إجراء المقابلات الشخصية ل44 من المتقدمين لشغل وظائف مدير عام بالقاهرة (تفاصيل)    «تعليم كفر الشيخ»: غرفة العمليات لم تتلق أي شكاوى في أول امتحانات الفصل الدراسي الثاني    انخفاض في أسعار مواد البناء اليوم الأربعاء 8 مايو 2024 في جميع المصانع    متابعة لمشروعات حياة كريمة بقرى ديرمواس في المنيا    «المصرية للمعارض» تدعو الشركات للمشاركة في معرض طرابلس الدولي في الفترة من 15 - 21مايو    العثور على مقبرة جماعية جديدة بمجمع الشفاء.. وانتشال 49 شهيدًا    توخيل: من المستبعد التواجد في بايرن الموسم القادم.. وأحب الدوري الإنجليزي    غرامة مالية وترحيل.. ننشر موعد تطبيق عقوبة مخالفة تعليمات الحج 1445    تعرف على التحويلات المرورية لشارع ذاكر حسين بمدينة نصر    لا تكذب على برج العقرب.. 4 أبراج لديها موهبة قراءة أفكار الآخرين (تعرف عليهم)    فرقة الحرملك تحيي حفلًا على خشبة المسرح المكشوف بالأوبرا الجمعة    «8 أفعال عليك تجنبها».. «الإفتاء» توضح محظورات الإحرام لحجاج بيت الله    «صحة المنيا»: كشف وعلاج مجاني 10 آلاف مواطن في 8 قوافل طبية    هايد بارك العقارية للتطوير تطرح Lagoon Town على لاجون بمساحة 22 ألف متر مربع بمشروع Seashore رأس الحكمة    روسيا تؤكد ضرب مواقع عسكرية وشبكة الطاقة الأوكرانية "ردا" على هجمات كييف    تأجيل محاكمة متهم ب"أحداث وسط البلد" إلى 22 يونيو المقبل    خان شقيقه بمعاشرة زوجته ثم أنهى حياته بمساعدتها في كفر الشيخ    رئيس قطاع التكافل ببنك ناصر: حصة الاقتصاد الأخضر السوقية الربحية 6 تريليونات دولار حاليا    رئيس نادي خيتافي يكشف مصير ميسون جرينوود في الموسم المقبل    أخبار الأهلي : اليوم ..حفل تأبين العامري فاروق بالأهلي بحضور كبار مسؤولي الرياضة    أفضل دعاء للأبناء بالنجاح والتوفيق في الامتحانات.. رددها دائما    مسؤول إسرائيلي: لا نرى أي مؤشرات على تحقيق انفراج في محادثات الهدنة في غزة    صادرات السيارات بكوريا الجنوبية تقفز 10.3% خلال أبريل الماضي    مرصد الأزهر: استمرار تواجد 10 آلاف من مقاتلي داعش بين سوريا والعراق    ذكرى وفاة فارس السينما.. محطات فنية في حياة أحمد مظهر    بعد حلف اليمين الدستوري.. الصين تهنئ بوتين بتنصيبه رئيسا لروسيا للمرة الخامسة    الزمالك يكشف مفاجآت في قضية خالد بوطيب وإيقاف القيد    تعمد الكذب.. الإفتاء: اليمين الغموس ليس له كفارة إلا التوبة والندم والاستغفار    تعذيب حتى الموت| قرار جديد بشأن المتهم بإنهاء حياة صغيرة السلام    صحة المنيا تقدم الخدمات العلاجية ل10 آلاف مواطن فى 8 قوافل طبية    وزير الخارجية الإيراني: طهران والقاهرة تتجهان نحو إعادة علاقاتهما الدبلوماسية إلي طبيعتها    علاء مبارك ينتقد مركز "تكوين الفكر العربي".. بين الهدف المعلن والتحفظ على العقيدة    لمواليد 8 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    أصالة تحذف صورها مع زوجها فائق حسن.. وتثير شكوك الانفصال    فصائل فلسطينية: سنتعامل مع إفرازات أي مخطط للوصاية على معبر رفح كما نتعامل مع الاحتلال    صالح جمعة معلقا على عقوبة إيقافه بالدوري العراقي: «تعرضت لظلم كبير»    مصرع سيدة صدمها قطار خلال محاولة عبورها السكة الحديد بأبو النمرس    باتور... سيارة حصرية جديدة من بنتلي    البنك المركزي يصدر تعليمات منظمة للتعامل مع الشكاوي بالبنوك    الصحة: تقديم الخدمات الطبية لأكثر من 900 ألف مواطن