رقصت مصر كلها ليلة الأحد.. فرحنا وتعانقنا وتبادلنا القبلات.. يا رب أدم علينا الليالي الجميلة.. بشفاعة آل الرسول الذين فتحنا لهم بلدنا وقلوبنا وغسلنا أضرحتهم بدموعنا.. يا سلام.. ما أجمل النصر.. النصر والفوز في أي جهة.. يا سلام علي "حبوب تقوية الانتماء في الدماء".. يا سلام علي الفرح الذي يضم الجميع.. يا سلام عندما تتحول مصر كلها من أسوان إلي مرسي مطروح داخل فرح واحد يضمنا جميعا.. العروسة اسمها مصر والعريس هو الشعب كله. صدقوني نحن شعب طيب وعظيم.. فرحنا بفوزنا حينما شققنا طريقنا نحو قمة أفريقيا لأن هذا هو مكاننا.. وأيضا فرحنا لسوريا الجريحة حينما هزمتنا بضربات الترجيح في آخر ركلة لأنها كانت في أشد الحاجة لأي انتصار من أي نوع وبأي شكل لظروفها الحاضرة.. ألم أقل لك نحن شعب طيب.. بل في منتهي الطيبة والأخلاق السامية.. نفرح لأشقائنا ولو علي حساب خسائرنا!!! هذه هي مصر. *** لقد كانت ليلة الأحد ليلة لا تنسي.. ساد الصمت والوجوم والتوتر.. لا يوجد كلام ولا سلام.. الكل في انتظار ماذا سيفعله أولادنا.. فهم أولادنا جميعا.. أمهم مصر وأبوهم الشعب كله. ذات يوم.. كانت المباراة النهائية لبطولة أفريقيا في استاد القاهرة الذي امتلأ بمائة ألف أو يزيدون.. وفي نهاية المباراة احتكم الفريقان لضربات الترجيح فإذا بأحد الحضور يقول بصوت عال مبروك يا جماعة.. مبروك علي إيه الضربات لم تبدأ بعد.. لا سنفوز بإذن الله تعالي.. لماذا؟؟.. هل يمكن مائة ألف أو يزيدون يرفعون أيديهم مبتهلين داعين ولا تستجيب السماء.. وقد كان.. وكان حارس المرمي أيضا عصام الحضري الذي صد الضربات وقفز فوق عارضة المرمي يومها وجلس وتربع فوق العارضة!!! ثم أنزلوه ليتسلم ميدالية والكأس. *** أرجو أن يستفيد كوبر بدرس البطولة العسكرية ويتفرغ مدرب ما لعصام الحضري للتمرين علي ضربات الترجيح.. فلا أحد يعلم الغيب.. الوحيد - ربما في العالم كله - الذي صد خمس ضربات ترجيحية ورا بعض كان حارس الاتحاد السكندري وكان اسمه "حسن عرابي" يومها كتب المرحوم حمدي النحاس مانشيتاً مشهوراً في جريدة "المساء": "يا خرابي عليك يا عرابي".. سافر عرابي بعد اعتزاله إلي بعض أقاربه بأمريكا.. وعمل مدربا لحراس مرمي نادي أمريكي فترة.. لم يحتمل الغربة فعاد إلي الإسكندرية وفجأة مات بدون مرض بطريقة غريبة.. قيل يومها مثال قديم: "ترابه نادي عليه"!!! *** الملاحظة التي تحيرني ولا أجد لها سببا. فريقنا يضم خير "إسكورر" ترجمتها عندنا لاعبون مهاجمون علي أعلي أعلي مستوي.. خير من يحرز الأهداف السهلة والصعبة أيضا.. بل المهاجمون الحريفة الرائعون أكثر عددا من لاعبي المراكز الأخري.. لماذا إذن أهدافنا قليلة وفي آخر دقائق؟؟!.. لغز غريب.. نعم خطط كوبر تميل للدفاع مثل الجوهري ولكن يجب ألا تكون بهذا الشكل.. زمان هيديكوتي مدرب الأهلي كان دائما يضع لاعبا أو اثنين هدافين في وسط الملعب وكان له تعبير طريف ترجمته بالعربي "استيك".. اللاعب أو الاثنين يكونان كالأستيك يدافعان في الوسط وفي ثانية أيضا يكونان في حلق المرمي وهؤلاء هم الذين سيحرزون الأهداف.. حاول الجوهري تطبيق هذه الفكرة مع أحمد الكأس أكثر من مرة!!! بقي أن أقول إن بوركينا فاسو رغم أننا فزنا عليها مرتين علي ملعبها وبين جمهورها.. إلا أنها تقدمت فنيا كثيرا.. فقد كان الفوز منذ السبعينيات!!! منذ حوالي نصف قرن؟!!.. لذا حذار من الاستهتار.. أكملوا فرحتنا بإذن الله تعالي.