* رحل ضابط الثقافة السينمائية والمجتهد والذي صنع للسينما الكثير جداً. رحل أحمد الحضري الكاتب والمؤرخ والناقد وصاحب المشروع الأهم لنشر ثقافة السينما في مصر منذ الستينات. ومن خلاله. عرفنا الكثير من المؤلفات التي ترجمها عن الإنجليزية لأهم ما كُتب عن هذا الفن من كتاب أوربيين وأمريكيين وروس. ومن خلاله أيضاً قرأنا كتاباته المهمة عن تاريخ السينما المصرية منذ بداياتها. ومن خلاله حقق "نادي السينما" بالقاهرة نجاحه الكبير ليصبح المصدر الأول لعشاق السينما في متابعة أهم الأفلام في العالم. أيضاً كانت له إسهامات كبيرة في استمرار ونجاح "جمعية الفيلم" التي لا تزال مستمرة حتي اليوم كرافد مهم للثقافة في مصر. كان أحمد الحضري علماً في اجتهاده وجهده. في التزامه واستمراره في الدفاع عن السينما التي أحبها منذ بداية شبابه ثم تفرغ لها. وحين رأيته للمرة الأخيرة يتحدث في الصالون الثقافي الذي تقيمه الناقدة والباحثة السينمائية الأستاذة فريدة مرعي منذ شهرين. كان صوته خافتاً بسبب المرض. لكن ذاكرته عالية لم تفقد قوتها ولا محبتها للفن السابع ودفاعها عنه. ومنذ فترة عام طالب بعض السينمائيين والنقاد بحصول الحضري علي تقدير الدولة واليوم علي الدولة المصرية أن تقدم تحياتها لهذا المثقف الكبير وصانع الثقافة وراعيها لدي أجيال من المصريين الذين ما يزالون يحبون هذا الفن العظيم وتبدو قوته. ومن جهة أخري. فإنه علي هؤلاء المحبين للسينما محاولة استعادة ما قام به الحضري واستعادة "نادي السينما" من جديد. بعد توقفه وتوقف إشعاعه الثقافي الكبير لا في وقت شدة الاحتياج إليه. وإلي عروضه والتكاتف من أجل استعادة انتشار ثقافة السينما في مصر رحم الله أحمد الحضري المفكر والكاتب والمختص لثقافة السينما في مصر. كيف يفكرون فينا في العام الجديد * جاءت رأس السنة علي الفضائيات المصرية فاكتشفنا مدي فقرها في الأفكار برغم أن المال متوفر لديها. لم يكن المطلوب هو استرجاع تغطيات العام الراحل فقط وتقديم موجز عما قدم بالفعل.. ولكن الإشارة إلي ما لم يقدم. وتقديم "برنامج عمل" للمشاهد عن أفكار وآمال وجهد سوف يبذل في العام الجديد حتي ينتقل الإعلام المرئي بنا نقلة أفضل. ويضعنا في موقف أفضل فيما يخص معرفتنا ببلدنا ولا تصبح حركته مجرد رد فعل للأحداث. التي تزعجنا أغلبيتها. نعم مطلوب من قنوات التليفزيون. العامة والخاصة. أن تنقل الأحداث وأن تقوم بواجبها الإخباري. لكن هناك الواجب المعرفي أيضاً. والذي ينتفي فيها تقديم "الصورة الكاملة" لما يحدث في مصرو خاصة إذا كان مرتبطاً ببعضه البعض. ومؤثراً علي الجميع. ولدينا عشرات الأمثلة مثل أزمات الغذاء. كالسكر والأرز وغيرها. والسيول. وموجة البرد الشديد. والقمح وحتي مهرجانات السينما والمسابقات التي تقيمها وزارات الشباب والثقافة ومؤسساتها فما نعرفه عن كل هذا هو ما يحدث في القاهرة مع استثناءات قليلة مثل الذهاب إلي "رأس غارب" بعد أن دمرتها السيول وللأسف لدينا إلي جانب الشبكات الخاصة شبكة مهمتها هي نقل ما يحدث في كل مكان من مصر هي شبكة "المحروسة" الإقليمية التي تتبع اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري ومصيرها كان مجهولاً منذ ما قبل إلغاء الاتحاد وبعد الموافقة علي قوانين الإعلام الجديدة. ومازال مجهولاً. هل من الصعب. أو المستحيل. أن تقوم هذه القنوات التي تعمل في المحافظات البعيدة بعملها في تقديم ما يحدث خارج القاهرة بأمانة وموضوعية ليشعر جميع المشاهدين بالفعل أنهم مواطنون من الدرجة الأولي؟ ولماذا لا تعمل هذه القنوات في اطار استقلال ذاتي ونتعاون مع كل القنوات المصرية. العامة والخاصة في خدمة المشاهد بدلا من العبء الكبير لإنشاء مكاتب وشراء أجهزة وجيش من العاملين لكل قناة علي حدة.. أتمني الا تكون قوانين الاعلام الجديدة قد تناسب "قنوات المحروسة" واعتبرتها خارج المجال أو قررت نقل تبعيتها للمحافظات نفسها وبالتالي تصبح أبواقا للمحافظين وكبار المسئولين وأتمني لو تذكر المسئولون عن قنوات الاعلام المرئي في العاصمة ان نقل نبض الشارع المصري في كل المحافظات هو جزء مقدس من مهامهم واتمني ان تأخذهم الغيرة من القنوات الأجنبية التي تتوغل في هذا الشارع ببرامج أسبوعية عن هموم وقضايا المواطن المصري.. فمصر ليست بعض أحياء القاهرة أو وسط البلد.. فقط. نجوم.. غير النجوم * في رأس السنة. توقعت أنا وغيري القليل من البهجة والمتعة من خلال الفن والثقافة التي نحبها. توقعنا مختارات من الغناء الجميل الذي قدمه التليفزيون المصري أثناء مهرجان الموسيقي العربية في نوفمبر الماضي. وتوقعنا ان نري سهرات مبتكرة وحوارات مهمة لكننا لم نتوقع ان نقضي ساعات طويلة مع قراءة الطالع من كتاب أخذت مؤلفته تقلب فيه أمامنا وفقرات أخري نص نص. لمغنية تغني أغانينا الشعبية وشابة تقلد فنانينا. كان البرنامج مستوردا بالكامل من لبنان الشقيق. لكنه لم يقدم أفضل ما في الفن اللبناني الجميل وحاول عمرو أديب ايهامنا بأنها سهرة حلوة تستحق ما دفع فيها من أموال ولكن ليست كل الأفكار مهمة أو تليق بجمهور كبير حاول هو عبر قدومه إلي قناة "أون" في ثوبها الجديد جمعه. نعم من حقه أن يزهو بالحوار مع رونالدو نجم العالم في كرة القدم فهو غير مسبوق. ولكن لا ينخفض بسقف التوقعات إلي سهرة الأبراج. أيضا قدمت سي بي سي عبر برنامج لميس الحديدي نجوم المسلسلات التي استضافتهم من قبل بعد رمضان فأين الجديد وهل تغيير الديكور يعني للمشاهد الكثير في اطار حوارات مكررة؟ ربما كان البرنامج الأهم في هذا المساء هو "ليالي البلد" علي شاشة صدي البلد في فقرة استضاف فيها معلق الكرة شوبير ثلاثة من أبطال مصر في لعبات أخري هم كريم عبدالجواد بطل العالم في الاسكواش ومحمد ايهاب وهداية ملاك اللذان حصلا علي المركز الثالث علي العالم في رياضات رفع الاثقال والتايكوندو في دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة بالبرازيل. هؤلاء الأبطال بيضوا وجه السهرة حقا وأضافوا إليها بما تحدثوا فيه من افكار وقضايا عديدة تخص انجازاتهم. ما قبلها وما بعدها. ودور الأهل والمدربين والدولة في دعمهم منذ البداية وحتي بعد تحقيق الانجازات وحيث يتركون بلا رعاية أو دعم غالبا.. احتاج الحوار معهم لوقت اطول لكن الزمن الأطول كان مخصصا لحوار أحمد موسي مع محمد رمضان وهو حوار التزم فيه مقدم البرنامج بالاسئلة المعدة وحاول فيه الضيف أن يتفلسف من خلال كلمات كالحكم مثل "الوعي قبل السعي" و"الوعي قبل النقد" لكن أفضل ما قدمه الحوار حقا كان وصف رمضان لأيام الشقاء التي عاشها في البداية وهو يبحث عن فرصة لاقناع أي منتج أو مخرج أو ممثل باعطائه الفرصة وسماعه وهو يقلد النجوم أو ممثل مشهورا.. ولو أدرك الكثيرون من عشاق الافلام والنجوم ان المسألة تحتاج لجهد كبير ومثابرة وتقبل الرفض في البداية حتي يصل الممثل إلي الشاشة ويصبح قادرا علي اختيار الأدوار والتمثيل كما يحب.. واقناع الجمهور بأنه هو ذلك الشخص الذي يبكيهم أو يضحكهم ويضعهم في الموقف الذي يريده من خلال الدور والأداء.. لو عرف الكثير من هذا لما تحولت بعض الأعمال الدرامية إلي أساطير بدون استحقاق.