حصل علي بكالوريوس في الإدارة والاقتصاد من جامعة القاهرة عام 1974 وشغل مناصب وزارية في الفترة من عام 1996 حتي عام 2006 شملت حقائب الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والأشغال العامة كان له نصيب من المناصب النيابية حيث كان عضوا بالمجلس التشريعي الفلسطيني منذ 1996 وحتي الآن عين سفيراً لفلسطين ممثلا عن منظمة التحرير الفلسطينية في العراق في الفترة بين عامي 1979 - 1994.. انه عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية "فتح" الذي رأس وفد دولة فلسطين في الاحتفال بمرور 150 عاماً علي بدء الحياة البرلمانية المصرية والذي أقيم بمدينة شرم الشيخ في الفترة من 9 إلي 11 من الشهر الجاري فتح كل الملفات الفلسطينية الساخنة في حواره لل "الجمهورية" المصالحة والمقاومة والمفاوضات وانشقاقات فتح واتهامات دحلان. المصالحة أين ** إلي أين وصلت جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية؟ وما سر حالة الجمود التي تعتري هذا الملف؟ * بعد سقوط الدكتور محمد مرسي أو حتي طيلة عهد الدكتور محمد مرسي لم يتحرك هذا الملف من جانب مصر رغم أنها هي الراعية الرئيسية لهذا الملف ولكن بعد العدوان الإسرائيلي علي غزة عام 2014 تحركت مصر مرة أخري أولاً من أجل وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي وبالفعل حدثت مفاوضات فلسطينية إسرائيلة غير مباشرة وكان الوفد الفلسطيني الذي شكله الرئيس أبو مازن موحداً وممثل به كافة الفصائل الفلسطينية بما فيه حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي وتم وقف إطلاق النار وهذه الخطوة مهدت الطريق ورغم القطيعة بين حماس ومصر إلي قيام القاهرة باستضافة مباحثات بين فتح وحماس من أجل تفعيل ملف المصالحة وتنفيذه وبالفعل كانت تفاهمات القاهرة وهي العبارة التي تم التوقيع عليها لحل الاشكاليات القائمة ولكن للأسف حماس لم تلتزم وبالتالي عاد الملف مرة أخري إلي حالة الجمود وحوصرت حكومة الوفاق الوطني ومنعت من أداء عملها من قبّل حماس في غزة والتي تمتلك ميلشيات مسلحة تمكنها من فرض سيطرتها الأمنية علي قطاع غزة ولا يوجد أي وجود أمني للسلطة الفلسطينيةبغزة لذلك تعطلت الحكومة إلي أن تحرك الملف من جديد في نهاية فبراير عام 2016 وما بين ذلك الوقت وشهر يونيو عقدت ثلاث لقاءات في قطر بين فتح وحماس ونحن كنا ننسق بشكل كامل مع الجانب المصري باعتبار أن مصر هي الراعية الأساسية لهذا الملف الذي ما زال بيديها حتي الآن ولكن الخلافات بين مصر وحماس هي جزء من خلاف حركة الإخوان المسلمين مع مصر وهو ما انعكس علي العلاقة بحركة حماس. كان قد صدرت اتهامات من قبّل مصر تجاه حماس وموقفها بعد سقوط مرسي من ثورة 30 يونيو ونحن حاولنا مع حماس لاقناعها بعدم التدخل في الشأن الداخلي المصري ولكن تطورت الأحداث إلي وضع خطير وهو دعم الإرهابيين واستقبالهم في غزة والذين يقومون بعمليات في سيناء وحاولنا نحن من جانبنا بحث هذا الوضع وتم عقد عدة لقاءات