بمستشفيات الأمراض الصدرية    "المدرج نضف".. ميدو يكشف كواليس عودة الجماهير ويوجه رسالة نارية    ضبط قضايا اتجار في العملة ب12 مليون جنيه    رئيس جامعة القاهرة ينعى الدكتور إبراهيم درويش أستاذ العلوم السياسية    طلاب الصف الأول الإعدادي بالجيزة: امتحان اللغة العربية سهل (فيديو)    اليوم، الحركة المدنية تناقش مخاوف تدشين اتحاد القبائل العربية    مجلس النواب يوافق على تشكيل المجلس القومي للطفولة والأمومة    المركزي للمحاسبات: ملتزمون بأقصى درجات المهنية في نظر الحساب الختامي الموازنة    الصحة: فحص 13 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    إخماد حريق في شقة وسط الإسكندرية دون إصابات| صور    بايدن: لا مكان لمعاداة السامية في الجامعات الأمريكية    «الإفتاء» توضح الأعمال المستحبة في «ذي القعدة».. وفضل الأشهر الأحرم (فيديو)    سيد معوض: الأهلي حقق مكاسب كثيرة من مباراة الاتحاد.. والعشري فاجئ كولر    «قلت لها متفقناش على كده».. حسن الرداد يكشف الارتباط بين مشهد وفاة «أم محارب» ووالدته (فيديو)    لبلبة و سلمي الشماع أبرز الحضور في ختام مهرجان بردية للسينما    إعلام فلسطيني: شهيدتان جراء قصف إسرائيلي على خان يونس    «النقل»: تصنيع وتوريد 55 قطارا للخط الأول للمترو بالتعاون مع شركة فرنسية    حكم حج للحامل والمرضع.. الإفتاء تجيب    «إنت مبقتش حاجة كبيرة».. رسالة نارية من مجدي طلبة ل محمد عبد المنعم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد عبدالمقصود : التعليم الفنى في نفق معتم وخريجوه لا يصلحون لسوق العمل
نشر في الوفد يوم 03 - 10 - 2016

منظومة التعليم الفنى تشمل المدرس والآلة والمنهج الدراسى، وهى ثلاثة عناصر تحتاج إلى إعادة النظر بشكل عاجل لتطوير المنظومة بشكل جذرى بما يخدم المجتمع خاصة بعدما شهدت مصر مشاريع قومية كبرى فى احتياج إلى عمارة ماهرة ذات خبرات فنية عالية.
الدكتور محمد عبدالمقصود، أحد أبناء مؤسسة التعليم الفنى، منذ التحاقه كطالب فى نظام تعليم الخمس سنوات، فكان الأول على تخصصه ثم التحق بكلية الفنون التطبيقية 1987 ثم حصل على الماجستير والدكتوراه فأصبح أحد أهم خبراء التعليم الفنى فى مصر، قال عبدالمقصود إن التعليم الفنى كان أحد أسباب نهضة إنجلترا وألمانيا وإندونيسيا وماليزيا الصناعية ولكن مصر تحمل التعليم الفنى عبئاً على كاهلها، لأن تطوير التعليم الفنى يتم طوال نصف قرن بطريقة عفا عليها الزمن، مؤكداً أن مستوى خريج التعليم الفنى أقل من المتوسط، ولا يتناسب مع احتياجات سوق العمل.
وأضاف خبير التعليم الفنى: رغم أن طلاب التعليم الفنى 1٫6 مليون طالب ويمثلون 60٪ من خريجى التعليم الأساسى، إلا أن طالب التعليم الفنى يعتقد أنه يسير فى نفق مظلم، ولهذا يجب مراعاة حالته النفسية.
وطالب عبدالمقصود القيادة السياسية بالاهتمام بالتعليم الفنى وأن يكون على رأس قيادة التعليم الفنى أحد أبنائه لأنه الأقدر بمشاكله الإدارية والفنية، وسيكون القادر على ابتكار الحلول.
60 معهداً و4 كليات صناعية.. والنتيجة مؤسفة
«الوفد» حاورت الدكتور محمد عبدالمقصود:
● هل التعليم الفنى حقق الهدف منه وقام بدوره تجاه المجتمع؟
- لا.. التعليم الفنى لم يؤدِ الغرض منه تجاه المجتمع مع إنه أساس النهضة الاقتصادية لأى دولة مثل إندونيسيا وماليزيا وإنجلترا وألمانيا، فهذه الدول تقدمت بعدما اهتمت بالتعليم الفنى، ولكنه فى مصر أصبح عبئاً على الدولة.
