فجأة أطل علينا قيادات جماعة الإخوان بوجهها القميء من فنادق الخمسة نجوم بتركيا وقطر. ليستخفوا بذكاء المواطنين معتقدين أنهم بلهاء سيسيرون خلفهم ويصدقون إفكهم وأكاذيبهم. وراح الخونة يتحدثون باسم الشعب مطالبين بإنقاذه من غلاء الأسعار. وكأنهم مجموعة من الملائكة التي تعظ الدولة من أجل مصلحة الغلابة. لكنهم درجوا منذ نشأتهم قبل 84 عاماً علي استغلال الأوقات الصعبة التي يمر بها وطننا لإشعال الفتن والتحريض ضده في الداخل والخارج لمحاولة فرض شروطهم من أجل العودة للعمل بالسياسة. مثلما حدث بعد ثورة يوليو 1952 عندما زار وفد من الإخوان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وطالبوه بعرض القوانين والقرارات التي يتخذها مجلس قيادة الثورة علي مكتب الارشاد للموافقة عليها قبل إقرارها. بعدها قال عبدالناصر لحسن الهضيبي مرشد الإخوان في ذلك الوقت "لن أسمح للجماعة بتحويل مصر إلي شعب يعيش حياة بدائية في أدغال افريقيا". وسأله عبدالناصر "لماذا بايعتم الملك فاروق خليفة للمسلمين قبل الثورة بزعم ان الأمر لولي الأمر". إن الإخوان جماعة ليس لديها مبادئ. ولدت كالجرذان لتعيش في السراديب والظلام. لا تقوي علي الحياة في النور. الإسلام شعارها. والدين تجارتها. وبيع الأوطان هدفها. وتقسيم الدول العربية أملها. وإقامة دولة الخلافة حلمها. ولذا فالشيطان الإخواني لا يعظ. وتالياً لا يمكن ان يصدق عاقل الدعوات التي تطلقها من تركيا وقطر للثورة يوم "11-11 المقبل". بدعوي غلاء الأسعار. فقد كشفت الجماعة عن مبتغاها الحقير بتحريض أعضائها علي "النفير العام" في ذلك اليوم بهدف السيطرة علي مؤسسات الدولة لإعادة "المعزول" للحكم. ونسيت أن محكمة النقض أصدرت حكماً نهائياً وباتاً بسجنه 20 عاماً في أحداث الاتحادية. بل حرض المدعو محمد المرسي مسئول اللجنة الإدارية للجماعة في رسالة وجهها لأعضائها ان يحيوا من أجل دعوتهم أو يموتوا في سبيلها من أجل إعادة مرسي إلي القصر. هؤلاء هم المتاجرون بالإسلام الذين يزعمون أنهم يجاهدون في سبيل نصرته. متوهمين أن دعوتهم لأعضاء التنظيم الإرهابي بالنزول في كل الميادين ستغير شيئاً. ويبدو انهم لا يقدرون أنهم يتعاملون مع شعب واع. يبذل الدماء في كل مكان علي أرض مصر ليحافظ علي أمنه واستقراره. إن الإخوان الذين اختفوا خلال الفترة الماضية وعادوا الآن يرفعون صورة المعزول الذي سفك دماء المصريين في الشوارع. يفعلون ذلك بدعم من دول عربية وتركيا وتساندهم مخابرات عالمية. لمنع مصر من تنفيذ برنامجها الاقتصادي والحصول علي قرض صندوق النقد الدولي لبدء انطلاق تنمية حقيقية. بعد ان لفظهم الشعب وأصبح لا وجود لهم علي الأرض بأفكارهم الرجعية. وأن المعادلة السياسية الآن لا تعترف بتنظيمهم الإرهابي. لكنهم اعتادوا أن يصلوا في الأوقات السياسية والاجتماعية العصيبة لوقف نهوض الدولة ومنعها من الاستمرار في تنفيذ المشروعات القومية العملاقة. وتالياً فما يدعون إليه ليس ثورة جياع بل تخريب الدولة لإعادة مرسي إلي الحكم. وأقول لكم ان شعب مصر الذي يضحي بالغالي والرخيص ويودع الشهداء من أبنائه الذين يواجهون الموت في سيناء بصدور مؤمنة في مواكب كل يوم من أجل دحر الإرهاب الأسود الذي يتربص بالوطن. لا يمكن ان يتركه فريسة للعصابة الإرهابية. فبلدنا يمر بأصعب وضع اقتصادي علي مدار تاريخه. ولذا علي كل مصري وطني أن يقف في صف قائده الرئيس عبدالفتاح السيسي. ليعبر بنا محيطنا الاقليمي المضطرب. وعلينا ان نعي أن مصر لو ضاعت. فأبداً لن تعود مرة أخري. لأن الإخوان سيزيلون ملامحها ويطمسون هويتها. ويسلمونها هدية لأعدائها الذين ينتظرون هذه اللحظة التاريخية بفارغ الصبر لتقسيمها. وبعدها يبدأ الغرب في تنفيذ مخططه بتفتيت المنطقة لدويلات صغري وفق رؤية "سايكس بيكو 2016" وهو ما تنتظره الجماعة لإقامة "دولة الخلافة". لكنها سترسم حدوداً جديدة تسير بدفة التاريخ إلي نهاية العرب والمسلمين.