نبات "الإستيفيا" الذي يُزرع في مصر منذ عام 1955 يمكن أن يكون البديل الآمن لأزمة السكر التي تعاني منها الآن وقد أقرته منظمة الصحة العالمية كمحلي طبيعي وأكدت ذلك البحوث التي أجراها معهد المحاصيل السكرية والتي أثبتت قدرته علي إنتاجية تعد الأعلي علي مستوي العالم ومع ذلك لم يتم التوسع في زراعته وتصنيعه حتي الآن. هذا ما يؤكده الدكتور أحمد مصطفي نصار.. رئيس قسم معهد بحوث المحاصيل السكرية بمركز البحوث الزراعية بالجيزة قائلاً: إنه نبات عشبي معمر شجيري يشبه الملوخية أو البرسيم والجزء الاقتصادي فيه هو الورقة التي تحتوي علي 15% من مركبات شديدة الحلاوة ويصل ارتفاعه عند الحصاد من 60 إلي 90سم وهو بديل آمن للسكر دخل إلي مصر في الخمسينيات وأجريت عليه الكثير من الأبحاث التي توصلت نتائجها لصلاحية زراعة هذا النبات في بعض الأراضي المصرية مشيراً إلي أن درجة حلاوته تفوق سكر القصب والبنجر 400 مرة. أضاف أن كل ما يحتاجه "الإستيفيا" سواء من الظروف الجوية أو الأرضية متوفر بشكل جيد في مصر وتوجد 5 آلاف فدان مزروعة بنبات "الإستيفيا" في وادي النطرون وبني سويف فأفضل مدي حراري لنمو "الإستيفيا" هو من 15 إلي 30 درجة مئوية ولذلك يتم زراعة "الإستيفيا" في شهري فبراير ومارس. ويمكن استخلاصه بأشكال عديدة منها السائل المركز أو المسحوق الجاف مما يجعله سهل الاستخدام في صناعات عديدة لتوافر عدة مميزات في مستخلصاته فهو ليس له رائحة كما أن استخلاصه صديق للبيئة لا ينتج عنه أدخنة أو مواد كيميائية مضرة للبيئة كما أن استهلاك النبات من المياه بسيط. أضاف أن المسحوق الناتج سهل الذوبان في الماء مما يجعله سهل المزج والإضافة . يضيف د.عبدالله الشافعي مدير معهد بحوث المحاصيل السكرية أن مصر من أوائل الدول التي أنتجت "الإستيفيا" منذ القرن الماضي حيث أجريت عليه الكثير من الأبحاث التي توصلت نتائجها لصلاحية زراعة هذا النبات في بعض الأراضي المصرية مشيراً إلي أن درجة حلاوته تفوق سكر القصب والبنجر 400 مرة. ويمكن من خلاله سد الفجوة الاستراتيجية للسكر بأقل التكاليف وتوفير العمالة الحرة يحث إن استهلاك الدولة سنوياً من السكر قرابة 2 مليون و800 طن في الوقت الراهن ولا يتعدي الإنتاج المحلي في أحسن حالاته 2 مليون و200 طن ويتم تدبير باقي احتياجات السوق باستيراد للسكر الأبيض والخام الذي يتم تكريره محلياً وبالتالي تعاني الدولة من فجوة استيرادية تبلغ نحو 600 ألف طن وتكلف الدولة 800 مليون جنيه عملات حرة سنوياً. وعن فوائده يقول: المسحوق المستخلص من "الإستيفيا" ثابت مع ارتفاع درجات الحرارة حيث يحافظ علي مواصفاته دون أن تحدث له عملية كرملة "لا يحترق في المخبوزات مثل السكر العادي" ولذلك يمكن استخدامه في عمليات الطهي والخبيز والبسترة والميكروويف وعمل التورتات والجاتوهات منخفضة السعرات الحرارية لمرضي السكر وراغبي الريجيم وكذلك يمكن استخدامه في المشروبات المرطبة والعصائر والمياه الغازية كما لا يسبب أي ضرر للأسنان ولذلك يمكن استخدامه في صناعة معاجين الأسنان كما له العديد من الاستخدامات الطبية فلها نشاط مضاد للبكتيريا وسعراته الحرارية منخفضة مما يجعله جيداً لمرضي السكر وراغبي الريجيم. أكد أن اليابان أول من بدأ في استخدام نبات "الإستيفيا" وأن 36 دولة استخدمته في أكثر من 600 منتج غذائي عام 2000 من بينها عجائن ومخبوزات وأدوية وغيرها ومن ضمن هذه البلاد: الصين وكوريا تايوانماليزياالولاياتالمتحدةالأمريكية إسرائيل البرازيل باراجواي الأرجنتينأوكرانياالفلبينألمانيا.. وأن من أدرك أهميتها بمصر فقط هم قلة قليلة من المصدرين الذين اكتفوا بتجفيف الأوراق وتصديرها كما هي دون تصنيع. يؤكد ذلك د.أحمد عطية الباحث بمعهد بحوث المحاصيل السكرية والمشرف علي زراعته ويقول إن إنتاج الفدان يصل إلي 400 كيلو جرام من خلاصة "الإستيفيا" وهو يعادل 80 طناً من السكر فيما ينتج فدان البنجر نحو 5.2 طن سكر وفدان القصب 5.4 طن سكر مما يزيد من الكفاءة الإنتاجية للأرض ويترتب علي زراعته توفير مساحات كبيرة من الأرض يمكن استغلالها في زراعة الحبوب. ويرجع عطية قيام الدول الصناعية بالتوسع في زراعة "الإستيفيا" واستخلاص خاماته لارتفاع قيمته الغذائية ورفع مستوي الصحة العامة لأنه يستخدم كمحلي طبيعي خالي من السعرات الحرارية مما يقلل من احتمالات الإصابة بمرض السكر كما أنه يتناسب مع أطعمة ضبط الوزن الريجيم ولا يسبب مشاكل للأسنان ويصلح أيضاً للأطفال وللحوامل. فضلاً عن أنه يناسب شباب الخريجين عند زراعته لأنه لا يحتاج إلي رأسمال كبير.