مصر.. بيت كبير.. أسرة واحدة.. نسيج متماسك علي مر العصور.. أرض طيبة تنصهر فيها كل الحضارات لتبقي مصر صانعة الحضارة وجزءا مؤثرا في التاريخ. الوحدة الوطنية هنا.. هلال وصليب.. مئذنة ومنارة.. اذان وجرس.. ومظاهر حب تضيء للعالم وتقدم له درسا في التآلف والتسامح والتواد والتراحم. وفي مشهد مألوف يتكرر في كل عيد حرص البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية علي الذهاب إلي مشيخة الأزهر الشريف علي رأس وفد كنسي رفيع المستوي لتقديم التهنئة لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الذي استقبله بحب وسماحة مع فضيلة المفتي الدكتور شوقي علام وقيادات المشيخة. رمزان للحب والتسامح والتسامي والرفعة.. التقينا كأحباب وأشقاء بقلوب مليئة بالسلام والإيمان بالاله الواحد والاخلاص والتقديس لتراب مصر الغالي ونيلها الطيب.. شريان الحياة الذي يروي كل من يعيش علي أرضها ويستظل بسمائها ويستنير بشمسها الساطعة. ضم الوفد الكنسي كلا من الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة والأنبا دانيال اسقف المعادي والأنبا ارميا الأسقف العام والقمص سيرجيوس سرجيوس وكيل عام البطريركية بالقاهرة والقس انجيلوس اسحق والقس امونيوس عادل سكرتير البابا والقس بولس حليم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الارثوذكسية وجرجس صالح الأمين العام الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط. مطارنة وأساقفة الكنيسة في كل بقاع الوطن قدموا التهاني للمحافظين ولاخوانهم المسلمين بالمحافظات لتكتمل منظومة الحب وسيمفونية الاخوة التي تنعم بها مصر منذ فجر التاريخ وتزداد تألقا ولمعانا في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي. في دمنهور ورغم الظروف الصحية التي يمر بها الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية قام علي رأس وفد من الايبارشية بزيارة المحافظ محمد سلطان لتقديم التهنئة لقيادات المحافظة وقد قوبلت الزيارة بتقدير جزيل من قيادات المحافظة. المنيا - باهي الروبي: وفي المنيا قام وفد من مطارنة واساقفة المحافظة بتقديم التهنئة للمحافظ اللواء بحري عصام البديوي بمناسبة تعيينه في هذا المناصب وبمناسبة حلول عيد الأضحي المبارك. تكون الوفد من الأنبا ارسانيوس مطران المنيا وأبوقرقاص والأنبا ديمتريوس أسقف ملوي وانصنا والأشمونيين والأنبا جورجيوس أسقف مطاي والأنبا مكاريوس الأسقف العام للمنيا وأبوقرقاص والأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة والأنبا بطرس مطران المنيا ممثلا عن الكنيسة الكاثوليكية. تنمية.. ورخاء بني سويف - مصطفي عبده: وفي بني سويف استقبل المحافظ المهندس شريف محمد حبيب وفدا من قساوسة ومطارنة بني سويف ضم الأنبا غبريال مطران بني سويف والأنبا اسطفانوس مطران ببا والقمص باسيليوس والأنبا بولا والقمص فام الانطواني والقمص بولس فهمي وكيل مطرانية الاقباط الكاثوليك والقس ميلاد راعي الكنيسة الخمسينية ببياض العرب سكرتير مجلس الكنائس الخمسينية الانجليزية وذلك لتقديم التهنئة بالعيد وذلك في حضور اللواء حسام الدين رفعت السكرتير العام. خلال لقائهم بالمحافظ أكد الوفد الكنسي ان الشعب المصري يتميز بالوحدة الوطنية وعمق المشاعر التي تجسد روح المحبة والتسامح التي يشهد التاريخ بتماسها في مواجهة الصعاب والتحديات بالتحلي