● وما العراقيل التى كبلت التعليم الفنى عن القيام بدوره؟
- أول هذه العراقيل أنه لم يتم تعيين رئيس قطاع للتعليم الفنى منذ أكثر من 30 سنة، ومنذ منتصف الثمانينيات وفى نهاية التسعينيات أشرف المهندس محمد أحمد هريدى على قطاع التعليم الفنى، ثم المهندس رجب شرابى، 3 سنوات ويليه الأستاذ أحمد عبد المعطى، رئيس قطاع الكتب، المشرف على المكتب السياسى لقطاع التعليم والمشرف على مكتب الوزير بجانب عمله.
إذن أهم ثلاث وظائف فى الوزارة تولاها فرد واحد لمدة 15 سنة ولم يزر مكتبه فى القطاع طوال هذه المدة ولا مرة واحدة.
ونظراً لتعدد المهام وكثرة المشاكل أهمل قطاع التعليم الفنى وتم تفريغه من الكوادر وأصبح التعليم الفنى على هامش اهتمامات الدولة طوال 30 عاماً.
● وهل تتم الاستعانة بأبناء التعليم الفنى من القيادات؟
- لا.. ومن 2003 تم انتداب 7 رؤساء قطاع من أساتذة كلية الهندسة حتى إنشاء وزارة التعليم الفنى والتدريب المهنى فى مارس 2015، وتم إعداد 7 استراتيجيات للتعليم الفنى ولم يتم تفعيل أى منها وإن كانت أفضلها الاستراتيجية التى أعدها الدكتور إبراهيم خشبة لتطوير التعليم لأنها كانت محددة الأهداف والتكاليف وذات خريطة زمنية محددة، ولكن كالعادة جاء من بعده وأعد استراتيجية مختلفة خاصة به ولم تنفذ، وحتى الآن جميع الوظائف القيادية ال11 داخل قطاع التعليم الفنى ندباً، وبالتالى يكون الولاء للقيادة الأعلى وفى بعض الأحيان يتنازل عن رؤيته تنفيذاً للتعليمات حتى لا يفقد منصبه بإلغاء الندب.
● وهل تتم الاستفادة من المنح والقروض فى التطوير؟
- بالنسبة للمنح والقروض التى تهدف إلى تطوير التعليم الفنى والتدريب المهنى لم يستفاد منها وعلى سبيل المثال تمويل من الاتحاد الأوروبى ب33 مليون يورو ومثلها من الحكومة المصرية ولم تحقق أية فائدة وتم إنفاقهم على برنامج الإصلاح TEVTI وكنت أحد منسقى هذا البرنامج وأحذر لو صار برنامج TEVT2 على نفس المنوال فلن يستفد التعليم الفنى منه.
● وماذا عن تجربة وزارة التعليم الفنى والتى لم تستمر أكثر من عام واحد؟
- فى وزارة المهندس إبراهيم محلب الأولى تم استحداث منصب نائب وزير التربية والتعليم الفنى، ثم فى وزارته الثانية استحدثت وزارة دولة للتعليم الفنى وبعد ذلك بشهرين تم تغيير مسمى الوزارة من وزارة دولة إلى وزارة التعليم الفنى والتدريب المهنى، والقرار الجمهورى رقم 1050 حدد مكوناتها فى قطاع التعليم الفنى من وزارة التربية والتعليم، ومن مصلحة الكفاية الإنتاجية، ومن مجلس التدريب الصناعى من وزارة الصناعة، مع أن التدريب المهنى يوجد به 26 جهة وهيئة تتبع لأكثر من 12 وزارة، ولكن تم إهمال قطاع التعليم الفنى بوزارة التعليم العالى مع أنه الأقرب والأهم فى الانضمام لوزارة التعليم الفنى، وأيضاً قطاع التدريب بوزارة القوى العاملة، وقطاعات التدريب بوزارات الإسكان والزراعة والسياحة وغيرها.
● وأيهما الأفضل وجود وزارة للتعليم الفنى أم لا؟
- من وجهة نظرى وجود وزارة دولة هو الأنسب للمرحلة، لتضع السياسات وتشرف على التنفيذ وتعالج السلبيات حتى تنضج التجربة، ثم بعد ذلك يتم اتخاذ القرار بإنشاء وزارة للتعليم الفنى أم لا.
