انتشرت بشكل كبير أوراق النقود التالفة والممزقة وغير الصالحة للتعامل.. ولا يمر يوم دون أن تجد المشاجرات والخلافات خلال حركة التعامل في البيع والشراء بين التجار والمستهلكين.. أو بين المواطنين ومقدمي الخدمة في أي مكان وغالبية المواطنين لا يعرفون طرق استبدال هذه الأوراق التالفة والمهترئة بأوراق نقود صالحة للتداول حتي يسهل التعامل بها دون التعرض لأي مشاكل. الغريب في هذا الموضوع وغير المنطقي.. أن البنوك نفسها تصرف لعملائها أوراق النقود القديمة والممزقة عندما يقوم أي عميل بسحب جزء من رصيده في أي فرع من فروع البنوك.. أغلب الأوراق النقدية التي يتم صرفها قديمة وتالفة.. ايضا ماكينات السحب الآلي عندما يقوم المواطنون بسحب أي نقود عن طريق كروت السحب تخرج من هذه الماكينة أوراق قديمة ومتهالكة.. رغم أنه كان من المعروف دائماً أن أي سحب من خلال البنوك سواء عن طريق هذه الماكينات أو من أمام شبابيك السحب داخل البنوك.. يتم بأوراق نقود جيدة وصالحة للتداول. فكيف يقوم المواطن باستبدال هذه الأوراق التالفة إذا كانت فروع البنوك تعطيه نقوداً بالية. صادفتني الكثير من شكاوي المواطنين من تعاملهم في أوراق نقود لا تصلح للتداول ويصر المتعاملون في الأسواق من تجار وغيرهم علي إعطاء هذه الأوراق للمواطنين في حين يرفض هؤلاء التجار مثل هذه الأوراق إذا قدمها له المواطن. المفترض أن يقوم البنك المركزي بجمع مثل هذه الأوراق التالفة سواء من البنوك أو الأفراد.. وحرقها.. هناك احصائية تؤكد أن هناك 5.1 مليون ورقة نقدية تالفة.. وأن حرق مثل هذه الأوراق يتم مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً.. بإشراف البنك المركزي والورقة الأكثر عرضة للتلف والتي تحتل النسبة الأكبر من هذا الرقم الورقة فئة 20 جنيهاً فأقل. الخبراء يؤكدون أن العمر الافتراضي للورقة النقدية حوالي سنة وهناك بعض الدول تقوم بإتلاف الأوراق النقدية القديمة بوسائل مختلفة بحيث تقوم بإعادة تدويرها واستخدامها كمادة خام لإعادة طباعة أوراق نقدية جديدة.. فلماذا لا يتم اتباع مثل هذه الوسائل في مصر بإعادة تدوير الأوراق النقدية التالفة. وبالتأكيد سلوك المواطنين يعد أحد الأسباب الرئيسية في تلف الأوراق النقدية واستعمالها بشكل خاطئ.. وهناك من يتعامل مع أوراق النقود علي أنها أوراق للكتابة واستخدامها في كتابة الحسابات اليومية أو في كتابة بعض العبارات للذكري.. أو في أي أمور شخصية وكل هذا مرفوض.. لأنه يشوه أوراق العملة المحلية ويجعلها عرضة للتلف وهو ما يحدث في مصر فقط ولم نجده في عملة أي دولة أخري.. فعندما نتعامل مع أوراق النقود الأجنبية نجدها كلها بحالة جيدة. وهذا دور المواطن في المحافظة علي أوراق النقود والتعامل معها بشكل جيد. كما يجب علي المسئولين تسهيل استبدال الأوراق القديمة والتالفة وعدم قيام البنوك بصرف عملات ورقية ممزقة أو تالفة لعملائها.