عظيمة هي أرض مصر بتاريخها وشعبها الأصيل. فهم جزء من الأرض ورائحة التاريخ. ومذاق الاتحاد والوحدة. لقد حافظوا علي وحدة هذا التراب منذ أمد بعيد. وسالت دماؤهم مُسلمين وأقباطاً علي هذه الأرض الطيبة. لترفع علم الشموخ والانتصار علي مدي عقود وعهود طويلة زاخرة بأمجاد هذا الشعب. فوحدتنا هي أصل عراقتنا والتاريخ شاهد علي العصر. فمصر هي أول من عرفت الوحدة الوطنية. وكانت هي المسار والفلك الذي تبعته كافة الأمم. ويُعرف مفهوم الوحدة الوطنية بأنه اتحاد مجموعة من البشر في الدين والاقتصاد والاجتماع والتاريخ في مكان واحد وتحت راية حكم واحدة. وهذا ما يتميز به مجتمعنا وللَّه الحمد وهو من أهم الروابط التي تجمع سكان أي مجتمع من المجتمعات. فقد قال اللَّه جل وعلا: "واعتصموا بحبل اللَّه جميعاً ولا تفرقوا". ومن مقومات الوحدة الوطنية نشر المحبة والألفة بين أبناء الوطن. ونبذ العنف والشقاق والخلاف. ونشر لغة المحبة والتسامح والترابط والتكاتف. لأنها جزء مهم من قيمنا الوطنية. وهي من القيم التي يحتاجها أبناء مجتمعنا كباراً وصغاراً. كما أننا مطالبون بنشر لغة التسامح بيننا. وذلك لأن اللَّه بعثنا مبشرين وليس منفرين.. وأن شعارنا الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.. وأن ننشر لغة الحوار بيننا كأفراد وجماعات. وأن نُشعر أبناءنا بأن الوطن هو وطن الجميع. ذلك لأن من يعيش علي أرض هذا الوطن له الحق في المشاركة في بناء حضارته والمساهمة في التفاعل مع مجتمعه. وأن كل منا عليه واجبات وله حقوق.. وتعد مشاركة المواطن في تطوير وطنه والمحافظة علي استقراره وإنجازاته. ومحبته لأفراده ولقيادته مقوماً مهماً من مقومات وحدتنا الوطنية. وتتجلي وطنية المواطن من خلال حرصه علي أمن وطنه الفكري والاقتصادي والاجتماعي والزمني ودوره الكبير في نشر المحبة بين أفراد وطنه. كما تُعد حماية البناء الداخلي ممن يحاولون هدمه أو إعاقته واجب علي كل فرد.