أسعدنى الحظ وسافرت مع مجموعة من الأصدقاء إلى جنوب أفريقيا لنقضى بعض الوقت فى تشجيع منتخبنا فى مبارياته، وبعد المباراة الممتعة أمام البرازيل انقلب حالنا جميعا وأصبحنا فى مهمة قومية للذود عن اسم مصر، وأسعدنا أولادنا الأبطال بقيادة العملاق عصام الحضرى فى الفوز على إيطاليا، ليرتدى كل واحد فينا كوفية علم مصر أثناء تجولنا فى كل مكان، لنشعر بالفخر أننا مصريون وسط إعجاب جميع البشر فى جنوب أفريقيا، ويكفى ما قالته أحد وكالات الأنباء أن الفراعنة لقنوا إيطاليا بطل العالم درساً وأحرجوهم وانتصروا عليهم. حقيقة كنت بدأت فى كتابة مقالتى هذه قبل مباراة إيطاليا، وكان تفكيرى كله منصباً على قضية حراس المرمى وضعف المستوى فى منتخبنا وجميع أنديتنا، وكنت أتعجب لأن أى جهاز فنى كروى فى مصر تجد فيه مدرب لحراس المرمى، حتى أندية الدرجة الثانية والثالثة، وفكرت هل يمكن أن يكون فى مصر كل هذا العدد ممن يسمون أنفسهم مدربى حراس مرمى، وليس لدينا بديلاً لعصام الحضرى لمدة أكثر من 10 سنوات، مستوى الحضرى فى مباراتى الجزائر والبرازيل أقلقنا جميعاً، والحمد لله استعاد مستواه العالى فى مباراة إيطاليا، ولكن ثم ماذا، حراسة المرمى ليست مثل الوظائف العامة شاغرها حتى المعاش، حارس المرمى له عمر افتراضى ورغم أنه يعمر أكثر من باقى لاعبى الفريق، لكن يأتى عليه الوقت ليعتزل. طبيعى حسن شحاتة ليس لديه حل غير إشراك الحضرى فى المباريات فهو أحسن الموجودين، قلبى معه فى موقف الحضرى. عموما ده مش موضوعنا، يا سادة يا مدربى حراس المرمى أجيبوا على سؤالى أين الحراس الذين أنتم مدربون لهم، مصر التى كانت غنية بحراسها عبدالجليل، عادل هيكل، خورشيد، عرابى، حسن مختار، إكرامى، ثابت البطل، شوبير، وأخيراً جاء الحضرى. الأهلى ماطلعش حارس من أكثر من 10 سنوات، لأن عصام جاء جاهزاً من دمياط، والآن يعانى الأهلى من حراسة المرمى، الزمالك برضه من عشر سنين مفيش غير عبدالواحد، وعبدالمنصف، الإسماعيلى نفس الشىء وغيرها وغيرها من الأندية. وتحدثت فى هذا الموضوع مع أحمد سليمان مدرب حراس المرمى فى المنتخب، أجاب اتحاد الكرة اتخذ قراراً بمنع استقدام الحراس الأجانب. قرار حكيم يمكن متأخر شوية لكن حاجة كويسة والحمد لله أنهم لم يخضعوا لضغط بعض الأندية، لكن لو مش كفاية اتحاد الكرة شغلته رفع مستوى اللعبة واللاعبين، لابد من الضغط وإيجاد الوسيلة لتوسيع قاعدة اكتشاف حراس المرمى من الصغر، يجب أن ينزل المدربون إلى المدارس والشوارع والساحات الشعبية والقرى وانتقاء من يتوسمو فيه المهارة لحراسة المرمى، يجب أن يكون هناك حافز لمن يلعب فى هذا المركز، كما فعل اتحاد كرة اليد عندما اهتم باللاعبين ذوى الأطوال واللاعبين الذين يلعبون بأيدهم الشمال، لابد أن تكون هناك حلول والحمد لله مصر مليئة بالخبراء فى كرة القدم، ولابد أن يكون لديهم الكثير لتقديمه. يا جماعة مشكلة حراس المرمى سوف تطيح بفرصنا فى جميع المحافل الدولية مستقبلاً، وأيضاً فى حلمنا إلى الوصول إلى نهائيات كأس العالم. الحضرى لوحده مش كفاية. حارس المرمى يمثل نصف الفريق، ويعطى الفريق أمامه كله الثقة عندما يتألق لعلكم لاحظتم جميعاً أن المدافعين بتوعنا فى مباراتى البرازيل والجزائر كانوا غير موفقين على الإطلاق باستثناء سيد معوض، واتغيروا تماماً فى مباراة إيطاليا كانوا أسود، بالرغم من أن معظم لاعبى هذا الخط هم اللى جابوا بطولة أفريقيا 2006، 2008، وأصبح واضحاً ليه اتكشفوا فى مباراة الجزائر، والبرازيل طبعاً لأن الحضرى لم يكن فى مستواه. يا اتحاد الكرة ويا أندية الحقوا اعملوا حاجة فى موضوع حراس المرمى، ولا تجعلوا الفرحة تأخذنا ثم نستيقظ بعد ذلك ونبكى على اللبن المسكوب. ■ سمير زاهر بعد مباراة إيطاليبا تقلد أعلى وسام من أبنائه الأبطال بعد أن حكم عليه الحاقدون بالإعدام. ■ محمود طاهر راجل جميل ومحترم، أتمنى أن يستمر فى اتحاد الكرة، وألا يطفش من أعمالهم. ■ حسن شحاتة هو تعبير صادق عن المصرى الأصيل، ارفعوا أيديكم عنه حتى لو لم يفز بأى مباراة بعد ذلك، إنه سطَّر الكرة المصرية الحديثة. نلتقى الأسبوع القادم بإذن الله
