يدعو السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه الحكم وحتي الآن إلي تطوير المنظومة التعليمية والتربوية والأخلاق والانتماء للأسرة والوطن كوسيلة مهمة وحيوية لتطوير مصر من خلال تربية وتأهيل أجيال شبابية ذات صفات علمية وتربوية واجتماعية واقتصادية متميزة. ولكن بالنظر للتدهور المستمر في العلاقة بين المعلم والطالب في جميع مراحل التعليم وحتي بعد الجامعي ودارسي الماجستير والدكتوراه. نلاحظ تفشي العديد من السلبيات المؤثرة علي كفاءة وحب الطالب المصري للمنظومة التعليمية. كيف نوافق علي قيام العديد من المدارس بالقاهرة الكبري بمعاقبة الطالب المتأخر بعدة دقائق بعدم دخول الفصل طوال اليوم وكلنا نعرف الظروف ومفاجآت المواصلات والزحام ومعوقات الطرق داخل العاصمة خاصة بمداخل ومخارج مدينة نصر ومصر الجديدة وقيام الأب أو الأم بالمشاركة في توصيل أبنائهم في طريقهم للعمل. وتؤدي هذه الإجراءات لنشر الكراهية بين الطالب والمعلم والمدرسة وانخفاض انتمائه للمنظومة التعليمية وزيادة مستوي الاكتئاب للطالب المتفوق علمياً وسعادة الطالب غير المتفوق ويكون الخاسر هو الطالب والعائلة والدولة. ولقد حدث ذلك مع حفيدتي بإحدي المدارس بمدينة نصر. وأري امكانية تنفيذ عقوبات إيجابية وليست سلبية مثل تكليف الطالب المتأخر بإجراء درسات محددة من خلال الاطلاع علي الإنترنت في موضوعات ثقافية أو تاريخية أو علمية تعود بالفائدة علي الطالب وباقي طلبة الفصل. وكيف نوافق علي تزايد أسلوب النهر والتحقير من المدرس تجاه الطالب وعدم الاهتمام بالعملية التربوية. وكيف نوافق علي منع الطالب للتوجه لدورة المياه حتي ولو خلال الفصل التعليمي ووصوله للتبول علي نفسه خاصة لأطفال الابتدائي. وكيف نوافق علي قيام المدرس بشرب السجائر أمام الطلبة وهو قدوتهم المثالية. وكيف نوافق علي إظهار المدرس لبعض السلبيات الاقتصادية وتضخيمها مما يزيد من عدم انتماء الطالب للدولة والشعب. وكيف نوافق علي عدم تشجيع المعلم للطالب في الاتجاهات الثقافية والرياضية والفنية وهي مفتاح تطوير شخصية الطالب. وللأسف تحولت العملية التعليمية إلي وحدات اقتصادية هادفة للربح المادي وانخفاض الاهتمام بالعملية التربوية وتعميق مباديء الحب والتسامح بين الطلبة أنفسهم. ونري أهمية قيام المدرس بحل جميع المشاكل وسوء التفاهم الذي يحدث بين الطلبة في الفصل لعدم تعميقها وتقليل تدخل الأسرة في حلها بأسلوب غير تربوي. وبالنظر إلي التعليم الثانوي خاصة التعليم الفني نري أهمية دور المدرس والمدرسة والمديرة وكل المسئولين بالمنظومة التعليمية علي التعامل الراقي والحازم تجاه الطلبة وتشجيعهم علي الابتكار والتدين والتمسك بالأخلاق وبث روح التسامح والحب وتعظيم دور القدوة الحسنة للمدرس تجاه الطلبة. والخطر الداهم الذي يواجه الأجيال الحالية هو المستوي المتدني للحضانات داخل مصر من حيث الموقع والنظافة والبيئة الصحية والمستوي المتدني للمربيات المتواجدات بالحضانات والحقد المترسخ داخلهم تجاه العائلات التي تضع أولادهم بالحضانات حتي تستطيع الأم الاستمرار في العمل كوسيلة مهمة لاستمرار توافر التمويل الشهري لمواجهة موجات الارتفاع المستمر في أسعار كل المنتجات والخدمات والتضخم العالي جداً الذي وصل لأكثر من 20%. ونري أهمية تشجيع الخريجين علي استكمال تعليمهم من خلال دراسات الدبلومات والماجستير والدكتوراه. ولكن ظهرت خلال الفترة الحالية تزايد مستوي النهر والتحقير للدارس من أستاذة خاصة في الكليات العلمية التطبيقية مما يؤدي إلي معيشة الدارس وربما يكون متزوج ويعول أولاد في حالة قلق مستمر وشعوره بالضعف أمام زوجته وأولاده وعائلته. ولذلك أري أهمية احتضان الأستاذ للدارس ومعاملته معاملة كريمة وأبوية أو أخوية مع الحزم والصرامة في التعامل العلمي للوصول إلي المستوي العلمي العالي المنشود لأجيالنا الحالية والمساعدة علي إحداث نمو علمي اقتصادي بمستوي لائق ومتميز لدولتنا المدنية الحديثة.