إحسان الجزايرلي فنانة كوميدية من زمن الفن الجميل ومن طراز فريد وتميزت بخفة ظلها.. وكانت تتمتع ببساطة في الأداء.. فهي من عائلة فنية فوالدها هو الفنان فوزي الجزايدلي والتي كونت معه أول ثنائي كوميدي في السينما المصرية حيث تمكنا أن يحققا النجاح في أفلامهما السينمائية والعروض المسرحية.. وبالرغم أنها ابنته إلا أنها كانت تلعب دور الزوجة "أم أحمد" والذي يخشاها زوجها ويرتعب بمجرد أن يسمع صوتها. كما كانت والدتها تعمل ممثلة في الفرقة المسرحية .. ودخل شقيقها الأصغر فؤاد الجزايدلي مجال الفن فكان مؤلفا وممثلا ومخرجا لبعض أعمال والده وشقيقته.. وظل في المجال حتي وصل نقيبا للسينمائيين المصريين. ولدت إحسان فوزي الجزايدلي في 25 يونيو عام ..1905 ووقفت علي المسرح منذ كان عمرها 12 سنة.. وعملت مع مسرحي عزيزة أمير وفاطمة رشدي.. كما شاركت في الأفلام السنيمائية القديمة منذ منتصف الثلاثينات حتي مطلع الأربعينات. وكانت معظم أفلامها مع والدها فوزي الجزايدلي الذي كان يلعب دور المعلم بحبح في معظم أفلامه بينما كانت تؤدي دور الزوجة السليطة "أم أحمد" حيث أمنني جسمها عليها سناً أكبر من عمرها الحقيقي. وقد كانت البطلة الأولي لفرقة والدها المسرحية عندما أسسها عام 1917 وقدم عروضها علي مسارح شارع عماد الدين... وكان لها السبق في أن تشارك والدها وأخيها الصغير في أول فيلم مصري قصير مدته "3 دقائق" باسم مدام لوريتا عام 1919 اخراج لارتشي. تزوجت إحسان الجزايدلي من الفنان المعروف محمد الديب ولكنها لم تنجب أبناء.. وفي عز مجدها وشبابها أصيبت بمرض التيفود والذي كان علاجه قليلا في مصر بذات الوقت..ودخلت مستشفي الحميات بالعباسية إلا أن المرض تمكن منها وتوفيت في 28 سبتمبر 1943 عن عمر 38 عاماً.. وأثرت الوفاة علي والدها ولم يتحمل فراقها لدرجة أنه اعتزل الفن واعتكف في بيته وتوفي بعد رحيلها بثلاث سنوات. قدمت احسان الجزايدلي للسينما المصرية 15 فيلماً في الفترة ما بين عام 1943و1942 منهما 12 فيلماً مع والدها فوزي الجزايدلي.. ومن أشهر أفلامها معه المعلم بحبح.. والفرسان الثلاثة.. وبحبح باشا.. والباشمقاول... أما الافلام الثلاثة التي شاركت فيهم بدون والدها هي "مصنع الزوجات" مع محمود ذو الفقار عام 1941. ولو كنت غني مع بشارة واكيم في نفس العام. وابن الصحراء مع بدر لاما عام .1942 كان أول أفلامها في السينما عام 1934 في "المندوبان" إخراج توجو مزراحي والذي شهد ميلاد الثنائي الكوميدي وشخصية "أم أحمد" والمعلم بحبح..ولنجاح الفيلم استغلا الشخصيتين في أفلامهم التالية.. ففي العام التالي قدما ثلاثة أفلام معاً "المعلم بحبح" ومعله عبد الفتاح القصري. و"البحار" إخراج توجو مزراحي والذي شاركهم بالتمثيل. و"د. فرحات" ومعها تحية كاريوكا... وتوالت الأفلام "أبو ظريفة" ومعهما حسن فايق. و"ليلة في العمر" ومعها زوجها مع الديب. أخرج شقيقها فؤاد الجزايدلي لشقيته ثلاثة أفلام هي "مبروك" مع والدها وزوزو شكيب عام 1937. و"بحبح باشا" ومعها زينات صدقي عام 1938. وأخيرا خلف الحبايب سنة 1939 ومعهم عباس فارس وعقيلة راتب ارتباط إحسان الجزايدلي بصداقة مع الفنانة ماري منيب عندما التحقت بفرقة والدها المسرحية إلي أن اختلت يوماً إحسان الجزايدلي علي المسرح ووقعت علي الأرض بجسدها الضخم فإنكسرت قدمها واضطر والدها أن يستعين بماري منيب بدلاًمنها في بطولة العرض.. وكانت المفاجأة أن ماري منيب حققت نجاحاً كبيراً لفت الأنظار فدبت الغيرة داخل إحسان وبعدما شفيت طلبت من والدها العودة فطلب منها التريث قليلا.. فما كان منها إلا أن غيرت الأفيشات لتعلن عودتها للمسرح.. ورجعت بالفعل وتم الاستغناء عن ماري منيب التي تمكنت من أن تحقق النجاح بسبب هذا الدور في العروض التالية: في سنة 1942 قدمت ثلاثة أفلام هي "ابن الصحراء". و"لو كنت غني" .. ثم الستات في خطر تأليف وإخراج شقيقها فؤاد الجزايدلي وهو أخر أفلامها في السينما.. ومع والدها وأنور وجدي وتحية كاريوكا الذي كان هذا الفيلم بمثابة إنطلاقة لها .. وبعد عام رحلت إحسان الجزايدلي في 28 سبتمبر 1943 ويمر علي رحيلها 73 عاماً أول أمس الأربعاء.