أن استعادة حلب تعتبر محطة هامة في مسار الحرب السورية .وتحرير ها من مقاتلي التنظيمات الإرهابية ¢داعش¢ ¢و جبهة فتح الشام "المعروفة سابقا بجبهة النصرة". و قوات المعارضةالمسلحة . كما يعد تحرير حلب انتصارا للنظام السوري وحلفائه روسياوإيران وضربه مدوية لواشنطن وحلفائها .ولقد استغل القيصر حادث اغتيال السفير الروسي بانقرة لتستمر خيوط اللعبه السورية معها وخصوصا بعدأن أصبحت تركيا ضعيفة بعد خروج المعارضة المسلحة التي كانت تقوم بدعمها من المواد البترولية السورية .وجاء اتفاق الهدنه الثلاثية بين روسياوإيرانوتركيا ومن اهم مبادئها وقف اطلاق النار ومحاربه الارهاب بما يتماشي مع مفهوم كل طرف من الأطراف الثلاثية وطموحاتهم . فبالنسبة لروسيا فهي تعتبر التنظيمات الارهابية ¢داعش¢ وجبهة فتح الشام ¢جبهه النصره سابقا . وبالنسبة لتركيا فهي تعتبر الجماعات الارهابية ¢داعش ¢ والاكراد.. لان الاكراد طموحاتهم هي اقامة دولة لهم بمساندة واشنطن وهو ما جعل تركيا تطالب بانشاء منطقة حظر جوي شمال سوريا لحماية نفسها وخصوصا بعد تفاقم العمليات الارهابية بها.. وتركيا تحاول ايضا الخروج من عزلتها الدولية وبهذه الهدنه الثلاثية سوف يحاول السلطان وقف طموحات الاكراد فهو لاينسي الحنين للدولة العثمانية وطموحاتها باتجاه مناطق الشمال السوري والعراقي تعتبر أن التفاهمات الجديدة قد تمكنها من مواصلة طموحاته من تذليل علاقات مع سوريا والتطبيع مع اسرائيل.. وإيران تلعب علي الورقة الشيعية وعلي تمسكها بحلمها في فتح ممر لها في اتجاه البحر المتوسط عبر العراقوسوريا ولبنان بدعم من حليفها الاستراتيجي حزب الله والذي تعتبره قوة إقليمية بالمنطقة .وربما تندرج التصريحات الإيرانية الأخيرة بشأن مواصلة بقائها في سوريا بصرف النظر عن مسار مفاوضات السلام الجديدة .وفي هذا السياق وقد يذهب الحد بإيران إلي ¢التضحية¢بوحدة سوريا والمطالبة ¢بتقسيم جغرافي¢ شيعي علوي علي جزء من التراب السوري لتجسيد حلمها طالما أن ذلك لا يثير حفيظة النظام السوري. ولكن مثل هذا المطمح قد يلاقي صدا قويا من أكثر من طرف محلي وإقليمي بالمنطقة وربما من أطراف دولية أولها روسيا.. كما تقلق تركيا من دعم إيران للجماعة الشيعية ¢حزب الله¢ التي تشارك في القتال إلي جانب دمشق.. وتطالب تركيا الجماعات المسلحة غير السورية ومن بينها حزب الله.يجب أن تغادر سورياوهذا لن يرضي إيران وهي داعم رئيسي لنظام الأسد. وروسيا قد تريد إشعار النظام السوري بأنها جادة في السعي إلي بلورة حل سياسي للقضية السورية وربما شعرت بالتوجس من عواقب انغماسها في مستنقع الحرب في سوريا بما يذكرها بالسيناريو الأفغاني وهي لاتحب اعادة هذه التجربة مرة أخري.كما أنها تحب أن تكون قوية عند الحديث علي المفاوضات فهي لم تتحدث عنها الا عند انتصارها في حلب وتحريرها من قوات المعارضة المسلحة وجبهه الشام النصرة سايقا ,التي تقوم بدعمها واشنظن وحلفائها.. وكما دعت فرنسا إلي استئناف محادثات السلام السورية في أسرع وقت ممكن تحت رعاية الأممالمتحدة. وشككت في خطط لعقد مباحثات تدعمها روسيا حول هذه القضية في كازاخستان. وفرنسوا هولاند يأمل أن تشمل المفاوضات جميع الأطراف المعنية بالملف السوري تحت مظلة الأممالمتحدة .وقبل عشرة أيام من محادثات الاستانة تحت إشراف موسكو وأنقرة.و في الإطار الذي حدد منذ 2012 في جنيف. مع مراعاة المعايير الموضوعية. ومن الملائم حضورجميع الأطراف المعنية بالقضية السورية باستثناء المجموعات الأرهابية والمتطرفة. ويحذر الرئيس الفرنسي هولاند عدم استبعاد أي طرف في المنطقة والتحدث إلي الجميع. بمن فيهم النظام والمقصود هنا روسيا .والغريب أن يصدر هذا التحذير مع اقتراب المفاوضات المقرر تنظيمها في 23 يناير الجاري في عاصمة كازاخستان بإشراف موسكو وأنقرة. فالدول الغربية تعلم أن روسيا مسكت بزمام الامور والمبادرة في سوريا وبالفعل تبوأت مسار عملية المفاوضات السلمية داعية إلي مفاوضات تمهيدية مفتوحة للأطراف السورية بما فيها المعارضة الغير مسلحة وبحضورالأطراف الإقليمية المعنيةبالقضية السورية منهم الأردن والسعودية ومصر في عاصمة كازاخستان علي أساس التقاء مصلحة سوريا ومصالح البلدان المعنية التي تجتمع مبدئيا علي ¢وجوب محاربة الإرهاب¢ .والمتابع للقضية السورية في أنتظار انطلاق مفاوضات كازاخستان القادمة خلال الاسبوع الاخير من الشهر الجاري باستانه في ظل اختلاف كبيرللمصالح والأجندات التي علي خلفيتها قامت الصراعات علي مدي ست سنوات.. ويبقي السؤال هل ستتم معالجة الأزمة السورية في ظل التقارب الثلاثي الروسي التركي الإيراني؟!!