أصبحت قضية الخطاب الديني من أكثر القضايا المطروحة في الآونة الأخيرة، لذا رأت منظمات الحقوقية النساوية بضرورة حث الشيوخ وعلماء الأزهر على محاربة الفكر المتطرف والعادات والتقاليد الخاطئة ضد المرأة من منابر المساجد. أطلق مركز قضايا المرأة المصرية والتي ترأسه عزة سليمان، مبادرة ع " مكافحة التمييز ضد النساء "تعمل عن طريق إقامة حوار بين منظمات المجتمع المدني ورجال الدين ووسائل الإعلام ومخاطبة شيوخ الأوقاف، حيث اجتمع المركز بعقد مع 55 من ائمة المساجد ورجال الدين بالأوقاف على مستوى 6 محافظات هي " المنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان". وحثهم على ضرورة تناول أهمية المرأة والاستشهاد بمواقف تاريخية للنساء بخطبة الجمعة بالمساجد التابعة لوزارة الأوقاف على أن تتضمن الخطب انماط إيجابية لدور المرأة وتأثيرة في المجتمع بما يحقق وعيا دينيا يساعد من مشاركة في الحياة العامة وتولى المنصاب، كما يقدم المركز اقتراحات قانونية بشأن القوانين التي تميز ضد المرأة، ويسعى لاقرار قانون الأسرة بالنسبة للمسيحيين. وفي المقابل أعد المركز المصرى لحقوق المرأة برئاسة نهاد أبو القمصان دراسة تحت اسم "المرأة والخطاب الدينى " كأحد أهم العوامل المؤثر في واقع حالة المرأة المصرية والتي تؤكد على ضرورة اتجاة الجهات الدينية الرسمية مثل الأزهر على وعى المجتمع بمساواة النساء والرجال. وتضمنت الدراسة أهم الاشكاليات الموجودة التي يعانى منها المجتمع ولابد من محاربتها ضمن الخطاب الدينى سواء من على منابر المساجد أو برامج التليفزيونية ومواقع الإلكترونية الدينية، وجاءت الإشكاليات بداية من قضية الزواج المبكر والزواج العرفى مرورا بتعدد الزوجات والعنف ضد النساء والحد من التطرف والتدخل في ملابسها نهاية باستقلالها المادى واللحاقها بسوق العمل وولاية المرأة. وتسعى هيئة "كير مصر"، لطرح رؤية شرعية لمناهضة التحرش الجنسي عن طريق الاستعانة بالأزهر لتوجيه خطابات للمواطنين من خلال لقاءات المساجد والأماكن العامة التي يستهدفها الوعاظ، وتأتى المبادرة ضمن مشروع "مدن آمنة خالية من العنف ضد المرأة والفتاة " والتي تنفذه الهيئة في ثلاث مناطق سكنية "امبابة وعزبة الهجانة ومنشية ناصر". وتعتمد الهيئة في مشروعها بعقد لقاءات مع الشيوخ وفقاء من دار الافتاء ومشيخة الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية، للاستعداد على تطبيقة في مساجد الثلاث مناطق.