● معنى هذا أن وزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى تتحملان مسئولية التعليم الفنى حالياً؟
- نعم.. وزارتا التربية والتعليم والتعليم العالى تتحملان المسئولية بمستوياتها المختلفة ويعتبر التدريب المهنى متماً ومكملاً للتعليم الفنى، وهناك حوالى 26 وزارة وهيئة فى مصر يتبعها 1200 مركز للتدريب المهنى فى مصر ويبلغ عدد طلبة التعليم الفنى حوالى 1٫6 مليون طالب يمثلون أكثر من 60٪ من خريجى التعليم الأساسى، بينما يمثل طلاب نظام مبارك كول أقل من 2٪ من إجمالى عدد طلاب التعليم الفنى، أما مرحلة التعليم ما بعد الثانوى فعدد المعاهد الفنية حوالى 60 معهداً ما بين صناعى وتجارى وسياحة والفنادق ونوعى بها حوالى 150٫000 طالب، وأخيراً 4 كليات للتعليم الصناعى بها حوالى 12٫000 طالب.
● ومن هو طالب التعليم الفنى؟
- طالب التعليم الثانوى الفنى يجبر على دخول التعليم الفنى نظراً لضعف المجموع وللظروف الاجتماعية، والطلبة فى معظم الأحوال ينتمون إلى شريحة اجتماعية تتراوح بين الشريحة العليا من الطبقة الفقيرة وبين الشريحة الدنيا من الطبقة المتوسطة.
وغالباً يأتى طالب التعليم الفنى عن غير رغبة حقيقية فى الالتحاق بمنظومة التعليم الفنى، وبعيداً عن التعميم الكاسح يكون طالب التعليم الفنى من أصحاب المجاميع المنخفضة بالنسبة لأقرانه المقبولين فى الثانوى العام.
هذا إلى جانب أن طالب التعليم الفنى لديه فرصة محددة فى اختيار مجال التخصص الفنى حتى داخل منظومة التعليم الفنى التى التحق بها، ولكن بعد ظاهرة ارتفاع المجاميع فى الثانوية العامة تبين أن فرص التحاق خريجى التعليم الفنى نظام السنوات الخمس كانت أفضل من خريجى الثانوية العامة فى الالتحاق بالتعليم الجامعى.
● وما الذى حدد اختيار فرص التخصص لطالب التعليم الفنى؟
- أولاً لأن طالب التعليم الفنى يعتقد أنه يسير فى نفق معتم، لا يرى فى نهايته ضوءاً على خلاف طالب الثانوى العام الذى يرى أنه يسير فى نفق يتوقع أن يكون فى نهايته ضوء بالالتحاق بالتعليم الجامعى، بما يصاحبه من فرص عمل أكبر إلى جانب الوجاهة الاجتماعية لحاملى درجات جامعية، لذلك أرى أن تراعى الرغبات الشخصية والمهارات الفردية لطلاب مراحل التعليم الإعدادى الملتحقين بالتعليم الفنى عند توزيعهم على التخصصات بجانب مراعاة استحداث وإلغاء ودمج التوسع فى التخصصات طبقاً لاحتياجات سوق العمل المحلى والإقليمى الحالى والمستقبلى، حينها سنرى مبدعين ومبتكرين فى التعليم الفنى إذا تم مراعاة الحالة النفسية طالب التعليم الفنى.
● وماذا عن تجربة «الدمبسكو» فى مصر؟
- هى تجربة للتعليم الفنى الإيطالى، ونموذج جيد للدراسة الفنية، حيث يدرس الطالب 3 أو 5 سنوات فى هذه المدارس بمصاريف ربما لا يستطيع الغالبية العظمى من الشعب إلحاق أولادهم بها، وتتوافر الخامات والمعدات الجيدة، وحينها يكتسب الطالب المهارة، ويدرس اللغة الإيطالية بشكل جيد ودراسة فنية حقيقية، بواسطة مدرسين محترفين وخبراء إيطاليين وتتم متابعة الطالب بمنتهى الجدية داخل المدرسة، وبالتالى هذا نموذج ناجح لتوفر جميع مقومات العملية الدراسية، وأظن أن الأولاد يخرجون منها للعمل فى الخارج.
