اكبر خطر يواجه مصر.. هو الانفجار السكاني.. ومن يدعي غير ذلك فهو لا يدرك ان العالم قد تغير.. ولا يعي حجم المشكلة التي نعيشها وتنغص حياتنا.. وتجرنا للوراء.. فالزيادة السكانية مفزعة تعرقل النهوض بمستوي المعيشة وتجبرنا علي الاستمرار في بحر الازمات. معدل النمو السكاني ارتفع إلي 4.2 في المائة وهو حوالي 5 اضعاف المعدل بالدول المتقدمة وضعف معدل الدول النامية.. وقد بلغ عدد سكان مصر في الداخل 92 مليون نسمة في الساعة الثامنة مساء أول أمس.. وفقا للبيان الذي اعلنه اللواء أبوبكر الجندي رئيس جهاز التعبئة العامة والاحصاء والذي اكد ان القاهرة تأتي في مقدمة المحافظات حيث بلغ عدد سكانها 9 ملايين و 586 الف نسمة.. بينما تعتبر محافظة جنوبسيناء اقل المحافظات حيث يبلغ عدد سكانها 172 الف نسمة فقط.. فالكثافة السكانية بالقاهرة حوالي نصف مليون نسمة للكيلو متر مربع.. اما جنوبسيناء فالكثافة السكانية 10 أفراد فقط لكل كيلو.. فسوء التوزيع السكاني يعد كارثة كبري تكشف عوارا كبيرا يثير دهشة واستغراب العالم.. خاصة ان سكان مصر يعيشون علي 8.7 في المائة فقط من اجمالي مساحة ارضنا المصرية. بيان الجندي يثير الاحزان.. لان هناك حوالي 8 ملايين مواطن مصري يعيشون خارج الوطن.. فالعدد الحقيقي لسكان مصر حوالي مائة مليون.. وهذا العدد الضخم يفوق قدرة الدولة ويمثل صعوبة بالغة لتحسين مستوي دخل المواطن او الارتقاء بمستوي معيشته. وكذب من يدعي ان هذه الزيادة السكانية تمثل ثروة بشرية ونعمة علي الوطن.. لأن معدل انتاج العامل المصري لا يزيد علي 36 دقيقة في اليوم.. فالزيادة في مثل حالتنا تعد نقمة وليست نعمة.. لأن انتاجنا لا يمكن ابدا ان يغطي احتياجاتنا.. بل ان المشكلة تتفاقم وتستفحل وتزداد تعقيدا مع الزيادة السكانية المجنونة التي لا تواكبها الا الزيادة في الاسعار التي تلتهم اي زيادة في المرتبات. بصراحة.. لا يمكن اصلاح احوالنا المعيشية وتحسين الخدمات في النقل والمواصلات والاسكان والتعليم والرعاية الصحية وغيرها الا بالمواجهة الصارمة للانفجار السكاني الذي يلتهم اي موارد ويجعلنا نمد ايدينا للخارج. المواجهة الصارمة للمشكلة السكانية تتطلب حكومة قوية تتخذ الاجراءات السليمة لوقف جموح الزيادة المتوحشة.. حتي لو أدي الأمر لسن تشريعات قانونية تنظم عمليات الانجاب.. كما فعلت الصين من قبل. بعض الدول المتقدمة مثل النمسا ارتفع مستوي معيشة الفرد بها علي المستوي الأوروبي بعد انخفاض عدد السكان.. وكلما ارتفع مستوي التعليم انخفض عدد السكان. وفي مصر الفقراء ينجبون اكثر.. وايضا الجهلاء.. الحكومة القوية.. لا تخشي مواجهة القوي الظلامية التي تشجع زيادة النسل.. ولكن يبدو طيور الظلام مازالوا اكثر تأثيرا.. ويسيطرون علي عقول الناس الغلابة التي تجد العزوة والزهو في كثرة الاولاد.. حتي لو كانوا مرضي وجوعي وجهلاء معذبين في الأرض.