مشاكل المترو المتكررة حولته لرحلة عذاب يومية.. "الجمهورية" رصدت شكاوي الركاب الذين أعربوا عن غضبهم واستيائهم من التكدس والزحام بداية من صعود السلالم الخارجية ثم شبابيك التذاكر وحتي علي الأرصفة وداخل العربات وذلك لبعد زمن التقاطر مما جعل الرحلة من بدايتها حتي النهاية معاناة. إلي جانب العديد من المشاكل المزمنة كالباعة الجائلين والمتسولين وتعطل بوابات الدخول والخروج والسلالم الكهربائية والأسانسيرات فضلاً عن تدني مستوي النظافة ببعض المحطات. في البداية تصرخ فاطمة مراد - مدرسة من شدة المعاناة التي تجدها أثناء رحلتها ذهاباً وإياباً لعملها حيث تستقل المترو من محطة سعد زغلول في الساعات الأولي من الصباح وأوقات الذروة حيث يتكدس الركاب أمام شبابيك التذاكر وبالصالة وعلي بوابات الدخول ثم علي الأرصفة التي لا يوجد بها مكان لوضع قدم وعندما يصل القطار يسارع ويتكالب الركاب علي الأبواب للدخول في شكل عبثي كأنهم مصارعون والأقوي هو الذي يستطيع الوصول لداخل العربة. وكل ذلك يرجع لسوء التنظيم وطول المدة الزمنية للتقاطر ونحن ندفع ثمن هذا يومياً من صحتنا وأعصابنا في رحلة العذاب التي لم أعد أطيق تحملها ولكنني مضطرة للركوب حيث إن المترو يعد وسيلة المواصلات الأرخص والأسرع علي الإطلاق. تتفق معها هدي عمر - موظفة قائلة: الزحام والتكدس أصبح عادياً معظم ساعات التشغيل ولم يعد يقتصر علي أوقات الذروة فقط وهذا يرجع لسوء إدارة من القائمين علي التشغيل فعندما تكون هناك زيارة لأحد المسئولين للمترو يكون في أفضل حالاته حيث نجد سيولة في الدخول والخروج وكذلك علي الأرصفة وداخل العربات وهذا يعني أن الإدارة قادرة علي تذليل كافة المشاكل التي نعاني منها. بينما تكون الصورة طوال الأسبوع بمحطة السيدة زينب تكدساً وزحاماً والوضع صعب جداً فالدخول والخروج يكون بشق الأنفس وهذا يؤدي لحدوث مشاجرات بين الركاب ويسهل الطريق أمام الحرامية والنشالين لسرقة متعلقات الركاب وسط الزحام. تشاركهما الرأي هدير سعيد - في وسط هذا الزحام الباعة المتجولون يتواجدون علي سلالم الدخول ويسيطرون علي جزء كبير منها مما يتسبب في إعاقة الحركة وتكدس بالدخول والخروج وهذا في محطات عديدة. وايضا داخل العربات يدخل البائع الرجل عربة السيدات وسط الزحام ومن تعترض تقابل بوابل من الشتائم والتهديد. يضيف أحمد عبدالحليم - معاش - إن سلوكيات المواطنين هي السبب الرئيسي لمشكلة الزحام التي نعاني منها يومياً فهم لا يلتزمون بالأبواب المخصصة للصعود والنزول من العربات وشجعهم علي ذلك اختفاء أفراد الأمن الذين كانوا ينظمون الحركة علي الأرصفة وهذا للأسف يسبب مشاكل للكثيرين منها أن تفوت المحطة ويضطر الراكب للنزول في المحطة التالية والرجوع ثانية. تشكو هبة مجدي - موظفة بدار القضاء - من قطارات الخط الثالث التي بها عيب كبير في مكابح السرعة "الفرامل" حيث تتسبب في عدم اتزان الركاب وانقلابهم علي الأرض حيث يوقف القطار فجأة. بخلاف ذلك سوء وسائل التهوية في الخطين المرج حلوان. وشبرا المنيب فالمراوح والتكييفات لا تشغل بالقطارات مما يصيب الكثير من الركاب بالاختناق. يقول جلال إمام - وكيل وزارة سابق بالتربية والتعليم - جهاز النداء الآلي الموجود داخل القطارات الجديدة المكيفة به خلل في "السيستم" حيث يذيع أن محطة جمال عبدالناصر محطة تبادلية مما يسبب ارتباك للركاب الذين يسارعون بالنزول ليفاجئوا بأنها محطة عادية غير تبادلية لذا لابد من ضبطه. بوابات معطلة ويري عبدالنبي أحمد - موظف - أن تعطل ماكينات الدخول والخروج في معظم المحطات بالخطين الأول والثاني تسبب في