● وماذا عن مشروع مبارك كول فى التعليم الفنى؟
- فكرة مشروع مبارك كول كانت جيدة وبدأت جادة وصحيحة، ولكن مع مرور الوقت، وانسحاب المصانع الكبرى والشركات من التزامها بقبول لطلبة التعليم الفنى، أصبح الطالب يبحث بنفسه عن فرصة عمل فى ورشة أو مصنع وبالتالى أصبح اكتساب الطالب للمهارة ضعيفاً جداً، لأن الورشة الصغيرة لن توقف خط الإنتاج لتدريب الطالب تعطى له عملا ربما يكون صيانة أو نظافة، وقد يكون أعمال إنتاجية، فأصبحت تجربة مبارك كول فى ظاهرها الرحمة وفى باطنها العذاب.. ومع هذا ما زالت أفضل من النظام العادى للتعليم الفنى، على الأقل الطالب يدخل ورشة ويرى جو العمل على الحقيقة.
ولو أكسبنا الطلبة المهارة المطلوبة ستتشوق الدول الأوروبية للعمالة المصرية، لأن حركة الإنتاج فى أوروبا سريعة، وأيضاً الدول الأوروبية فى احتياج إلى الفنى الماهر، وهذا يتأتى بتنقية التخصصات التى يدرسها التعليم الفنى.
● وماذا عن عناصر العملية التعليمية وأهمها المعلم؟
- نعم.. المفترض أن لدينا معلمًا للمواد النظرية، ومعلمًا للمواد العملية، ومدرس المواد النظرية يأتى من كليات الهندسة، والفنون التطبيقية أو الفنون الجميلة، وكليات التربية وكلية التعليم الصناعى إذن هى توليفة جيدة ولكنها إذا تم تأهيلها التأهيل الجيد، فمنهم من يحتاج إلى تأهيل فى الجوانب التربوية، وبعضهم يحتاج إلى تأهيل فى النواحى الفنية.
● وماذا عن المعلم الذى يعمل فى المواد العملية؟
- هؤلاء ينقسمون إلى عدة أقسام منهم من هو حاصل على دبلوم نظام الثلاث سنوات، وهم المدرسون القدامى والأمهر، أو من حصل على دبلوم نظام الخمس سنوات فى مرحلة تالية أو من حصل على معهد سنتين، أو خريجو كليات التعليم الصناعى وأجزم أن هذه النوعيات تحتاج إلى اكتساب المهارة مع أنى لا ألومهم لأنه وهو طالب فى الدبلوم لم يكتسب المهارة.
● هل يمكن إعادة التأهيل عملياً فى المصانع؟
- ليت هذا يحدث لأنى أحتاج إلى نوعيات يتم تأهيلها فى المصانع حتى يكون الطالب والمعلم مواكبين لسوق العمل، وللأمانة الدكتور أحمد الجيوشى نائب الوزير وضع خطة تأهيل للمدرسين العملى والنظرى، وأتمنى له النجاح لأن عدد مدرسي المواد النظرية اقترب من الخمسين ألفا ونحن فى احتياج إلى تأهيلهم فى أسرع وقت ممكن.
● وماذا عن تطوير المناهج الدراسية وهى العنصر الثانى فى عناصر العملية التعليمية؟
- طوال الخمسين سنة الماضية كان تطوير التعليم الفنى يتم بشكل آلى وبطريقة عفا عليها الزمن، مع أنه ظهر فى أوروبا تخصص معين وهو تحليل المهنة، ويتم فى ثلاثة أمور الثقافة الذهنية وتعنى السلوكيات والمعرفة الفنية وتعنى المهارات العملية والمهارة العملية وهى القدرة على تطبيق المعرفة الفنية من النظرى إلى العملى.
● وما فائدته؟
- هذا التحليل يجعل المحلل المتخصص يعرف توجه سوق العمل ومتطلباته واحتياجاته وما هو القاسم الأعظم الذى يشترك فى المهن المتشابهة، ثم يتم تدريس المواد العملية للطلاب فى السنة الأولى من دراستهم، وفى السنة الثانية يرى المتخصص التشعب فى هذه المهنة، ثم يجمعها فى مجموعة من المناهج وفروعها فى التخصصات الأخرى، ثم يضع فى الحسبان الإعداد الذي يتناسب مع المتطلبات الحالية لسوق العمل، وأيضاً الاحتياجات المستقبلية، لعدم التوسع أو التقليل فى وضع الخطط بتطوير المناهج، وبالطبع ويتم البناء على تحليل المهن الذى جاء فى سوق العمل المحلى، والإقليمى لتعرف استحداث المهن أو المهن التى يتوقع لها الانقراض، أو تحول مهنة إلى مهنة أخرى ثم يتم عمل دراسة ، إذن تطوير المناهج يجب أن يبنى على التحليل وهو التخصص.