بروح المواطنة تحت القيادة الرشيدة والحكيمة للرئيس السيسي. وقال المحافظ ان الوحدة الوطنية هو خلق متأصل يتميز به الشعب المصري علي مدار التاريخ مؤكدا علي أهمية التماسك والترابط بين نسيج الوطن الواحد في تحقيق التنمية وتقدم ورخاء المجتمع لافتا إلي أن هذه الروح تظهر بوضوح في افراحنا وأعيادنا والأوقات التي يحتاج فيها الوطن إلي التكاتف والتلاحم من جميع ابنائه. وفي لقاء مفعم بالود والحب.. استقبل اللواء عمرو عبدالمنعم محافظ القليوبية وقياداتها الأنبا مكسيموس أسقف بنها وقويسنا والأنبا بطرس أسقف شبين القناطر والأنبا صليب أسقف ميت غمر وكفرشكر.. اللقاء للتهنئة بالمنصب الرفيع للمحافظ الجديد وبمناسبة العيد. قوة المحبة.. وفاعليتها وفي الشرقية استقبل المحافظ اللواء خالد سعيد وفدا كنسيا برئاسة الأنبا تيموثاؤس أسقف الزقازيق ومنيا القمح والأنبا مقار أسقف الشرقية والعاشر من رمضان ووكيلي الايبارشيتين القمص تادرس سدرة والقمص بنيامين أمين اندراوس ورئيس المرتلين عادل عبدالملاك وممثلي المحافظة في مجلس النواب. دار - خلال اللقاء - حوار مطول حول قوة المحبة وفاعليتها وطاقتها الايجابية ودورها المؤثر والمطلوب في النهوض بالمجتمع وضرورة ان يحتمي المجتمع بالقيم الدينية السماوية ومبادئها الاصيلة من أجل العودة للريادة التي كانت دائما من نصيب مصر. وقام الأنبا تادرس مطران بورسعيد بصحبة وفد من قساوسة الكنيسة بزيارة اللواء عادل الغضبان محافظ المنطقة الحرة للتهنئة بالعيد.. اتسم اللقاء بالحرارة والصداقة والود والتفاهم والصدق. عبر الجانبان عن اتفاقهما التام علي ضرورة التعاون والتنسيق من أجل حماية الشباب من مخاطر المخدرات والإدمان والحفاظ علي البيئة واستنفاد الطاقات في البناء وتنمية المهارات ودعم قيم الحب والتسامح بين النشء. كما استقبل اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية واللواء حسام الدين خليفة مدير الأمن الأنبا بولا أسقف طنطا. واستقبل د.محمد سيد بدر محافظ الاقصر وفد الكنيسة برئاسة الأنبا يوساب الأسقف العام وتلقي حسام الإمام محافظ الدقهلية تهنئة العيد من الأنبا داوود أسقف المنصورة والأنبا صليب أسقف ميت غمر ودقادوس. واستقبل د.جمال سامي محافظ الفيوم الأنبا ابرآم أسقف الايبارشية وبمنتهي المودة.. استقبل اللواء عبدالفتاح حرحور محافظ شمال سيناء الأنبا قزمان والوفد الكنسي المرافق له. وبترحاب شديد.. قام الأنبا بموا أسقف السويس بتقديم التهنئة لمحافظ الاقليم اللواء أحمد محمد حامد والقيادات الدينية والتنفيذية بالمحافظة وأعرب الجميع عن تمنياتهم لمصر بالتقدم والازدهار. وقام الأنبا سلوانس أسقف ورئيس دير الأنبا باخوميوس "الشايب" علي رأس وفد من رهبان الدير بزيارة لقيادة الفرقة 15 - سلاح جوي - وقدموا التهنئة للواء ناصر محمد سيد قائد الفرقة وأعربوا عن تقديرهم واحترامهم لرجال القوات المسلحة الذين يقدمون كل نفيس وغال فداء للوطن وانتهزوا الفرصة وقدموا التهنئة بالعيد لعمد ومشايخ المناطق المحيطة بالدير. كما قام الأنبا كيرلس اسقف نجع حمادي يرافقه عدد من الآباء القساوسة بزيارة جمعية الوعي الاسلامي بالمدينة لتقديم التهنئة بالعيد لأعضاء بيت العائلة بنجع حمادي. زيارة.. للأيتام سوهاج - حربي عبدالهادي: وفي سوهاج قام الأنبا باخوم أسقف الايبارشية والأنبا أولوجيوس رئيس دير الأنبا شنودة ووفد من قساوسة الأقباط الكاثوليك بتقديم التهنئة للقيادات السياسية والتنفيذية والشعبية بالمحافظة حيث استقبلهم د.