سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"اسوشيتد برس": اهتزاز صورة أردوغان نذير شؤم على مرسى وجماعته باحث مصري: ميدان التقسيم ليس ميدان التحرير.. وآخر: ما يحدث في تركيا نذير شؤم على الإسلاميين
قالتْ وكالة "اسوشيتد برس" الأمريكية، إنَّ المعارضة المصرية تنظر إلى التظاهرات التركية، باعتبارها وسيلة تُعزز من تحركهم وتظاهراتهم ضد حكم الرئيس محمد مرسي الذي استطاع استنساخ حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك "الاستبدادي" خلال فترة قصيرة من توليه سُدة الحكم. وأضافت أنَّ مشاهد خروج عشرات الآلاف من الأتراك إلي ميدان "تقسيم" في اسطنبول منذ أكثر من أسبوع، في احتجاجات مناهضة للحكومة أصابت الإسلاميين في تركيا والوطن العربي بالقلق؛ لأنَّها أعادت إلى أذهانهم صورة حشود المتظاهرين بميدان التحرير والذين استطاعوا الإطاحة بالرئيس السابق حسني بمبارك. وأشارت إلى أنَّ الليبراليين وأنصار الرئيس الإخواني محمد مرسي يتابعون عن كثب الاحتجاجات في تركيا التي أمدت المصريين الذي يعانون الاستقطاب والفقر علي نحو متزايد بنموذج مُحير لتزاوج الحكومة الإسلامية مع المؤسسة العلمانية، نجح في تحقيق الرخاء على طول الطريق. وسلطتْ الوكالة الضوء على الجدل بين الخبراء بشأن تبني السلطة الحاكمة في مصر للنموذج التركي في ظل الاحتجاجات التي تشهدها تركيا، فمنهم من نظر لتلك الاحتجاجات على أنًّها "نذير شؤم" على الإسلاميين، ومنهم من اعتبر المقارنة ما بين النموذج الإسلامي في مصر وتركيا خطأ جسيمًا. وينظر الخبراء إلى اهتزاز صورة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان داخل بلاده، باعتبارها تحذير للرئيس مرسي وجماعته الذين حاولوا الموائمة بين الحاجة لتلبية مطالب القوى الإسلامية والعلمانية على حدٍ سواء في أكبر الدول العربية تعدادًا للسكان. وقال محمد عبد القادر خليل، الباحث في مركز الشرق للدراسات الإقليمية والإستراتجية، إنَّ "ما يحدث في تركيا بالفعل نذير شؤم على الإسلاميين ... فالنموذج التركي يهتز بعنف والرجل الذي يرغبون في السير على دربه تلقى ضربة". إلا أنَّ هناك خبراء كانوا أكثر تفاؤلاً بشأن تيار الإسلام السياسي؛ نظرًا للاختلافات الشاسعة بين البلدين من الناحية التاريخية والظروف وقالوا إن ميدان "تقسيم" في اسطنبول، ليس ميدان التحرير، رمز الثورة المصرية. إذ اعتبر عمرو إسماعيل عدلي، الباحث المتخصص في الشئون التركية، أنَّ "مُحاولة الكثير من الأحزاب عقد مقارنة مابين النموذجين التركي والمصري خطأ جسيم، فشتان بينهما... فتصوير الاحتجاجات التركية على أنَّها صراع ما بين العلمانية والإسلام هو أيضًا ببساطة أمر بالغ التعقيد؛ نظرًا لاختلاف المتظاهرين ودوافعهم". وقالتْ الوكالة، إن المعارضة بل والكثير من المصريين يتشككون في التشابه بين النموذج الذي يطرحه الإخوان والآخر التركي، فهم يرون أن ذلك ما هو إلا تكتيك إخواني لمحاولة تهدئة مخاوف الغرب ومعارضيهم داخل البلاد من أنهم سيحاولون فرض حكم إسلامي صارم مع إحكام قبضتهم على سُدة الحكم. وقال الباحث عبد القادر خليل، إن "الإخوان بالفعل حاكوا النموذج التركي؛ إذ حاولوا احتكار السلطة عبر أخونة مؤسسات الدولة تحت ذريعة محاربة "الدولة العميقة"، ذلك المصطلح الذي استُخدم في تركيا للإشارة إلى شبكة الحلفاء المدنيين والعسكريين المتهمين بمحاولة زعزعة استقرار البلاد خلال السنوات الأولى من حكم أردوغان". وأضاف أنَّ المصطلح غالبًا ما استخدمه قادة جماعة "الإخوان المسلمين" للإشارة إلي إرث نظام مبارك الذي دام لثلاثة عقود. وأشار إلى أن "الإخوان" يرغبون في احتكار السلطة والسيطرة على مؤسسات الدولة في الوقت الذي يسود الشارع المصري حالة من الغليان، ويقترب الاقتصاد من حافة الانهيار، "إنهم في عجلة من أمرهم فهم بالفعل لم يستفيدوا من التجربة التركية". وعلى الرغم من الميول الفاترة بحسب وصف الوكالة للإخوان تجاه العلمانية التركية، إلا أنَّهم استقبلوا رئيس الوزراء التركي استقبال "الأبطال" خلال زيارته إلي مصر العام الماضي، ونصبوا لوحات إعلانية ضخمة عليها صورته أعلى الكباري والشوارع الرئيسية في القاهرة. كما وصف خيرت الشاطر نائب مرشد جماعة "الإخوان المسلمين" نفسه بأردوغان مصر خلال حملته لخوض سباق الانتخابات الرئاسية والتي لم تدم طويلاً.