استبشر المواطنون خيرا بتركيب إشارات المرور الذكية في شوارع العاصمة لاعادة الانضباط المروري والقضاء علي المخالفات الجزافية ومعاقبة المخطيء حيث يتم تصوير المخالفة في نفس لحظة ارتكابها ولكن سرعان ما تبدد الحلم مع بدء العام الدراسي الجديد بعد تعطل الإشارات وتحولها الي مجرد ديكور ليظهر عسكري المرور من جديد وتعود المخالفات الجزافية مرة أخري. من جانبهم أكد مسئولو المرور أن المشروع مازال في المرحلة التجريبية وسوف يتم الانتهاء منه بالكامل آخر العام الجاري. يقول محمود اسماعيل عند البدء في تطبيق نظام الاشارات الجديدة في الميادين استبشرنا خيرا للقضاء علي الزحام وبلطجة الميكروباص والتوك توك. لكن سرعان مع تبددت الفرحة مع كثرة أعطال تلك الاشارات بصفة دائمة خاصة في أوقات الذروة فبدلا من أن تقوم بحل الأزمة المرورية تحولت الي خردة معطلة. يضيف محمود عبدالنبي انتظرت في اشارة مرور روكسي لمدة تجاوزت الخمس دقائق ظلت خلالهم اشارة الانتظار مضاءة باللون الأحمر ولم تتغير حتي تكدست السيارات بالشارع ذهابا وإيابا حيث رفض السائقون التحرك خوفا من الغرامة وبعد ذلك فوجئنا بفرد من الأمناء يأتي مسرعا ليقوم بتسيير حركة المرور ويبلغنا بأن الإشارة معطلة. يشاركه الرأي سيد حسن قائلا : انتظرت في إشارة مرور الدقي وكانت مضاءة باللون الأحمر فلاحظت وجود فرد الشرطة يقف في الاشارة يقوم بتسيير السيارات رغم أن الكاميرات تقوم بتسجيل المخالفات وعندما توقفت للسؤال ابلغني بان التوقيت الزمني لها لا يناسب مع اوقات الزحام في منتصف النهار لذلك يتم ايقافها مؤقتا. يؤكد مصطفي محمد - موظف - علي وقوفه في شارع غمرة لاكثر من ساعة يوميا بسبب الزحام الشديد أمام المدارس الشهيرة بسبب انتظار أولياء الأمور لابنائهم بالشارع وركن سياراتهم بشكل خاطئ امام المدرسة مما يؤثر بدوره علي باقي المحاور المتصلة بالشارع ويسبب ارتباكا مرورياً شديداً لذلك يجب مراقبة هذا الشارع بالكاميرات حتي نقضي علي هذه الأزمة. يري حمدي علي أنه للأسف في كل مرة تقوم الحكومة بعمل مشروعات هامة ومفيدة للشعب وتتم الاستفادة بالخبرات والكفاءات في التنفيذ ليظهر المشروع في ابهي صوره لكن سرعان ما نفاجأ بانه فور التطبيق علي أرض الواقع بتحول هذا المشروع الي سراب حيث نفتقد دائما سياسة الصيانة والمتابعة والرقابة لذلك تذهب الملايين التي تم انفاقها في مهب الريح مثل ما حدث في مترو الانفاق وغيره من المشروعات. يشير مجدي ابراهيم إلي أن الزحام يبدأ من الصباح أثناء ذهاب الطلاب للمدارس ويبلغ ذروته في الظهيرة أثناء خروج اتوبيسات الموظفين والعمال هو أكثر الاوقات التي تحتاج الي تنظيم مروري محكم. فلا يستطيع "عسكري مرور" السيطرة علي هذا التكدس لذلك من الضروري تفعيل خدمة الاشارات الالكترونية حتي نقضي علي هذه الأزمة. يؤكد هشام عباس - محاسب - أن الإشارات الالكترونية طوال الصيف كانت تعمل بانتظام مما جعلنا نشعر بأن المرور بدء يخطو خطوات جدية لحل الأزمة المرورية ولكن مع أول يوم دراسي وجدنا الشوارع تحولت لجراج كبير وارتبكت التكنولوجيا أمام الزحام وتعطلت الاشارات وعاد "عسكري المرور" ليسيطر علي الطريق. من جانبه اكد العميد اشرف زغلول - مدير إدارة كاميرات غرفة التحكم وإشارات المرور الالكترونية بمرور القاهرة - أن مشروع الاشارات الالكترونية وكاميرات المراقبة بكافة شوارع العاصمة تابع لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية ومازال في المرحلة التجريبية وسوف يتم الانتهاء منه بالكامل آخر العام الحالي وسيتم تسليمه الي المحافظة وإدارة المرور لتتولي تشغيله ومتابعته وصيانته. مضيفا أن دور الإدارة الآن يتمثل في إبلاغ الأعطال والملاحظات إلي جهاز المشروعات والتواصل المستمر حتي انتهاء المشروع.