بين مصر وحماس بشكل مباشر حول نفس الموضوع ولكن مصر لم تقتنع بالردود التي أبلغتها إليهم حماس ومن قبلها الردود التي أعطتنا إياها حماس حول نفس القضية لنبلغها إلي مصر ومنذ آخر اجتماع بيننا وبين حركة حماس في يونيو الماضي لم تستأنف المباحثات ودخل الملف مرة أخري حالة الجمود. وفي تقديرنا فإن حماس لا تريد انهاء حالة الانقسام لذلك لم تلتزم بما تم الاتفاق والتوقيع عليه تحت الرعاية المصرية ونحن نتمسك بما تم التوقيع عليه ونأمل أن تغير حماس موقفها ولكنني أتصور أن هذا مرتبط بالموقف العام من حركة الإخوان المسلمين ومن الوضع القائم بمصر بعد ثورة 30 يونيو. انقسام فتح ** لا يخفي علي أحد حالة الانقسام الداخلي بحركة فتح والحديث حول عدم مناسبة الرئيس أبو مازن لطبيعة المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية حسب ما نسب إلي القيادي محمد دحلان إلي أي مدي وصلت حالة الانشقاق ومدي صحة ما يتم تداوله في هذا الشأن؟ * هناك تضخيم للخلافات داخل فتح فقد تعرضت فتح علي مدار تاريخها لانشقاقات كثيرة ولكن لم يؤثر ذلك علي بنيانها رغم أن كل هذه الانشقاقات مدعومة من خارج الساحة الفلسطينية سواء من أنظمة عربية أو غير عربية ولعل أحد أهم هذه الانشقاقات ما حدث عام 1983 الذي كان مدعوماً في ذلك الوقت من الرئيس السوري حافظ الأسد وقبله أبو نضال ولكن تبقي فتح أكبر من كل الانشقاقات وكل من يخرج عن فتح تقوم الحركة باتخاذ الاجراءات ضده وهناك مؤسسين للحركة تركوها رغم أنهم من مناضلي الوطن ونحن نحترم نضالهم وتضحياتهم ونفتخر بتاريخهم ولكنهم اختلفوا مع رؤية فتح وخرجوا خارج الحركة ما يدل علي أن فتح أكبر من أي خلافات أو انشقاقات محمد دحلان لم ينشق وانما اتخذ قرار فصل بحقه من جانب اللجنة المركزية لحركة فتح وأي شخص له الحق في السير في الطريق الذي يحدده وتحديد خياراته كما ان هناك مجموعة بسبب موقفها تم اتخاذ قرارات فصل بحقها لا يتجاوز عددهم 14 شخصا. وفتح حركة وليست حزباً وهو ما ميز فتح وجعلها تبقي حتي الآن وهناك محاولات لتضخيم هذه الانشقاقات من قبّل عدد من وسائل الإعلام المصرية تورطت بهذه المسألة وحركة فتح تتعرض لهجمة شرسة هذه الهجمة تأتي من أمريكا أولا ثم من إسرائيل وهم يعلمون أن تصفية القضية الفلسطينية مستحيلة ما لم يتم تصفية منظمة فتح. ** ماذا تقول عن تطابق تصريحات نتنياهو ومحمد دحلان حول عدم صلاحية الرئيس محمود عباس أبو مازن للمرحلة؟ * لقد تعلمنا في معسكرات التدريب لفتح أيام الشباب وأثناء دراسة حركات التحرر في العالم ومن بين التجارب التي درسناها التجربة الصينية وفيها قال ماو تسي تونج "عندما يلتقي موقفك مع موقف عدوك معني ذلك أن موقفك بالتأكيد خطأ وعليك ان تعيد النظر فيه" وأنا أؤكد أن فتح أكبر من كل هذه الترهات والاتهامات وستظل فتح التي مضي علي تأسيسها ما يزيد علي النصف قرن راسخة وحتي الآن لم يظهر علي الساحة الفلسطينية أو العربية من يطرح برنامج بديل عن البرنامج الذي تطرحه فتح وحتي الذين يطرحون برنامج بديل يكتشفون بعد فترة وجيزة أن طرحهم غير صحيح وأن برنامج فتح هو الأكثر واقعية وصلاحية للتنفيذ لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني فكل الفلسطينيين ينادون بدولة فلسطينية مستقلة علي الأراضي المحتلة عام 1967 بما فيهم حماس إذاً علي ماذا الخلاف؟ الدول العربية كلها تدعم منظمة التحرير وفي مقدمتها مصر لاقامة دولة فلسطينية مستقلة علي الأراضي المحتلة عام 1967 ونحن نعلم أن نتنياهو لا يريد أن يري دولة فلسطينية ولا يريد أن يلتزم بقرارت الشرعية الدولية ونحن نتمسك بموقفنا لذلك كل محاولات جرنا الي استئناف المفاوضات مع نتنياهو نقف أمامها ونقول لا للمفوضات قبل وقف الاستيطان والالتزام بقرارات الشرعية الدولية وإطلاق سراح الأسري خاصة الدفعة الرابعة التي لم يلتزم بإطلاقها والأسري القدماء الذين أسروا قبل اتفاق أوسلو عام 1994 وحل الدولتين. نتنياهو يرفض هذه المطالب ونحن نتمسك بموقفنا وثوابتنا الوطنية ولن نرضخ لنتنياهو ولا للإدارة الامريكية لذلك نحن الآن نرفض التعامل مع اللجنة الرباعية الدولية التي ترأسها الولايات المتحدة بعد فشلها الذريع وندعو إلي عقد مؤتمر دولي وفق المبادرة الفرنسية ومصر تدعم موقفنا وتقف مؤيدة لهذه المبادرة التي تهدف إلي انهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ونحن صامدون وفتح موحدة وستظل عصية علي الانقسام. شروط المفاوضات ** هل تتفهم القاهرة الشروط الأربعة التي ذكرتها لاستئناف المفاوضات؟ * نعم مصر تتفهم تماما هذه الشروط ولعبوا دوراً كبيراً وحاولوا وما زالوا يحاولون وهناك تنسيق كامل بين السلطة الفلسطينية والقيادة المصرية نحو عقد مؤتمر دولي من خلال المبادرة الفرنسية حيث شاركت مصر بمؤتمر باريس واللقاءات التشاورية بين الرئيسين السيسي وأبو مازن لا تنقطع حول هذا الشأن وكان آخرها في نيويورك الشهر الماضي علي هامش اجتماعات منظمة الأممالمتحدة وقبل ذلك زارنا وزير الخارجية المصري سامح شكري وننسق حركتنا بأدق تفاصيلها مع الجانب المصري حول هذا الموضوع. ** مشاركة الرئيس أبو مازن في جنازة شيمون بيريز أثارت انتقاداً شديداً لدي بعض وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ما ردكم؟ * وزير الخارجية المصري سامح شكري شارك هو أيضا في الجنازة ونال وزير الخارجية نصيب كبير من الهجوم هو أيضاً. هذا الهجوم يمثل وجهة نظر ولكن أؤكد أن مشاركة أبو مازن إنسانية بحتة وبيريز لا موقع رسمي له ونتنياهو وضع العديد من العراقيل للحيلولة دون مشاركة الرئيس أبو مازن في الجنازة وهذا معروف حتي انه عندما رحب بالرؤساء في خطابه في المأتم لم يأت علي ذكر الرئيس أبو مازن ما دفع الصحافة الاسرائيلية إلي شن هجوم حاد عليه بينما حيا الرئيس الامريكي أوباما الرئيس محمود عباس كما أن بيريز هو الذي وقع اتفاق أوسلو مع الرئيس عرفات وهو بقي متمسكاً بحل الدولتين وعائلة بيريز هي التي اتصلت بالرئيس أبو مازن ودعته للمشاركة وهي التي ساعدت في إزالة العراقيل التي وضعها نتنياهو لمشاركة الرئيس أبو مازن. ** ما هو موقف السلطة الفلسطينية لما يعرف بانتفاضة السكاكين واتهام نتنياهو للسلطة الفلسطينية وأبو مازن برعايته للإرهابيين؟ * هي ليست انتفاضة سكاكين وانما انتفاضة القدس ونحن أسميناها هبة القدس لأنها لم تصل إلي درجة الانتفاضة ونحن ندعم المقاومة الشعبية بقوة ورفض الرئيس أبو مازن التعامل ما يسمي بالتنسيق الأمني لانهاء هذه الظاهرة لدرجة جعلت الجيش الإسرائيلي يحاول اقتحام محيط منزل الرئيس أبو مازن وكادت هذه المحاولة تصل إلي اشتباك مسلح بين قوات الجيش الإسرائيلي وقوات حماية منزل الرئيس في قلب رام الله ما دفع إلي تدخل عدد من الدول ومنها الأردن ومصر والولايات المتحدةالأمريكية خلال نصف ساعة لاحتواء الازمة قبل الوصول إلي مرحلة الاشتباك وهبة القدس وتيرتها خفت الآن ولكن نحن ندعو إلي المقاومة الشعبية السلمية المقاومة أشكال ** أنتم في منظمة فتح والسلطة الفلسطينية متهمون أنكم تركتم خيار المقاومة؟ نحن لم نتخل أبدا عن خيار المقاومة التي تأخذ لدينا أشكال عديدة وفتح هي الراعية للمقاومة بكافة أشكالها وعندما بدأت فتح الانطلاقة حماس باعتبارها جزءاً من حركة الاخوان المسلمين قالت علي شهدائنا أنهم ماتوا "فطيس" ورفضوا الكفاح المسلح.. 25 عاماً ونحن نحاورهم ورفضوا الكفاح المسلح فمتي بدأت حماس؟ تأسسوا مع نهاية عام 1987 مع الخروج من بيروت فهم بدأوا كما يقول المثل الفلسطيني "راح يصلي بعد ما سكروا الجامع". ونحن تعلمنا من تجارب الآخرين أن الكفاح يأخذ أشكالاً عدة حسب طبيعة كل مرحلة فمن الممكن أن يكون خيار الكفاح المسلح مناسبا الآن ثم يكون الكفاح الجماهيري ثم يتحول الي كفاح المفاوضات وممكن يتحول إلي عمل سياسي كما قال معلم حرب الشعب الطويلة الأمد ماو تسي تونج تسير في كفاحك في طريق متعرج ما يعني أن هذا الطريق قد يتطلب السير فيه إلي السرعة أحيانا والتروي أحيانا والتوقف أحيانا أخري ولكنه توقف محارب ففي عام 1968 كادوا يقضوا علينا لكنهم لم ينجحوا وبعد حروب لبنان عقدنا هدنة برعاية الأممالمتحدة وعقدنا اتفاق في الثمانينات للخروج من لبنان فنحن نتحرك ونكافح حسب موازين القوي وظروف الواقع نحن لسنا دعاة شعارات فحسب أين الكفاح المسلح الذي تدعو اليه حماس؟ عندما وقعوا هدنة برعاية الرئيس مرسي قالوا في اتفاق الهدنة أن حماس تلتزم بوقف القيام بأعمال عدوانية ضد اسرائيل ونحن اعترضنا علي هذه العبارة آنذاك فالكفاح المسلح والمقاومة بكل أساليبها ليست من الأعمال العدوانية حسب مواثيق الأممالمتحدة بما في ذلك العمل المسلح تقديرنا للموقف الآن انه يحتاج الي عمل سياسي ومقاومة شعبية سلمية وأعتقد ان حماس تسمع الي التزامتها نحو حركة الاخوان المسلمين أكثر مما تسمع الي الصوت الفلسطيني ونحن ندعو حماس إلي الالتزام بما وقعت عليه بما فيه وثيقة الوفاق الوطني التي وقعت عام 2006 والذي حدد أن شكل العمل قرار وطني وليس قرار فصائل لماذا لا يلتزمون؟