كل عام وأنتم بخير.. بعد غد نستقبل أول أيام العام الجديد 2017 وكعادتنا في بدايته ندعو الله أن يكون عاماً سعيداً ويعم مصر الأمن ويعيش شعبها في رخاء بعد المعاناة في العام الماضي ولن يتحقق هذا إلا بالعمل والانتاج. وعلينا أن نوقظ ضمائرنا من سباتها العميق لنتمكن من تغيير واقعنا المر إلي مستقبل أفضل وليعلم كل من قتل ضميره أنه سيخسر آخرته لأنه لن يأخذ معه حين وفاته سوي عمله وسيلقي الجزاء العادل عليه من الله تعالي في يوم الحساب. وإذا كان النجمان أحمد راتب وزبيدة ثروت قد تركا دنيانا قبل أسبوعين وأخذ كل منهما عمله. فأعتقد ان ما قدماه من أعمال فنية هي علامات في تاريخ الفن ومصدر متعة وسعادة للجمهور لأنها استمدت من الواقع وكانت الشخصيات التي مثلاها بالفعل من بيننا. وقد قبلا تقديمها لتكون للجمهور إما مثالا يحتذي أو نموذجاً سيئاً ليبتعدوا عن أفعاله الشريرة وإذا كانا قد رحلا معا فإن فنهما باق خالد. وأعود إلي ملكة الرومانسية "زبيدة ثروت" التي دخلت إلي عالم السينما من باب الجمال بعد فوزها في مسابقة مجلة "الجيل" لأجمل وجه وتفردها بأجمل عيون. وكانت ملامحها البريئة وصوتها الهاديء سبباً في بطولتها لفيلم "الملاك الصغير" في دور فتاة يتيمة تحب أسرتها وكل من حولها وتحاول اسعادهم وترفض الخروج من بيتها لأنها تعرف ان في خروجها موتها وتموت بالفعل حينما تخرج منه. وأمام العملاق حسين رياض تحظي بحنانه ثم قسوته الأبوية في فيلم "بنت 17" فتجيد التعبير عن نفسية الفتاة المراهقة التي تتطلع إلي الحرية والحب مع طاعة الأوامر ثم في أوقات الصراع بينهما ثم تعيش قصة حب رومانسية في فيلم "يوم من عمري" مع الصحفي المبتديء "صلاح" حتي انها من صدق ما عاشت مشاعر شخصية "نادية" خرجت من الفيلم وهي تحب عبدالحليم حافظ بالفعل. ويتقدم العندليب لوالدها ليزوجها له. لكنه يرفض أن يكون زوج ابنته مطرباً. ولكن حبها للعندليب يعيش في قلبها حتي وفاتها. ثم تقدم زبيدة قصة حب أخري مع عمر الشريف في فيلم "في بيتنا رجل" وكأن قدرها أن تقع دائماً في الحب لبعض الوقت. ثم تتعمق براءتها وشغب الحب أمام خداع طالب الطب "كمال الشناوي" في فيلم "عاشت للحب" الذي يتركها تحمل وحدها خطيئتها ثم يعود إليها نادما. وكما غني لها عبدالحليم "بأمر الحب" فإن الفنان الكبير فريد الاطرش غني لها "زمان يا حب" لتنتهي قصة حبهما في الفيلم الذي يحمل نفس الاسم بسبب فارق السن كما تعبر زبيدة عن مشاعر الزوجة الغافلة التي خانتها صديقتها مع زوجها في فيلم "الحب الضائع" بطولة رشدي أباظة وسعاد حسني. وهكذا كانت زبيدة في كل أفلامها الرومانسية مزيجاً من المشاعر والأحاسيس العاطفية وقد اعتزلت السينما في عام 1974 بعد فيلم "الاحضان الدافئة" ولكنها عادت إلي المسرح في بداية الثمانينيات فشاركت في مسرحيات كوميدية من أشهرها مسرحية "20 فرخة وديك" و"عائلة سعيدة جدا" بطولة أمين الهنيدي وتأليف وإخراج السيد بدير وقد اسعدني الحظ بلقائها في هذه المسرحية وكانت تنشر البهجة والمرح في الكواليس وقد اعتزلت بعدها التمثيل في 1985 لتعيش بعيدا عن الأضواء مع بناتها الاربعة واحفادها الصغار. وبرغم غيابها الطويل عن الجمهور المحب لها. فإنهم لم ينسوها ووقفوا أمام مسجد السيدة نفيسة يودعونها حاملين لافتات عليها أسماء أهم أفلامها ويدعون لها بالرحمة ونحن ايضا ندعو لها وللفنان الصادق أحمد راتب بالرحمة والمغفرة وأن يكون عام 2017 عام خير وسلام.