تجديد الخطاب الديني خاصة الموجه للمرأة أو التي يتناول قضاياها يعد من أهم الاشكاليات في وقتنا هذا.. فكما لو كنا نعود للوراء ونناقش مرة اخري قضايا مثل تنظيم الأسرة ودور المرأة في المجتمع والتمييز ضد النساء.. وهي قضايا تم مناقشتها منذ عشرات السنوات ولكن يعود السؤال المتجدد.. هل الخطاب الديني يعامل المرأة علي قدم المساواة مع الرجل حالياً؟ أم يحتاج إلي أن يكون موضوعياً أكثر فيما يخص حواء الأم والزوجة والابنة؟..وهل وجود داعيات وواعظات بالمساجد يساهم في تحسين النظرة للنساء سواء نظرتها لنفسها أو نظرة المجتمع لها؟ د.سعدالدين الهلالي أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر.. يري أن الخطاب الديني مازال غير منصف للمرأة ويعود ذلك لأسباب أبرزها أن المرأة نفسها عاشت قروناً طويلة تستمد تدينها من الرجل فهو الذي يحدد لها أمور دينها وذلك من حيث تفسير الفقه فكأنما كان التفسير يغلب عليه النظرة الذكورية في بعض الأحيان يضاف إلي ذلك أن الخطاب الديني كما لو كان يعاني من الاحتكار من جانب علماء الدين الرجال ومازالت المرأة يمارس ضدها تميز في الانضمام للهيئات التي تختص بالفتوي علي سبيل المثال علي الرغم من حصول عدد كبير من السيدات علي درجات الأستاذية في مجال الفقه المقارن والتفسير واللغة العربية والحديث. يشير إلي أنه كي يكون الخطاب الديني منصفاً للمرأة فلابد من أن يحدث تمكين للمرأة في أن تخاطب النساء وتكون داعية وتعيين 144 واعظة بالمساجد من جانب وزارة الأوقاف مؤخراً هو خطوة جيدة وبالتالي فإن تدعيم ثقة المرأة بنفسها وتدعيم قدرتها علي أداء دور الداعية هو تجربة لا يتم الحكم عليها حالياً ولكن مع الوقت. طلعت حسام مدير مركز الاعلام والتعليم والاتصال بالهيئة العامة للاستعلامات يقول: إن دور علماء الدين في قضية تنظيم الأسرة وما يخص الخطاب الموجه للمرأة هام بشكل كبير حيث يتم الاستعانة بهن في الندوات التي تدعو لتنظيم الأسرة. خاصة أن رأي عالم العربية في الريف والوجه القبلي مازال له تأثيره وكذلك محاور الصحة الإنجابية وما يخص العادات والتقاليد والتمييز بين الذكر والأنثي والمباعدة بين الولادات وهي كلها قضايا تمثل فيها المرأة بشكل كبير وهذه المحاور نؤكد عليها من خلال الندوات.. ويشعر إلي أن المركز قام بالعديد من ورش العمل لتدريب المأذون الشرعي باعتباره أحد الروافد في علماء الدين. لأن المأذون عليه دور في توعية المقبلين علي الزواج وحتي من يرغبون في الطلاق وهي قضايا ايضا تمس المرأة.. د.فاطمة الزهراء جبل مدير الادارة العامة لتحليل المعلومات والبعوث بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء.. تقول من خلال إنتدابي للعمل بالمجلس القومي للسكان كمدير للتنسيق والاتفاقيات الأجنبية وعضوية الاتحاد النوعي للممارسات الضارة ضد المرأة فقد قمنا بمشروع لتدريب الأئمة والخطباء بالمساجد فيما يخص مهارات التواصل والقيم المجتمعية السائدة ومنها ما يخص كيفية توجيه الخطاب الديني في قضايا المرأة وكذلك تطوير الخطاب الديني في تناول القضايا المعاصرة.. ولكن لم يستكمل المشروع وما تم منه كان "3 دورات" لحوالي "60" من الأئمة والخطباء بالمساجد علي مستوي الجمهورية وإتضح من خلال هذه الدورات أن الخطاب الديني بالنسبة للمرأة يحتاج إلي أن يكون أكثر انصافاً وان يكون اكثر موضوعية وأن يتناول علماء الدين ما يخص المرأة والمجتمع بصفة عامة بما يقول صحيح الدين وبطريقة حقيقية ميسرة بعيداً عن التشدد فالدين يسر وليس عسر. خاصة أن معظم علماء الدين يتحدثون في القضايا المجتمعية السائدة بأسلوب ولغه لا يفهمها سوي الدراسين وبالتالي فالمسألة تحتاج تبسيط اللغه التي يتحدثون بها لتناسب كل الفئات وتناسب القضايا المعاصره بدلاً من ضرب الأمثله بالواقع البعيد والتي قد لا يستوعبه الكثيرون وبالتالي ينصرفون. اشارت إلي أن قضايا مجتمعية مثل تنظيم الأسرة اتضح من خلال الدورات التي تم عقدها ايضا وجود نقاشات بين الائمة وبعضهم فمنعهم من كان مقتنع ومؤيد ويدلل علي الأصل