● وماذا عن المعدات والآلات وهو من عناصر العملية التعليمية فى التعليم الفنى؟
- الظروف الاقتصادية لا تسمح بأن تمد الحكومة ال600 مدرسة صناعى بالآلات المتطورة.. وبالطبع كل 3 سنوات المفترض أن يتم تطوير هذه الآلات، وأيضاً فى المعاهد التكنولوجية، وكليات التعليم الصناعى ولكن المفترض يكون لدينا معدات جيدة تكسب الطالب المهارات الأساسية، وأيضاً نعمل على التوسع فى البروتوكولات مع الشركات والمصانع الكبرى والمشروعات القومية حتى يتدرب الطالب لديها لاكتساب المهارة وتقويم سلوكه العملى.
● ما العوامل المؤثرة فى وجود فجوة بين خريجى التعليم الفنى ومتطلبات سوق العمل؟
- هذه الفجوة سببها عدم توافق مهارات الخريجين وتخصصاتهم مع الاحتياجات الفعلية لسوق العمل، وهذا فى أحد أسباب البطالة التى يعانى منها خريجو التعليم الفنى.
● وما سبب ذلك؟
- الأسباب عديدة منها عدم وجود مرصد قومى لسوق العمل يوفر قواعد البيانات عن الاحتياجات والتغيرات المتوقعة حتى يبنى عليها التعليم الفنى خططه المستقبلية، وعدم وجود تنسيق بين وزارتى التربية والتعليم والتعليم الفنى وبين الوزارات والهيئات المسئولة عن مراكز التدريب فى مصر، وعدم استكمال توصيف المهن المطلوبة طبقاً لاحتياجات سوق العمل، وغياب ثقافة التعليم والتدريب المستمر فى المجتمع المصرى، خاصة بالنسبة للحرفيين والمهنيين، مع عدم تقدير المجتمع للدارسين بالتعليم الفنى والتدريب المهنى، كذلك عدم وصول خريجي التعليم الفنى إلى مناصب قيادية متميزة، بالإضافة إلى الخلل القائم فى نظام الأجور وارتباطه بالمؤهل الدراسى وليس بمستوى المهارة والخبرة الفنية ولا الاحتياجات الفعلية بالنسبة للوظائف الحكومية مع ضعف ثقة المجتمع بمخرجات التعليم الفنى بنوعياته الثلاث صناعى تجارى زراعى، بالإضافة إلى القوى المناوئة للتغيير والتطوير من بعض أصحاب المصالح من داخل المنظومة التعليمية للإبقاء على وضعها الحالى، بالإضافة إلى قلة الطلب على خريجى التخصصات الزراعية، رغم أن الزراعة تعد جهة عمل كثيفة العمالة بالإضافة إلى أنها تمثل 42٪ من الدخل القومى إلا أنها تنتج طلباً محدوداً للتشغيل لا يصل إلى 5٪ من فرص العمالة بالسوق.
● ما تقييمك للمنتج النهائى لطالب التعليم الفنى؟
- أنا غير راضٍ عن مستوى طالب التعليم الفنى بسبب السلبيات الإدارية والفنية التى استعرضها خلال الحوار، وأرى أنه أقل من المتوسط ولا يتناسب مع المشروعات القومية التى تقام فى الدولة، ولا مع الاحتياجات الفعلية لسوق العمل.
● كيف نريد ميزانية التعليم الفنى؟
- لا نحتاج إلى زيادة ميزانية التعليم الفنى لو طبقنا منظومة فصل المكون العملى عن الدراسة النظرية، ثم يقوم الطالب بالدراسة داخل سوق العمل الفعلى الحقيقى، وحينها سينفق التعليم الفنى على تكاليفه بل سيكون مصدراً رئيسيًا لإيرادات الدولة.
● كيف يتم تطبيق هذه الإصلاحات التى ذكرتها فى معرض حديثك؟
- أولاً: أطالب القيادة السياسية بأن تضع عينيها على التعليم الفنى، وأن يكون على رأس التعليم الفنى أحد أبناء التعليم الفنى لأنه عاش شعور الطالب وشعور المعلم وعندما كان موجهاً عاماً ومديراً عاماً فقد عاش التسلسل الإدارى بمشاكله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.