عند خروجه إلي المعاش التف حوله الجميع لتقديم التهاني لبلوغه سن المعاش وبداية حياة جديده وكما يقولون ¢الحياة تبدأ بعد الستين¢ ولا يدرون ماذا كان يخبيء له الزمن تحت عباءته السوداء ؟ وكيف كشرت الدنيا له عن انيابها ؟وهذا ما سنعرفه من محمد عبد الوهاب نويصر من ابناء محافظة بور سعيد. يقول في بداية رسالتي لم اكن اتخيل يوماً بأنني سوف اكتب مثل هذه الرسالة ولكن غدر الزمان جعلني اقدم علي هذه الخطوة حيث كنت اعمل عاملاً بسيطاً في احدي الشركات وكنت اتقاضي راتباً بسيطاً يكفي بالكاد مصاريف الحياة اليومية لآنني اعول اسرة كبيرة العدد تتكون من 7 افراد وكانت حياتي تسير بشكل هاديء وبسيط وكثيراً ما كانت تتعثر بنا الأيام ولكنها كانت سرعان ما تزول وتنفك الأزمة.. عند خروجي إلي المعاش حصلت علي مكافأة نهاية الخدمة وكثرت امالي بهذا المبلغ الذي وضعت به شقي عمري وسنوات خدمة طويله. اضاف بعد خروجي علي المعاش بعدة شهور اصيبت ابنتي الكبري صابرين التي تبلغ من العمر 19 عاماً بتشنجات واغماء متكرر مما جعلني اسرع لعرضها علي اطباء متخصصين وبعد الفحوصات والأشعات تبين بأنها تعاني من حالة صرع كبري وتحتاج إلي رعاية طبية خاصة وعلاج طويل المدي وطفت بها عند جميع المستشفيات وكان نفس التشخيص يتكبدني علاجها مبالغ مالية كبيرة وصرفت عليها كل ما املك علي امل ان يتم الله شفاءها.. اتجرع كوؤس الآلم كلما رأيتها تتألم وانا اقف مكتوفي الأيدي لا استطيع عمل اي شيء.. علماً بأنني لا استطيع تلبية إحتياجات الأسرة لآنني احصل علي معاش ضئيل يكفي بالكاد علاج صابرين ولآن المصائب لا تأتي فراده اصبت بعدة امراض يكاد الواحد منه يفتك بي حيث اصيبت بفيروس C وتليف بالكبد وتضخم بالطحال مع ارتفاع نسبة الصفراء بالدم مما جعلني طريح الفراش اتحرك بصعوبة بالغه واولادي مازالوا يدرسون في مراحل تعليمية مختلفة. وأضاف مستطردا: حالتي الصحية تخور يوماً بعد يوم لآنني توقفت عن العلاج من اجل ابنتي.. علماً بأن التأمين لا يصرف لي إلا القليل من العلاج وباقي العلاج علي نفقتي الخاصه. ومن تحمل همومنا وتساعدنا في تلبية احتياجاتنا هي زوجتي ولكنها مريضه ومسنة ولا تقوي علي العمل وفكرت بعمل اي شيء يساعدني علي مصاريف العلاج وظروفنا الأسرية الصعبة وهي عمل فاترينة صغيره بجوار سكني الكائن في شارع 6 اكتوبر رقم 5 خلف مستودع الأدوية وبالفعل قام اهل الخير بتقديم الأوراق المطلوبة ولكن وكما تعودنا لم ينظر لطلبي احد ولم اجد لي استجابة.. ظروفي اصبحت صعبة للغاية فهل اجد من يمد لي يد العون ويساعدني.. والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه..و انطلاقاً من هذا التوجه الاسلامي الكريم الذي يحث المؤمنين علي مساعدة اخوانهم وتفريج كروبهم واغاثة الملهوف منهم. اتوجه الي اللواء مجدي نصر الدين محافظ بور سعيد بسرعة التدخل واصدار اوامره بالموافقة علي منحي فاترينة تساعدني علي ظروفي الصعبة رحمة بي وبعد ان ضاقت عليّ الدنيا بما رحبت. وادارت لي الايام ظهرها. حيث انني رب اسرة ولديّ لظروفي المادية الصعبة والديون المتراكمة التي ارهقت كاهلي عجزت عن الوفاء بالتزامات اسرتي لدرجة انني لم استطع توفير ثمن علبة الدواء لإبنتي. فما بالكم بما تحتاجه الاسرة والابناء من نفقات والتزامات يومية.