تحت عنوان من التحرير إلي تقسيم التنظيم الدولي للإخوان ينهار نشرت صحيفة مونيتور الأمريكية تقريرا أشارت فيه إلي أن الحكومة التركية باتت في مأزق كبير بعد سقوط نظام الإخواني المعزول محمد مرسي، مشيرة إلي أن أنقرة شعرت بصدمة كبيرة بعد موقف الجيش المصري الذي احترم وإرادة شعبه وأزاح مرسي من الحكم وهو ما اعتبرته انقلابا عسكريا وروجت لهذا المصطلح عالميا سعيا لإعادة الحكم الإخواني في مصر وحفظا لماء وجه التنظيم. وقالت الصحيفة إن ميداني التحرير وتقسيم نجحا في توجيه لطمة للتنظيم الدولي للجماعة خاصة بعد نجاح المتظاهرين المصريين في التحرير في إسقاط النظام وهو ما يربك حسابات أنقرة التي تصارع طوال الأسابيع الماضية لإنهاء الاحتجاجات الحاشدة التي اندلعت في ميدان تقسيم للمطالبة برحيل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، مشيرة إلي أن سقوط مرسي سيزيد من شجاعة وحماسة الشباب التركي الذي أثني علي الشباب المصري وقرر السير علي دربه. ونقلت الصحيفة عن صحيفة ميلليت التركية تقريرا أشارت فيه إلي أن سقوط الجماعة في مصر أحدث انقلابا في تركيا التي سعت إلي إبراز الإسلاميين علي أنهم الضحية، مؤكدة أن من يأتي عن طريق الانتخابات يجب أن يذهب عن طريقها أيضا، في إشارة إلي احترام شرعية الرئيس وهو ما يخدم المعني الذي تسعي حكومي أردوغان لايصاله إلي العالم الخارجي إلا أن الأتراك أستوعبوا الدرس المصري وأكدوا أنهم لن ينسحبوا إلا بعد تحقيق مطالبهم. ويري المحللون أن الصدمة التي تعيشها تركيا ترجع إلي عمق العلاقات بين الإخوان المسلمين في البلدين وارتباطهما تاريخيا منذ زمن بعيد إلا أنهم اختلفوا كثيرا في طريقة الحكم، فلقد نجح أردوغان بذكائه طوال السنوات الماضية في تحقيق نجاحات أنعشت تركيا اقتصاديا واجتماعيا وغيرت صورة العالم عن هذا البلد الذي أصبح من أكبر وأقوي دول المنطقة إلا أن إخوان مصر جاءوا بأيدلوجية وتفكير مختلف تماما، حيث اعتمدوا في المقام الأول علي أخونة المؤسسات والمصالح المهمة والاستراتيجية وهو ما صرف انتباههم عن تلبية أبسط حقوق المواطن البسيط لذا انتفض الشعب الذي تعاملت معه الجماعة برعونة شديدة ونجح في إسقاطها رغم علمه أن هذا سيكلف البلاد المزيد من الأرواح. وأضافوا أن سقوط إخوان تركيا سيقضي علي حلم الاخوان في الخلافة الإسلامية لأن سقوط نظامين إسلاميين مثل مصر وتركيا سيكون سقوطا مدويا للإسلام السياسي في المنطقة. وأضافوا أن تزامن انتفاضتي "التحرير" وتقسيم ضد فصيل الإخوان الذي أتت به الإرادة الشعبية الي الحكم من خلال صناديق الاقتراع وجه ضربة قاضية للتنظيم الذي عاش علي الغباء السياسي الذي بدأ في تعامل إخوان مصر مع ثورة 30 يونيو، التي دقت المسمار الأخير في نعشهم، مشيرين إلي أن الثورة لم تخلع مرسي من الحكم بل خلعت فصيل الإخوان من العملية السياسية ووجهت له كثيرا من الاتهامات التي ستضعه قريبا تحت طائلة القانون لتحريضه علي العنف وارتكابه لكثير من الجرائم خلال تلك الثورة المجيدة. والسؤال: هل سينجح شباب تركيا في اقتلاع جذور الاخوان من البلاد كما فعل المصريون وخلعوا مرسي؟ ورغم انه لا يمكننا أن نطلق علي مظاهرات تركيا ثورة نظرا لأن عددهم لا يتساوي بالأعداد الهائلة التي نزلت شوارع مصر إلا أنه يمكننا أن نقول إن الأتراك كسروا حاجز الخوف وأرسلوا رسالة مهمة إلي دول العالم مفادها أنهم لم يعودوا يريدون حكم الإخوان المتمثل في حزب البناء والتنمية المتمثل في أردوغان القائد المتغطرس. ومن جانبها، قالت صحيفة ديلي بيست إن الإخوان فصيل لا يعرف معني الديمقراطية مبرهنة علي ذلك بما فعله أردوغان من خصومه السياسيين ومع الضباط العسكريين السابقين والصحفيين أيضا والذين زج بهم إلي السجون بتهمة التآمر للإطاحة بالحكومة.