ضياع ملايين علي الدولة حيث بدلاً من إنفاق أموال علي شركات الأمن الخاصة كان يجب أن يتم عمل إحلال وتجديد لبوابات الدخول والخروج لإحكام السيطرة بشكل أكبر فتعطل البوابات فتح الطريق "للمزوغين" والهاربين من قطع التذكرة التي دخلها ينفق منه علي تحسين خدمات المترو. يشاركه الرأي محمد أحمد - موظف - قائلاً: استبدال البوابات بشركة أمن غير مجد ويتسبب في ضياع ملايين بدون فائدة فعلي سبيل المثال كل محطة بها 6 أفراد أمن علي الأقل يعملون ورديتين يتقاضي الواحد منهم بحد أدني 1000 جنيه أي أن المحطة الواحدة تحتاج إلي 12 ألف جنيه شهرياً وبضرب هذا المبلغ في عدد المحطات بالخطوط الثلاثة نجد أن إدارة المترو تدفع ملايين شهرياً لهذه الشركات كان من الأولي والأنفع أن تستغلها في شراء بوابات جديدة خاصة أن شرطة المترو تعمل بكفاءة عالية وتحافظ علي أمن الركاب وسلامتهم وجهدهم مميز يلمسه جميع الركاب. ويطالب محمد ناجي - طالب جامعي - بتركيب سلالم كهربائية متحركة بمحطة جامعة القاهرة حيث إنها من المحطات الكبري التي تخدم الآلاف من الركاب يومياً من طلاب الجامعة وموظفيها وسكان مناطق بين السرايات وبولاق الدكرور وصفط اللبن حيث يعاني كبار السن والمعاقون بشكل خاص من صعود السلالم حيث إنها محطة علوية والأسانسيرات معطلة في كثير من الأوقات. ندي رمضان ومنة خالد - طالبتان - تؤكدان علي عدم تشغيل المصاعد الكهربائية بكثير من المحطات وكذلك السلالم المتحركة الخارجية بمحطة دار السلام حيث يضطر الركاب للصعود والهبوط علي السلالم مما يزيد من أعبائهم. سحر إبراهيم - ربة منزل - تشكو من قيام سائقي قطارات الخط الأول بمحطتي طره ودار السلام بإجبار الركاب علي النزول وعدم استكمال الرحلة وهذا الأمر يتم بصورة مستمرة بحجة أن القطار خارج الخدمة ويدخل الجراج للصيانة مما يؤدي لتكدس الركاب علي الأرصفة وإحداث بلبلة وارتباك أثناء وجودهم علي الرصيف انتظاراً لقطار آخر قادم. ويشكو غريب حسن - مندوب مبيعات - من الإهمال الشديد من إدارة المترو في متابعة عمل شركات النظافة فعلي سبيل المثال نجد أن محطة الجيزة تحولت لدورة مياه عمومية حيث إن حرم المحطة من الداخل به مياه راكدة وبعض الركاب يقضون حاجتهم نظراً لعدم وجود دورة مياه بالمحطة مما أدي لانبعاث روائح كريهة تزكم الأنوف. وبمواجهة أحمد عبدالهادي - المتحدث الإعلامي للشركة المصرية لتشغيل مترو الأنفاق - أوضح أن التكدس والزحام يرجع لإقبال الركاب علي المترو حيث ينقل يومياً ما بين 2.5 إلي 3 ملايين راكب وأنه أسهل وأسرع وأرخص وآمن وسيلة مواصلات. وأما بالنسبة لمشكلة الباعة الجائلين فتقوم إدارة الشركة بشن حملات مكثفة علي قطارات الخطين الأول والثاني وذلك لإعادة الانضباط وتم زيادة قيمة الغرامة من 15 إلي 50 جنيهاً تدرس إدارة الشركة حالياً تغليظ العقوبة بمصادرة بضاعة الباعة الجائلين. كما تم تغليظ عقوبة التسول إلي 100 جنيه ومن يرفض سداد قيمة الغرامة يحرر محضر بالمخالفة. وبالنسبة لمشكلة تعطل بوابات الدخول والخروج بمحطات الخطين الأول والثاني فأكد أنه تم تركيبها منذ عام 1987 فهي لم تعد صالحة للعمل بالرغم من صيانتها. لذا تم عمل خطة علي مرحلتين لحل مشكلة البوابات الأولي قامت الهيئة القومية للأنفاق بتركيب 600 بوابة تعمل بنظام الكارت الذكي بالخطين الأول والثاني لخدمة ركاب الاشتراكات. والمرحلة الثانية تتم في مارس الجاري حيث تعاقدت مع الشركة الفرنسية لشراء وتوريد 850 بوابة جديدة تعمل بنظامين التذكرة الواحدة والكارت الذكي بتكلفة قدرها 160 مليون جنيه. وبنهاية العام سوف تنتهي مشكلة البوابات.