أثارت إحدي توصيات ورشة تطوير التعليم الفني الذي أقامته وزارة التربية والتعليم حول إنشاء تخصص "للحلاقة" العديد من ردود الفعل المتباينة بين فئات المجتمع حول أهمية هذا التخصص ومدي احتياج سوق العمل له.. وثار جدل واسع بين الأوساط التعليمية مستنكرين وجود هذا التخصص وأشار البعض الآخر إلي أن هذا التخصص يدرس حاليا في مدارس التعليم الفني في الإسكندرية بمدرسة رشدي الصناعية الزخرفية تحت مسمي التجميل والعلاج الطبيعي مطالبين بتطوير هذا التخصص حتي يشمل تصفيف شعر الرجال. "الجمهورية" رصدت آراء معلمي وخبراء التعليم الفني حول تلك المسألة حيث أكدوا أن هذه التخصصات مطلوبة وفي سوق العمل حيث دعا الخبراء ومعلمون التعليم الفني الوزارة والمسئولين عن قطاع التعليم الفني إلي سرعة إدخال تخصصات جديدة تلبي حاجات المجتمع واحتياجات أسواق العمل باعتبارها بوابة الاقتصاد للتميز ولتوفير فرص عمل حقيقة للشباب. أكد الخبراء أن وزارة الصناعة والقطاع الخاص في مصر لديه من الكوادر القادرين علي تدريب المعلمين وتحديد المهارات المطلوبة لكل تخصص مطالبين بإنشاء تخصصات في مجال حفر الأنفاق والطباعة والإعلان والطاقة المتجددة والنووية وصيانة الأجهزة الطبية علاوة تخصصات فنية تحيي المهن التراثية سواء النسيج أو صناعة الفخار. في البداية دعا حمدي السيد مدير إدارة الوراق التعليمية إلي إعادة خريطة توزيع المدارس الصناعية في مختلف محافظات الجمهورية وضرب مثالا بمحافظة دمياط التي يستلزمها مدرسة صناعية للصناعات الخشبية وتدوير الأخشاب وقسم صناعة الماكينات لهذه الصناعات.. أما منطقة مثل الدقي فهي تحتاج لفنادق وقسم لصيانة أجهزة التكييفات بمعني أننا نختار تخصصات المدارس الفنية وحسب البيئة المحيطة بها مشيرا إلي أن المدارس الصناعية لديها رأس مال ثابت لا يعمل لخدمة البيئة فلماذا نقوم بتوأمة مع المصانع لاستغلال إمكانيات الورش لتكون خط من خطوط الإنتاج حتي لا تكون مهجورة ومعطلة؟! أضاف أن هناك مدارس مثل إمبابة الصناعية يمكن أن تخدم 3 أحياء هي إمبابة والعجوزة والدقي حيث تتحمل أي عمل في الكهرباء وإنشاء أسوار والحدائق ولابد من تدعيمها وإعفائها أو تقليل الضرائب علي الخامات مع إقامة معارض سنوية للتعليم الصناعي والفندقي والزراعي. وبالنسبة للزي المدرسي لماذا لا نستغل أقسام الملابس الجاهزة وماكينات الخياطة في هذه المدارس وتقوم بتوزيعه علي الطلاب بسعر منخفض وهناك مدارس عبارة عن مصانع مهجورة وأقسام مثل السيارات من الممكن التعاون فيها مع مراكز الصيانة المشهورة ومدارس الطباعة التي يتدرب فيها الطلاب لطباعة الكتب. تمارين نافعة قال عماد الشيخ مدرس تشكيل ولحام إن لدينا جميع الصناعات ولابد من الاستفادة من الموجود فيها مع استحداث تخصصات أخري تفرضها التطورات التكنولوجية مشيرا إلي أن هناك صناعات وحرف في طريقها إلي الانقراض منها الأرابيسك. أضاف إمكانية استغلال مدارس التعليم الفني في خدمة جميع المصالح الحكومية بأمر إداري باطل بالمستشفيات والإدارات بدلا من الاحتياج للقطاع الخاص مع إعفاء الحكومة للمدارس من 15% زيادة ضريبة ودمغات لتحويل التعليم الفني لمنتج يفيد المجتمع والطالب. بالنسبة للضجة التي ثارت حول قسم للحلاقة والكوافير قال إن هناك قسم تجميل للبنات ولكنه لا يوجد حلاقة رجال وقال عاطف بدر معلم أول كهرباء بمدرسة التحرير ببورسعيد إن وزارة الصناعة والقطاع الخاص في مصر يمتلك من الكوادر ما يكفي لإنشاء تخصصات تعليمية مهنية مطلوبة في سوق العمل كتخريج طلاب متخصصين في حفر الأنفاق التي يحتاجها سوق العمل المصري بشدة في ضوء حفر أنفاق أسفل قناة السويس وحفر أنفاق لخطوط المترو الجديدة كما حدث مع تخصص اللوجستيات الذي تتم افتتاحه مؤخر في محافظة بورسعيد لخدمة الشركات العالمية في قناة السويس وفي منطقة شرق التفريعة ببورسعيد. أما بخصوص مهنة "الحلاقة" فكشف بدر أن المهنة موجودة منذ الخمسينات في مدارس الفنية في الإسكندرية تحت مسمي التجميل والعلاج الطبيعي.. قائلا إن المهنة مطلوبة بشدة للرجال في الوقت الحالي.. موضحا أن تحويلها لتخصص تعليمي من شأنه تدريب الخريجين علي قواعد السلامة الصحية وتقليل من مدي انتشار الأمراض.