بدء روسيا خفض قواتها المنتشرة ضمن العمليات في سوريا والتي كانت تقدم دعماً عسكرياً وجوياً لقوات الجيش السوري منذ سبتمبر 2015. لان تحرير حلب والتي استعادتها سوريا بالكامل في 22 ديسمبر 2016.. تعتبر ضربة قاضية للفصائل المعارضة من خلال الدعم اللوجستي الروسي الكامل مما أدي إلي خلق الظروف لتسوية سلمية للصراع في سوريا.. ويجب الا ننسي أن الجيش السوري سحق الجماعات الارهابية ¢داعش¢ والمعارضة المسلحة بحلب المدعومة من واشنطن وحلفائها فالجيش السوري قادر علي حسم الأمور في وقتها.. ولاتزال الهدنة صامدة في مرحلتها الحرجة. رغم الخروقات التي تخللتها وسوف تساعد علي زيادة هشاشة اتفاق وقف اطلاق النار وفي الوقت نفسه نري تهديد قوات المعارضة المسلحة بشكل واضح بتجميد هذه الهدنة. و بدأت الحرب الكلامية تشتعل بين إيرانوتركيا. حيث اتهم وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو نظام الرئيس السوري بشار الأسد وحليفته إيران وعناصر حزب الله اللبناني والميليشات الشيعية أنهم مسؤلون عن خروقات أتفاق وقف إطلاق النار في سوريا مما جعل نظيره الأيراني بهرام قاسمي يرد علي هذه الاتهامات قائلا إن التصريحات غير البناءة للمسئولين الأتراك سوف تؤدي فقط إلي المزيد من تعقيد الوضع أكثر وزيادة المشكلات في طريق الحل السياسي للأزمة السورية.. وأري فرنسا تتبع سياسة النعامة بسوريا علي الرغم أن سورياوفرنسا تواجهان العدو نفسه وهو محاربة الارهاب وجماعات المعارضة المسلحة.. وأجد تغيرات وتبدلات جديدة في المواقف الغربية. وموقف روسي حازم علي لسان الرئيس بوتين عندما قال لا يوجد مكان للقطب الواحد وسياسة القطب الواحد يجب أن تنتهي أوانها فالرد الروسي بات واضحا. والنفوذ الروسي والقطبية الروسية الجديدة باتت معروفة للجميع ولا تستطيع الولاياتالمتحدةالأمريكية ولا حلفاؤها مواجهة روسيا اليوم وما يريده الغرب ليست تهديدات لروسيا المبطنة بالدفاع عن روسيا إذا لزم الأمر. وقد يكون هذا الأمر محتمل من الناحية العسكرية لدي الغرب أيضأ. بينما ما يرعب امريكا والدول الغربية هو عزم روسيا لاخراج معاملاتها الدولية من التداول بالدولار وهو ما صرح به الرئيس الروسي بوتين فيما يتعلق بالدولار الأمريكي.. فالمعروف أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تحكم العالم بالدولار. وبالتالي إخراج المعاملات الصينية الروسية من التداول الدولي بالدولار سوف يؤدي إلي تحطم بنية الدولار الأمريكي وهذا ما يرعب الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها ويعجل بصورة سريعة من انهيار الاقتصاد الأمريكي الذي هو بالأساس يعاني من مشاكل منذ الخديعة الأمريكية الكبري بعد ضرب برجي التجارة العالمي بمانهاتن في أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 واستثمرت الإدارة الأمريكية خوف الأمريكيين وغضبهم من العملية التي ضربتهم في العمق بفقدان احساسهم بالأمان. وحدثت تغييرات كبيرة في السياسة الأمريكية بفعل إعلانها الحرب علي ¢الإرهاب¢ وأدت هذه التغييرات للحرب علي أفغانستان وتنظيم القاعدة وإسقاط نظام حكم طالبان والحرب علي العراق في عام 2003. وإسقاط نظام صدام حسين. ليأتي صعود تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بتنظيم ¢داعش¢.. فالتهديد الروسي لواشنطن أخطر بكثير من أي تحركات عسكرية. وأظن أن ذلك تهديد روسي صريح وواضح يكاد يشبه تهديد حرب نووية كما يقال. والجانب الآخر فيما يتعلق بتطورات المجموعات الإرهابية. ومنذ زمن ونحن نقول أن تلك المجموعات الإرهابية ليست طرفا سياسيا بل هي مجموعة وخليط كبير وكبير جدا من مجموعات إرهابية من قطاع الطرق. وهؤلاء المسلحون الإرهابيون لن يكون لهم مكان علي الأرض السورية فالأمور باتت محسومة والجيش السوري قادر علي حسم تلك المعركة بسهولة ويسر. والطرف الايراني يتحدث عن دعمه العسكري لسوريا بالميليشات في حربها ضد الارهاب وخصوصا في حربها علي حلب وباقي المناطق السورية ويؤكد أن مشاركة روسيا هي الغطاء الجوي في محاولة من الطرف الايراني لتقليل من الدور الروسي في انتصارات حلب مما جعل روسيا تقلق من الجانب الايراني.. وهذا ما جعل روسيا تضم تركيا كشريك في اللعبة السورية. ولايمكن نسيان لاعب آخر في سوريا وهو اسرائيل علي الخط أيضا. ربما فيما يتعلق بتقديم دعم لوجستي للمجموعات المسلحة عبر منافذ مختلفة علي خط وقف إطلاق النار أو عبر الأردن مباشرة.. وهنا أطرح مجموعة تساؤلات في حاجة إلي إجابات عليها هل اتفاق الهدنة يخفي تقسيم سوريا بما يتماشي مع مصالح الدول المهيمنة روسياوإيرانوتركيا؟!! أم أن الاتفاق يهدف بالأساس إلي تسوية دبلوماسية بحق !!. ويبقي السؤال هل تسعي مختلف الأطراف إلي تقسيم ما تبقي من سوريا.؟!!