طريقتنا في العمل لأننا نحترم زبائننا ونحترم عملنا. مشيراً إلي أن هناك عدداً قليلاً جداً من الكافيهات تتبع السياحة ويطبق بها نظام "الميني تشارج" "الحد الأدني للمشروبات". ولكن أغلب الكافيهات غير مرخص لها تطبيق هذا النظام وتستغل الشكل الشيك والمكان الفخم وترفع الأسعار وتنصب علي زبائنها ولكن الحوادث الأخيرة جعلت لدي الجميع وعياً كافياً لتفرقة بين الكافيهات المحترمين والنصابين. تقول الحاجة سلوي موظفة أنها تقيم بمساكن الشباب بالقاهرة الجديدة في العمارة رقم 22 بالمحلية الرابعة وأسفل العقار مقهي شعبي بدون ترخيص يسبب لنا كافة أنواع التلوث والازعاج والضرر كما أن رواده يقومون بمضايقة بناتي عند دخولهن أو خروجهن من المنزل. ورغم شكوانا المستمرة لجهاز المدينة ووعودهم الدائمة لنا بتنفيذ قرار غلق المقهي واتخاذ كافة الاجراءات القانونية إلا أن وعودهم تذهب ادراج الرياح وعلمنا مؤخراً أن صاحب المقهي علي علاقة قوية بمسئولي الجهاز مما يعني استحالة الغلق ورغم قيام الدولة بشن حملات علي المقاهي غير المرخصة علي إثر الحادث الأخير إلا أن المقهي وصاحبها يرفعون شعار الانفلات أسلوب حياة. ويضيف محمد حمدي مهندس مدني الجلوس علي المقاهي لم يعد له مزايا مثل الماضي فقد كانت المقاهي ملتقي الشعراء والمغنين والمثقفين لالقاء الشعر والغناء وتبادل المعلومات. ولم يكن أبداً مصدراً للازعاج ولكن الآن الأمر تغير في مقاهي المناطق الشعبية حيث تحولت لكافيهات وأصبح يجلس عليها جميع الأعمار وكثيراً ما تنشب المشاجرات بسبب وبدون سبب لهذا لم تعد هذه المقاهي تجذب كبار السن وأصبحت قاصرة علي الشباب. ويؤكد مروان مصطفي سائق تاكسي أن المقاهي في المناطق الشعبية أصبح الكثير منها مكاناً للعاطلين الذين يجلسون عليها طوال الليل يشربون الشيشة والمشروبات الساخنة والباردة وبعضها تحول لبؤر لبيع المخدرات. يضيف محمد أسامة مهندس أن سمعة المقاهي بالمناطق الشعبية في الماضي كانت تأتي من صاحبها وقدرته علي إدارتها وضمان عدم مضايفة رواد المقهي لسكان المنطقة. بالإضافة إلي قدرته في كثير من الأحيان علي فض المشاجرات واجراء الصلح بين المتخاصمين أما الآن فالأمر يختلف فصاحب المقهي لا يهمه من يجلس عليها وماذا يفعل إنما يهمه مقدار ما يكسبه منها. ويوضح خليل عبدون طالب أنه اعتاد مع أصدقائه علي اللقاء بالمقهي خاصة يوم الخميس والجمعة من كل أسبوع لأنهم لا يجدون مكاناً آخر يستطيعون أن يلتقوا فيه. ويضيف عرفات جمال موظف التقاء الأصدقاء بالمقاهي في المناطق الشعبية هو بدليل الالتقاء في النوادي ومراكز الشباب لمواطني هذه المناطق فهم لا يستطيعون تحمل تكلفة اشتراكات النوادي. ويري منير الجندي عامل ليس كل من يجلس علي المقهي سيئاً وليس كل المقاهي سيئة فالشخص الذي يقوم بافتتاح مقهي في المناطق الشعبية ينظر للمكسب المادي بغض النظر عن المخالفات التي تصدر من بعض الزبائن والبعض الآخر لا يسمح بأي تجاوزات فمدير المقهي هو الذي يصنع لها السمعة سواء كانت طيبة أو سيئة. ومن جانبه يؤكد اللواء عاطف يعقوب رئيس جهاز حماية المستهلك. أن الرسوم التي تطبقها بعض الكافتيريات علي روادها تحت مسمي "الميني تشارج" غير قانونية وفقاً لقوانين حماية المستهلك. مشيراً إلي أن الجهات المصرح لها بذلك هي المنشآت السياحة المعتمدة من وزارة السياحة فقط. مطالباً المواطنين بإبلاغ الجهاز. حال تعرضهم أو اجبارهم علي دفع هذه الرسوم. لاتخاذ الاجراءات القانونية حال ثبوت المخالفة. والاحتفاظ بحقوقهم في الحصول علي فواتير مدون بها الرسوم المدفوعة. مؤكداً أنه يري أن شرط "الميني تشارج" غير دستوري حيث أنه يفرض علي المواطن ما يطلبه كما يعتبر تمييزاً بين المواطنين.