بعد الإعلان عن منظومة الخبز المدعم وتنظيم الصرف بالكارت الذكي منذ عامين تنفس المواطنون الصعداء واختفت الطوابير.. ولأول مرة أصبح المواطن يحصل علي رغيف آدمي خال من الحشرات والأتربة بخمسة قروش واستمر الحال كذلك حتي أعلنت الوزارة عن رغيف أكبر بعشرة قروش للراغبين ومن أجل هذا دفعت الدولة 22 مليار جنيه سنوياً ومازالت!! اطمئنان المواطن لتوفير الخبز جعله يحصل علي حاجته فقط وتحويل باقي نصيبه لنقاط سلع يحصل بها علي احتياجاته الأساسية من سكر وأرز وزيت ولأول مرة منذ سنوات طويلة تختفي عربات شراء العيش "الرجوع" لتحوله لعلف للحيوانات. استمرت المنظومة لمدة عام بشكل جيد لتتفجر أزمة الكارت الذكي وتكشف عن منظومة فساد كبيرة يشترك فيها مسئولون كبار وموظفون صغار ويكمل الدائرة بقالو التموين الذين استغلوا جهل المواطنين وتلاعبوا في الكروت والحصص وكانت النتيجة انتقال الطوابير من أمام منافذ الخبز إلي وزارة التموين ومكاتبها تشكو من الكروت المعطلة والمختفية!! ثم طال تراجع المنظومة رغيف الخبز نفسه فعاد لسيرته الأولي صغيراً.. أسود اللون.. مسكوناً بالحشرات والأتربة. أصحاب المخابز ألقوا بالكرة في ملعب الوزارة مشيرين إلي دقيق المطاحن السييء الذي يتسلمونه والذي ينتج رغيفاً سيئاً بينما أكد المواطنون ان غياب الرقابة السبب وان هناك اتفاقاً خفياً بين صغار المفتشين وأصحاب المخابز. المستهلكون ممن لا يملكون بطاقات دعم كانوا يفضلون شراء الثلاثة أرغفة بجنيه من منافذ الوزارة وعندما تدهور الرغيف لم يجدوا أمامهم إلا الخبز السياحي الذي كان يباع ب25 قرشاً و50 قرشاً إلا انه هو الآخر فجأة ارتفعت أسعاره بنسبة 100% مع انخفاض الوزن وعلل أصحاب تلك المخابز ان ذلك لسبب زيادة جوال الدقيق الزيرو 170 جنيهاً.. أما وزارة التموين فقد أعلنت خلو طرفها مؤكدة أنها لا تملك صلاحيات علي تلك المخابز. المعركة مازالت مستمرة.. والخاسر الوحيد فيها المواطن والذي لم يفرح طويلاً برغيف عيش آدمي ويصرخ مطالباً وزير التموين الجديد بتشديد الرقابة علي سارقي قوته.