تمر اليوم الذكري الحادية والأربعون على وفاة فوزي الجزايرلي الشهير بشخصية "بحبح أفندي" أحد رواد السينما المصرية الذي توفي في 23 فبراير عام 1974 عن عمر يناهز ال88 عاماً وحيداً دون أن يشعر به أحد أو يكرمه أحد بعد أن أثرى السينما المصرية بالعديد من الأفلام والمسرحيات. فوزي الجزايرلي ممثل ومخرج مصري من أصول جزائرية ولد في الإسكندرية في 21 يوليو 1886، وعلى الرغم من ريادته وإثرائه للسينما المصرية والمسرح بالعديد من الإعمال إلا أنه لم تتوافر معلومات وافية حول حياته الشخصية. بدأ فوزي الجزايرلي حياته الفنية عندما كوّن فرقته المسرحية في بدايات القرن العشرين لأعضائها آل الجزايرلي "زوجته وابنه الأكبر فؤاد وابنته إحسان تقدم أعمالها في مقهي قريب من مسجد أبو العباس والبوصيري في حي الأنفوشي بالأسكندرية". كما كوّن هو وابنته "إحسان" أول وأشهر ثنائي كوميدي في دوري المعلم بحبح وزوجته أم أحمد واللذان لاقا إعجاباً جماهيرياً في ذلك الوقت على المسرح المصري وفي السينما حيث أضفت بدانة جسم ابنته سناً أكبر عليها، وخفة ظل، وبساطة منحتها الاستمرارية في أداء دور الزوجة في معظم أعمالها. وفي عام 1917 قرر الانتقال الى القاهرة وكوّن فرقة مسرحية في حي الحسين قامت بالعديد من المسرحيات التي لاقت نجاحاً كبيراً وأصبح مدرسة يلجأ اليها محبو التمثيل والذين برزت اسماؤهم في عالم الفن فيما بعد. ومن أهم مسرحياته: "الصياد، ومظلوم يا وعدي، وكوني ضاحكة، واللي ما يشتري يتفرج". وبعد أن بدأت السينما في الظهور قامت فرقته المسرحية في عام 1919 بتمثيل فيلم سينمائي باسم "مدام لوريتا" وهو أول فيلم قصير في السينما المصرية ومدته 3 دقائق. كما قدم فوزي الجزايرلي للسينما المصرية رصيداً كبيراً من الأفلام امتدت من فترة الثلاثينيات الي أواخر الأربعينيات بلغت نحو 17 عملاً تقريباً من أشهرها: القرش الأبيض 1945، الستات في خطر 1943، بحبح في بغداد 1942، الفرسان الثلاثة 1941، الباشمقاول 1940، خلف الحبايب 1939، ليلة في العمر 1937، مبروك 1937، أبو ظريفة 1936، الدكتور فرحات 1935، المعلم بحبح 1935، المندوبان 1934، في بلاد توت عنخ آمون 1923، مدام لوريتا 1919. وأسهم عميد عائلة الجزايرلي فوزي في تقديم وجوه جديدة للسينما المصرية من أشهرها: ماري منيب التي اكتشف شبهاً بينها وبين ابنته إحسان والتي أدت شخصية "أم أحمد" في مسرحيته بسبب مرض ابنته. والموسيقار محمد عبد الوهاب الذي بدأ حياته الفنية في عام 1917 بفرقة الجزايرلي حيث كان يغني خلال فترات الاستراحة بين فصول الروايات. كذلك الفنان الكوميدي إسماعيل ياسين الذي قدمه فوزي الجزايرلي عام 1939 في فيلم خلف الحبايب. والفنان الكوميدي صاحب التاريخ السينمائي الحافل عبد الفتاح القصري في أول ظهور له في فيلم المعلم بحبح. كما واصل الجزايرلى اكتشاف للكثير من النجوم بعد ذلك. اعتزل الفنان فؤاد الجزايرلي عالم التمثيل عقب وفاة ابنته "إحسان" التي توفيت في سن مبكرة عام 1943 وظل مختفياً عن الأنظار ولم يعرف عنه أحد أي شئ حتى وافته المنية في يوم 23 فبراير عام 1974 عن عمر يناهز ال 88 عاماً.