أيمن عبدالمنعم محافظ سوهاج واللواء مصطفي مقبل مدير الأمن.. ثم توجه الوفد الكنسي إلي مقر الأزهر الشريف بسوهاج حيث قدموا التهنئة للدكتور احمد حمادي وكيل الأزهر بالمحافظة. وفي مشهد إنساني رائع يعكس مصرية الشخصية الوطنية الأصيلة.. قام المحافظ يرافقه الأنبا باخوم بزيارة الأطفال الايتام التابعين لجمعية تحسين الصحة ومؤسسة البنين بالعيد وقدم الأنبا باخوم لكل طفل عيدية نقدية وعلبة حلوي كعادته كل عيد. في العيد.. انفتحت البيوت كعادة كل سنة وذابت المشاعر وفرحت مصر وعاش المصريون جميعا فرحة "الأضحي" داخل "البيت الكبير". أسماء وتواريخ يوسابيوس القيصري.. "أبوالتأريخ الكنسي" باعتراف مؤيديه ومعارضيه لويس جرجس لا يمكن ان نقرأ عن تاريخ الكنيسة في العالم دون ان نصادف اسم يوسابيوس القيصري فهو الذي بدأ التاريخ للكنيسة منذ القرن الثالث الميلادي كما نشر أقوال الآباء الأوائل وكتاباتهم وقامت مدرسة المؤرخين الكنسيين في العالم كله علي اكتاف كتابة المرجع "تاريخ الكنيسة" ولذلك عرف بلقب "أبوالتاريخ الكنسي" يتفق في ذلك من يؤيد آراءه ذات الاتجاه الاريوسي ومن يختلف معها علي السواء. ولد يوسابيوس عام 263م في قيصرية فلسطين فانتسب بالاسم إلي مدينته التي كانت مركزا هاما للعلم والمعرفة. تتلميذ علي يد استاذه بمفيليوس كاهن كنيسة قيصرية الذي علمه كيف يعتمد علي نفسه وعلي ذهنه وزوده بنصائحه واعترافا بجميله اطلق يوسابيوس علي نفسه اسم يوسابيوس بمفيليوس. استشهد بمفيليوس في سنة 310م "العام السادس من بدء اضطهاد دقلديانوس للمسيحيين في الامبراطورية الرومانية" وهرب يوسابيوس إلي صور في لبنان ومنها إلي طيبة المصرية حيث ألقي القبض عليه وسجن ثم اختيار أسقفا لقيصرية في عام 313م. استمدت قيصرية فلسطين شهرتها العلمية والثقافية من تأسيس العلامة الاسكندري أوريجانوس مدرسة فيها بعد تركه الاسكندرية ثم تأسيس بمفيليوس بمعاونة يوسابيوس مكتبة علمية ضخمة تقوم علي مؤلفات اورجيانوس وغيره من علماء مكتبة الاسكندرية. شارك يوسابيوس في الجدال الآريوسي حول طبيعة المسيح. وقدم تنازلات كثيرة لكي يكسب الاريوسيين مجاملة للامبراطور قسطنطين فحسب شبه اريوسي. كان له دور فعال في مجمع قيصرية المحلي الذي أعلن أرثوذكسية عقيدة أريوس وفي عام 325م عقد مجمع نيقية الذي اصدر قرارا بتحريم يوسابيوس لرفضه الصيغة الإيمانية المعارضة للأريوسية. ثم شارك هو في مجمع صور سنة 335م الذي حرم البابا اثناسيوس بطريرك الكرازة المرقسية القبطية الذي كان المعارض الأشد لآراء اريوس. كان يوسابيوس معجبا أشد الاعجاب بالامبراطور الروماني قسطنطين "307 - 337" كأول امبراطور دعا وعمل من أجل أن يسود السلام بين الكنيسة والامبراطورية وعينه الامبراطور مستشارا لاهويتا له كما ألقي كلمات مديح للامبراطور في الذكري العشرين ثم الثلاثين لتتويجه وعندما توفي قسطنطين قدم كلمة تأبين طويلة ومات بعده بسنتين أو ثلاث سنوات عام 339 أو 340م. كتاباته ترك يوسابيوس العشرات من المؤلفات نذكر منها: * "التاريخ" كتبه حوالي عام 303م ويضم قسمين: الأول يسرد فيه أهم الأحداث التاريخية لدي الكلدانيين والآشيوريين والعبرانيين والمصريين واليونانيين والرومانيين والقسم الثاني عبارة عن جداول تاريخية