رغم أن «الاستيفيا» أو ورقة العسل البديل الأمثل للمحاصيل السكرية التي تستهلك كميات كبيرة من المياه، والتي لا تتناسب في الوقت الحالي مع المرحلة التي تمر بها مصر من شح مائي، ورغم أنه – وفقًا للبحوث التي أجراها معهد بحوث المحاصيل السكرية – أمكن توطين النبات في مصر منذ عام 1995 والحصول على إنتاجية هي الأعلى على مستوى العالم، سواء في الأوراق أو المواد السكرية، إلا أنه لم يتم التوسع في زراعته حتى الآن. منشأ الاستيفيا الأصلي في المنطقة الحدودية بين باراجواي والبرازيل، وهو نبات عشبي معمر، تحتوي أوراقه على عدة مواد للتحلية، يُطلَق عليها "الاستيفيوزايدز"، تفوق أضعاف السكر العادي. ومن جانبه قال الدكتور عبد الله الشافعي، مدير معهد بحوث المحاصيل السكرية، إن نبات الاستيفيا هو بديل آمن للسكر، وأجري عليه الكثير من الأبحاث التي توصلت نتائجها لصلاحية زراعة هذا النبات في الأراضي المصرية، حيث يستخدم كمية قليلة من المياه، وهو من مميزاته، كما أنه يُزرَع فى جميع أنواع الأراضي، فيما عدا سيئة الصرف أو شديدة الملوحة والقلوية. وأشار الشافعي إلى أن درجة حلاوته تفوق سكر القصب والبنجر 400 مرة، كما أن المادة السكرية به تُعتبَر مكملًا غذائيًّا يمكن استخدامه في أكثر من 600 منتج غذائي، كالعجائن والمخبوزات والأدوية. وتوقعت منظمة الصحة العالمية أن نبات الاستيفيا سيمثل 20% من كمية المحليات المستخدمة؛ حيث إنه لا خطر منه على مرضي السكر والضغط وكافة الأمراض المعروف تأثرها بزيادة أو نقص نسبة السكر في الدم؛ لأنه منخفض الطاقة، ويُعتبَر بديلًا للاسبرتام والسكارين اللذين لهما مخاطر شديدة على الصحة، مؤكدًا أنه من الممكن أن يلبي الاحتياج المحلي من السكر، خاصة وأن هناك فجوة في الاستهلاك تزيد على 50 ألف طن سنويًّا. ولفت إلى أن مصر بها 5 آلاف فدان فقط مزروعة بنبات الاستيفيا في وادي النطرون وبني سويف، رغم أنه الأكثر انتشارًا فى دول جنوب شرق آسيا، وموجود فى عبوات بالأسواق والمراكز التجارية، مشيرًا إلى أن الفرد إذا كان يستهلك 34 كيلو جرام سكر، سيستخدم من 85 إلى 120 جرامًا من بودرة استيفيا في العام الواحد. وقال المهندس الزراعي شوقي سراج الدين إن الاستيفيا تتميز بأنها عشبة عطرية عالية الحلاوة، ذات خصائص تغذية عالية، حيث تحتوي أوراقها على 15% من مادة الاستيفيوزايد شديدة الحلاوة، بالإضافة إلى أنها تُستخدَم كمادة هاضمة وعلاج موضعي لشفاء الجروح، كما ثبتت فائدتها كمكمل غذائي، فتناول من 20 إلى 30 نقطة من مركز العشبة مع كل وجبة غذائية يؤدي إلى توازن مستويات السكر في الدم خلال فترة قصيرة من الوقت، كما تؤدي إلى زيادة النشاط واستجابة جهاز المناعة لها، كما أن محلول أوراقها مضاد للتسوس، وله نشاط مضاد للبكتيريا، ويمكن استخدام العشبة موضعيًّا في علاج الجروح ولدغ الحشرات، فهي تخفف الألم، وتساعد في سرعة الشفاء واختفاء آثار الجروح. وأوضح أن هذا النبات له العديد من المزايا في زراعته، حيث يمكن الحصول على أكثر من حَشَّةمنه في العام الواحد، وبالتالي يعطي إنتاجية كبيرة، وتجود زراعته في الأراضي الخفيفة متوسطة الخصوبة، والتي لا تحتوي على تركيزات مرتفعة من الملوحة، ويُفضَّل زراعته في المناطق المرتفعة الحرارة، كما أن زراعة نبات الاستيفيا في مصر لا تحتاج لعمالة مدربة، والأهم أنها لا تحتاج لمياه ري كثيرة كالقصب؛ لأن المجموع الجذري للنبات سطحي، حيث إن الفدان يستهلك نصف ما يستهلكه البنجر وربع ما يستهلكه قصب السكر، وتتعدد طرق زراعته، فيمكن إكثاره بالعقل الجذرية والساقية وزراعة الأنسجة والبذرة أيضًا. لافتًا إلى أن هذا النبات صديق للبيئة، ولا ينتج عنه أي مواد أو مخلفات سامة أو ملوثة للبيئة، ويعد سكر الاستيفيا من المحاصيل التصديرية المهمة، خاصة في أسواق شرق آسيا واليابان وأوروبا، حيث يبلغ سعر الأوراق المجففة نحو 10 دولارات للكيلو جرام الواحد، وينتج الفدان في العام الواحد من 1 إلى 3 أطنان من الأوراق. كما أن سكر الاستيفيا مادة طبيعية لا تحتوي علي سعرات حرارية، ومحسن للطعم، ولا يؤثر على مستوى السكر في الدم.