مجنون من يتحدث عن تحقيق منتخبنا الوطني لأهدافه في بطولة الأمم الإفريقية حتي الآن. واقترابه من الوصول لما ذهب من أجله أو لما خطط له القائمون علي منظومة الكرة في مصر والجالسون علي كراسي الحكم والإدارة فيها. الأمر لا يتجاوز كونه ابتسامة جديدة من ابتسامات القارة السمراء وعرفانا منها بجميل أحفاد الفراعنة علي الجميع. باعتبارهم أصحاب الفضل في دخول اللعبة وتنظيم أمورها وشئونها شاء من شاء ورفض من رفض. وكعادتنا دائماً يرتفع سقف الطموح مع سريان الأحداث في الطريق السليم أو الصحيح. ونتعلق بما هو أبعد من أحلامنا البسيطة. ونبحث عن تحليل أو تفسير يقضي بمنطقية ما يجري حولنا في الجابون. أو القول إنه تسلسل طبيعي ونتيجة حتمية للمقدمات والمقومات الخاصة بالفراعنة. اليوم نتعلق ببوركينا. هذا الشعب الطيب الذي أحسن استقبالنا في يوم من الأيام وابتسم في وجه كل مصري حتي توج أولادنا بلقب القارة الإفريقية بعد غياب استمر طويلاً عن منصات التتويج. لاشك أن النتائج التي حققها كوبر وأولاده في بورجنتيل مرضية بكل المقاييس ولم يتعلق بها أكثر المتفائلين للكرة المصرية. ولكن دعونا نفكر سوياً في حالة الرضا والقبول والتفاؤل التي لمسناها في الشارع المغربي. مقابل القلق والارتباك والخوف من مستقبل منتخبنا الفائز والصاعد والباحث عن اللقب. الأمر يتخلص في ثقة المغاربة الواضحة في عملية بناء منتخب بلادهم. ومديرها الفني الكفء وصاحب الخبرات الواسعة رغم صغر السن. واعتمادهم علي خطة طويلة الأجل تسعي لبناء جيل جديد من المغاربة يحمل أحلام الشعب الشقيق في الوصول لما هو أبعد من القفز والوثوب لمنصة التتويج القارية. هي نفسها الموضوعات والملفات والأهداف التي طالما صرخنا من أجل التمسك بها في مصرنا. والعمل علي دراستها جيداً وتنفيذ ما بها من خطط وبرامج علمية ومنهجية. بعيداً عن مظاهر العشوائية والتخبط التي تحكم الإدارة الكروية في مصر. تعالوا ننتظر نتائج أكثر ثباتاً ومنطقية. وندعو سوياً أن تستمر الابتسامة السمراء في وجوه لاعبينا وجهازهم الفني وبالتالي في وجوه أبناء الشعب المصري المتعطش لفرحة من القلب تخفف عن معاناته.