تكشف زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الأخيرة للبرتغال انه استطاع خلال فترة وجيزة اقامة توازنات في علاقات مصر الخارجية بجميع دول العالم وخاصة دول كانت بعيدة عن رؤية الدولة والتغلب علي فكرة الحليف الاستراتيجي الأوحد وان تقوم العلاقات علي أساس الندية والشراكة الحقيقية فمع قيام ثورة 30 يونيو وحدوث تغير كامل في السياسة الخارجية لمصر والاتجاه نحو تنويع علاقاتنا الخارجية مع القوي الصاعدة في العالم للاستفادة المتبادلة والمشتركة واستعادة الدور الريادي لمصر خاصة في الدائرتين العربية والافريقية اضافة إلي إعادة التوازن للسياسة الخارجية من خلال اقامة علاقات تصل لمستوي الشراكة الاستراتيجية مع عدد من القوي السياسية والاقتصادية مثل الصين وروسيا وايجاد اصدقاء جدد وتعميق العلاقات مع القوي التقليدية عالميا كالهند واليابان وفرنسا وايطاليا والقوي الصاعدة مثل سنغافورة ثم عقد مؤتمر دول الساحل والصحراء علي مستوي وزراء الدفاع والأمن بشرم الشيخ واستعادة التوازن في العلاقات الخارجية لمصر سواء من خلال معالجة علاقات افسدها حكم الاخوان مع بعض دول الخليج أومع بعض الدول الغربية أو عن طريق تنويع علاقات مصر الخارجية بحيث لا تقتصر علي الولاياتالمتحدةالأمريكية وتميز أداء الرئيس علي المستوي الخارجي بالنشاط الدائم والحركة المستمرة وكان نتاج ذلك حصول مصر علي العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن لعامي 2016/2017 وعودة مصر للحضن الافريقي بعد تجميد دام عدة شهور وتبعه حصولها علي عضوية مجلس الأمن والسلم الافريقي بالاضافة لاعطاء مصر الريادة كممثل عن القارة الافريقية ومتحدث باسمها في مؤتمر المناخ بفرنسا وكذلك المشاركة المتميزة في القمة العربية الافريقية في ملابو عاصمة غينيا الاستوائية وهي القوة الاقتصادية والسياسية والبشرية القادمة. ان التخبط السياسي والتوجه الايدولوجي خلال السنة السوداء للحكم الفاشي إلي دول اقليمية بعينها وتحكم دويلة عربية في السياسة الخارجية المصرية كان كبيرا وكارثيا كما أضر التقارب المصري الايراني بعلاقات مصر مع الدول الخليجية ان التخبط الأسوأ كان في العلاقات الخارجية مع القارة الافريقية لأكثر من عقدين اهمالا مما اضعف التواجد والتأثير المصري وكان أحد أهم مظاهر الخلاف مع دول حوض النيل ما أوصل الأمن المائي المصري إلي حافة الكارثة مع اعلان مشروع سد النهضة الاثيوبي عقب حالة الانكفاء الداخلي بعد احداث 25 يناير ثم تواطؤ حكومة الاخوان انتهاء بلعبة السجين مرسي الذي بث علي الهواء اجتماعا استضاف فيه رموزا للعملية السياسية دون علمهم ما عكس انطباعا لدي المتلقي المحلي والأجنبي بمدي تدني مستويات الساسة المصريين في تعاملهم مع الأزمات الاستراتيجية واظهر مدي تواطئهم ضد الوطن من كل ما تقدم نستطيع ان نخرج باستنتاج هو ان الطريق كان شاقا ومحفوفا بالكثير من الأزمات أمام الخارجية المصرية لكي تعود إلي دورها الفعال اقليميا ودوليا ولكن الرئيس السيسي استطاع من خلال زيارته وجولاته الخارجية وحضور قوي وفعال للجمعية العامة للأمم المتحدة ثلاث دورات واستضافة رؤساء وملوك الدول ان يضع الدولة المصرية علي الطريق الصحيح وكل هذه الزيارات والجولات تصب في مصلحة الاقتصاد القومي وان الفترة القادمة ستشهد رواجا للاستثمارات الأجنبية بالدولة والسيسي يسعي لتنويع محفظة الاستثمار حتي نقلل مخاطر واحتمالات توقفها في المستقبل لأن الاعتماد علي عدد محدود من الدول كمستثمرين رئيسيين ببلد ما يهدد الاستثمار في حالة حدوث أي تغير سياسي. حفظ الله مصر