الشرعي لتنظيم الأسرة من القرآن والسنة والبعض الآخر يتمسك بوجهه نظر مخالفه وهو ما يظهر أحياناً تتدخل وجهات النظر والقناعات الشخصية في قضايا مجتمعية وليس فقط الأصل الشرعي. وتشير إلي أنه من الضروري مراجعة المناهج وأساليب التعليم الدينية وأن تعتمد المناهج والدراسه بها علي البحث بحيث يكون الخريج باحثاً وذو عقليه قادرة علي الوصول إلي الحقيقية وصياغتها بشكل معاصر يسهل علي الناس فهمها بأسلوب مبسط. تشير إلي أن ارتفاع نسبه الأمية تجعل لدي الناس اقتناع برأي عالم الدين بشكل مكثف وبالتالي لابد وأن تكون المعلومة صحيحة وميسرة في نفس الوقت حتي تدخل إلي عقل وقلب الناس. تشير إلي أن وجود واعظات بالمساجد ايضا خطوة جيدة حيث أن قضايا النساء ونظرة المرأة لنفسها ودورها في المجتمع يكون أوقع إذا انتقلت لها من واعظه وقضايا ايضا مثل تنظيم الأسرة حيث تتحدث المرأة بلا حرج ولكن ذلك يحتاج إلي أن تكون الواعظة هي الاخري علي قدر من العقل المتفتح الواعي بأمور الدين الصحيح وبمعني آخر أن تنطبق علي الدعاه معايير الجودة الفكرية والبداية من المناهج المطورة.. وتتطرق د.آمنه نصير استاذ الفلسفة الإسلامية فتقول: 4 اشياء تحدث يومياً في الحياة.. هو الميلاد.. الموت.. الزواج.. والطلاق ثلاثة تتم بطريقة صحيحة والرابع هو الطلاق وهو وحده يتم بطريقة خاطئة وبذلك تتحطم الأسرة ولو كان يتم بالطريقة التي نص عليها الله لتجنبنا مشاكل كثيرة فالزواج لا تنهيه كلمه كما يتصور معظمنا انما هناك قيود ربما أشد من المسيحيه نفسها علي ايقاع الطلاق.. فالطلاق يقع نتيجة للنزاع حيئنذ الإسلام يضع علاجاً للشقاق سواء كان من ناحية الرجل أو المرأة.. كيف تصرح الآية الكريمة بأن امساك بمعروف" أو تسريح باحسان وما نراه من مآس. ومهازل تدور رحاها في أروقة المحاكم.. والرجال يفهمون آية "الرجال قوامون علي النساء بأنه نوع من السيطرة والسيادة ولكي نفهم الرجال قوامون علي النساء نبدأ بشرح كلمة القوامة ففي اللغة العربية القوامة كلمة تأتي من مصدرها وهو فعل "يقوم" والشخص" القوام هو استخدام صيغة المبالغة لبيان علي شخص كثير القيام أو هو القائم بصورة دائمة علي رعاية غيره والنظر في أموره بما يصلحها.. وعامة الأب قائم علي رعاية أولاده وبناته قبل الزواج ثم يقوم الزوج بهذا التكليف للبيت بعد الزواج. ولكن الآية لا تعطي صفه القوامة لكل الرجال علي كل النساء انما بقية الآية تقول بما فضل الله بعضهم علي بعض بمعني أن يكون للرجل صفات فضل تؤهله لهذه القوامة مثل مال.. ذكاء.. قدرة.. ولكن أنسانياً كلنا أمام الله متساوون وذلك من خلال قوله تعالي "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها" وكلمة زوج علي ايجازها تحمل دلالة ومعناها " تطابق شيئين تمام المطابقة ليصبحا شيئاً واحداً..أذن كلمة تفضيل هنا تنسحب علي الصفات التي يتفضل بها بعض الرجال علي بعض النساء وليس كلهم. ندوة توعية عن التعداد السكاني تحدث اللواء أبوبكر الجندي رئيس جهاز التعبئة العامة والإحصاء وذلك في مركز الشباب بالجزيرة عن التعداد السكاني كمشروع إحصائي قومي ضخم تنفذه جميع أجهزة الاحصاء علي مستوي العالم.. والتعرف بأهمية التعداد وكذلك الجديد في التعداد لسنة 2017 وهو التعداد رقم 14 حيث يعتبر نقلة تكنولوجية في الشرق الأوسط نظراً لاستخدام الخرائط الرقمية واللوحات الإلكترونية "التابلت" في جمع البيانات وذلك لأول مرة في تاريخ التعدادات المصرية علاوة علي المتابعة الجيدة للعاملين في الميدان من خلال خاصية التتبع "G.P.S" مما يؤدي إلي سرعة استخراج النتائج لتكون في شهرين بدلاً من 20 شهراً مما يفيد صانعي السياسات ومتخذي القرارات في تبني الخطط المستقبلية وصولاً لأهداف التنمية المستدامة 30ج المتفق عليها من قبل الأممالمتحدة وفقاًَ لأولويات كل دولة. اتمت الندوة تحت رعاية المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة وبحضور كبار مسئولي التعداد بالجهاز د.حسين عبدالعزيز المشرف العام علي التعداد وعبدالحميد شرف المدير التنفيذي للتعداد.