* في مطلع الألفية الجديدة زار مصر رجل الأعمال الكبير والملياردير المصري الشهير محمد الفايد بدعوة من الكاتب الصحفي الكبير سمير رجب رئيس مجلس إدارة تحرير الجمهورية في ذلك الوقت. والذي طلب مني مرافقة الفايد وعائلته خلال زيارتهم لمنطقة أهرامات الجيزة الخالدة وأثناء حديثي مع رجل الأعمال المصري الأشهر في ذلك الوقت تطرقنا إلي مقومات مصر السياحية والثقافية التي تؤهلها لتكون في مقدمة المقاصد السياحية في العالم ومع ذلك كانت مصر تحتل مرتبة متأخرة بين الدول من حيث عدد زوارها من السائحين وفاجأني الفايد بعبارة لم ولن أنساها ما حييت حيث تساءل.. هل يعقل أن أقطع المسافة بين لندنوالقاهرة في 4 ساعات وهو نفس الوقت الذي احتجته للوصول من مطار القاهرة وحتي الأهرامات؟! تذكرت هذه الواقعة وأنا أتابع الحملات والدعوات التي تقوم بها الدولة ممثلة في وزارة السياحة من أجل تنشيط الحركة السياحية الوافدة إلي مصر ومواجهة الركود الذي أصابها خلال السنوات الخمس الماضية. ولعل آخرها دعوة نجم الكرة العالمي الأرجنتيني ¢ميسي¢ الذي جاء للقاهرة من أجل الترويج للسياحة العلاجية وقيادة حملة دولية للقضاء علي ¢فيروس C" وهي مبادرة هامة وجميلة للترويج للسياحة العلاجية خاصة والسياحة بصفة عامة. ومع ذلك فهناك العديد من الخطوات والإجراءات التي يجب علي الدولة اتخاذها من أجل تنشيط الحركة السياحية منها ما هو عاجل ومنها ما هو آجل يمكن تنفيذه علي مراحل خلال السنوات المقبلة. ولعل أهم الخطوات العاجلة التي يجب تنفيذها لدعم الحركة السياحية الوافدة إلي مصر هو تشكيل لجنة أو مجلس مصغر من وزارات السياحة والآثار والخارجية والثقافة والتنمية المحلية مع وجود ممثلين للمحافظات السياحية بحيث تبدأ هذه اللجنة أو المجلس في معرفة نقاط القوة والضعف لدي كل محافظة والعمل علي عرض متطلبات كل منها وتلبيتها بحيث العمل بروح الفريق وليس الجزر المنعزلة كما كان يحدث من قبل. الشيء الآخر الذي يجب الاهتمام به خلال الفترة المقبلة أو الاكثار منه هو خروج المزيد من معارض الآثار المصرية لتجوب دول العالم مع وضع الضوابط والإجراءات التي تضمن سلامة القطع المعروضة وفقا لما حدده القانون. فمعارض الآثار ومن خلال مشاهدتي لها في أكثر من دولة من قبل تمثل أفضل طرق الدعاية والجذب للسياحة والآثار المصرية علاوة علي كونها تحقق عائدا ماليا ضخما وبالعملة الصعبة التي نحتاجها كثيرا في الوقت الحالي. الكلام عن السياحة والإجراءات والخطوات التي يجب اتباعها من أجل جذب المزيد من السائحين والعودة إلي 15 مليار دولار كانت تحققها قبل 25 يناير 2011 أو مضاعفتها يحتاج إلي عشرات الصفحات والمجلدات. ولكن هناك كما ذكرت بعض الأمور العاجلة التي يجب علي الدولة اتخاذها وهناك البعض الآخر يجب علي وسائل الاعلام بأنواعها المختلفة الاسهام بها وإبرازها خلال الفترة المقبلة وفي مقدمتها الكف عن إبراز ونشر الصور والمشاهد السلبية في المجتمع فقط مع التركيز علي الصور المبهجة وعرض المقاصد السياحية المتنوعة في مصر والتي تميزها عن الكثير من بلدان العالم وفي نفس الوقت هناك إجراءات وخطوات يجب علي المواطن العادي اتباعها خاصة ممن يتعاملون مع السائحين والزائرين للمقاصد الأثرية والسياحية منذ نزول السائح بالمطار ومرورا بانتقاله بالسيارة أو الأتوبيس وصولا إلي دخوله للمنطقة الأثرية والسياحية وكيفية التعامل معه في المحال والبازارات التي يرتادها خلال فترة الزيارة والأسعار وما أدراك ما الأسعار التي يعامل بها السائح دون غيره من المصريين.