للعالم ككل والتاريخ والتاريخ الخاص بالخلاص علي وجه الخصوص مقسما التاريخ إلي خمسة أقسام يبدأ من ابراهيم وينتهي عام 303م. * "تاريخ الكنيسة" وهو العمل الذي أعطاه شهرة خالدة. يتكون من عشرة كتب. تضم مجموعة غنية من الوثائق ومقتطفات من الكتابات الخاصة بالكنيسة الأولي حتي عام 323م وقدم شرحا وافيا عن التلاميذ وعن الأعال الكرازية والاضطهادات والهرطقات وكان هدفه ابراز الفكر المسيحي وتحدي المؤمنين للألم والموت وانتصار الحق علي الباطل. * "شهداء فلسطين" فيه يقدم وصفا لمن رآهم بنفسه من هؤلاء الشهداء. * "حياة قسطنطين" حيث يعتبره موسي الجديد ويشبهه بالشمس التي تشرق علي الجميع بسخاء. يقول عنه "يخرج من قصره الملكي باكرا جدا في الفجر ويشرق بنور سماوي". واجه يوسابيوس انتقادات من العديد بسبب مبالغته في مدح قسطنطين. * "مديح قسطنطين" يضم كلمة المديح التي ألقاها يوسابيوس في البلاط يوم 25 يوليو 335م بمناسبة مرور 30 عاما علي تتويج قسطنطين. والرسالة التي قدمها يوسابيوس إلي الامبراطور بمناسبة تكريس كنيسة القبر المقدس عام 335م. * برهان الإنجيل" يجيب فيه علي الاتهام الموجه ضد المسيحيين بأنهم قبلوا اليهود لينسبوا لأنفسهم الوعود الالهية لشعب الله وفي نفس الوقت لم يلتزموا بالشريعة. * "التفنيد والدفاع" يرد فيه علي اعتراضات الوثنيين علي الإيمان المسيحي. * "القونين الانجيلية" يضم تسعة قوائم تكشف الاصحاحات المشتركة بين الأناجيل والقائمة العاشرة تحوي الأصحاحات التي ينفرد بها كل إنجيل. * المعجم الجغرافي" يضم قائمة مرتبة أبجديا بالأماكن الواردة في الكتاب المقدس مع وصف جغرافي وتاريخي لكل مكان ووصف لحالته في عصره. * "تفسير المزايمر" نال شهرة واسعة بين الدارسين الأوائل بسبب درايته بالأبعاد النقدية في تفسيره. البابا تواضروس في برج العرب الكنيسة القبطية حافظت علي الهوية وتصدت لأفكار الاحتلال أكد البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أن الكنيسة القبطية لعبت دوراً مهماً علي مدار مراحل التاريخ في الحفاظ علي الهوية المصرية والتصدي لأفكار القوي الاستعمارية. أوضح البابا في كلمته التي ألقاها مساء الاربعاء الماضي في كنيسة السيدة العذراء ببرج العرب أن الكنيسة القبطية عاشت ستة قرون قبل دخول العرب تحتضن الشعب المصري كله. وفي القرن الأول الميلادي كانت مصر ولاية رومانية مستعمرة. في منتصف القرن جاء مارمرقس إلي مصر وبدأت الكنيسة القبطية المصرية. وكانت الكنيسة أقدم مؤسسة شعبية واحتوت كل الكيان المصري واستوعبت كل مصر. كانت البلاد مستعمرة ولكن المؤسسة الكنيسة كانت مستقلة. فلذلك نقول بكل فخر أن بلادنا استعمرت من بلاد كثيرة لكن الكنيسة القبطية عاشت مستقلة وصمدت في مواجهة الاضطهادات الرومانية والبيزنطية. وقد عاشت الكنيسة تحتضن الإيمان المسيحي الذي ينادي بالتوحيد "بالحقيقة نؤمن بإله واحد" الإيمان بالله الواحد والتعبير عن هذا الإله الواحد في شعار المسيحية: "الله محبة" الإله الواحد المحب. فلهذا الكنيسة القبطية المصرية هي أقدم كنيسة. مستقلة رغم الاستعمار. إيمانها يعتمد علي الله الواحد. كنيسة شعارها "الله محبة". وأوضح البابا أنه عندما دخل العرب إلي مصر حدث ما يسمي بالتعدد الديني. بعد أن كانت فرعونية ثم مسيحية ثم إسلامية. صارت مصر تعيش بهذا التعدد. فأصبحت مصر نموذج رائع أمام العالم للتعايش.