توقفت امس عمليات إجلاء المدنيين والمسلحين من مناطق شرق مدينة حلب التي جاءت بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين فصائل المعارضة السورية وقوات النظام برعاية روسية. تضاربت الأنباء حول سبب التعليق حيث ذكرت مصادر سورية ان مسلحي المعارضة المغادرين حاولوا اقتياد سجناء معهم وهو ما يعد خرقا للاتفاق فيما ذكرت مصادر محلية اخري أن ميليشيات إيرانية قصفت معابر تمر منها حافلات الإجلاء مضيفة أن الميليشيات قطعت طريق "الراموسة" الذي تمر منه الحافلات وطالبت بأن تشمل عمليات الإجلاء سكان بلدتي كفريا والفوعة اللتين تحاصرهما فصائل معارضة ومتشددة. في الاثناء أعلنت المعارضة السورية حالة التأهب القصوي بعد احتجاز الميليشيات الإيرانية نحو 800 مدني كرهائن خلال عملية إجلائهم. كانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت مغادرة اكثر من 6 آلاف شخص شرق حلب خلال 48 ساعة بينهم 3 آلاف من مسلحي المعارضة. وقال مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلي سوريا ستيفان دي ميستورا إن نحو 50 ألف شخص ما زالوا في الجزء الخاضع للمعارضة في حلب منهم نحو 10 آلاف شخص سيتم إجلاؤهم إلي محافظة إدلب القريبة وسيتم نقل الباقين إلي أحياء بالمدينة خاضعة لسيطرة الحكومة. وأعرب المبعوث الدولي عن قلقه من تحول مدينة إدلب التي سيلجأ إليها مسلحو المعارضة وعائلاتهم. إلي حلب أخري علي حد تعبيره. من جانبها أعربت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا إليزابيث هوف عن أملها في أن يكون تعليق عمليات إجلاء المدنيين والمعارضة من شرق مدينة حلب هو أمر مؤقت ويتم استئناف الإجلاء في أقرب وقت. في سياق متصل قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إن موسكو ستواصل المحادثات من أجل وقف إطلاق النار علي كل الاراضي السورية. وصرح بوتن في مؤتمر صحفي خلال زيارة لليابان أنه اتفق مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علي إجراء محادثات سلام بشأن سوريا في مدينة آستانة عاصمة كازاخستان. أكد مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية التركي أن المعارضة السورية والحكومة سيشاركان في محادثات كازخستان لتكون مكملة لمفاوضات جنيف برعاية الأممالمتحدة وليست بديلة عنها. في تطور لاحق تعتزم تركيا إنشاء مخيم للنازحين من حلب داخل الأراضي السورية قرب الحدود التركية السورية يمكنه استيعاب ما يصل إلي 80 ألف نازح. ودعت المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر إلي اجتماع عربي طارئ لبحث المساعدة الإنسانية والأوضاع في مدينة حلب السورية. وناشدت المنظمة المجتمع الدولي خاصة مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة التحرك السريع والفوري وحقن دماء الأبرياء ومساعدة سكان حلب.