مدير مؤسسة الفكر العربي هنري العويط: تحقيق التكامل الثقافي والاقتصادي لدفع مسيرة العمل المشترك أسامة زايد أكد الدكتور هنري العويط مدير مؤسسة الفكرالعربي ضرورة تحقيق أهداف التكامل والتضامن العربي لمواجهة التحديات والتداعيات في منطقتنا العربية. ووضع تصورات وحلول عاجلة للقضايا والمشكلات. ونظرة إلي المستقبل قائلا : إننا نتطلع إلي خدمة الفكر العربي. وتحويله من حالة الجمود والثبات. إلي حالة الحركة والتأمل والتفكير. فنحن مؤسسة تفكر بمنطق الشراكة. مع جامعة الدول العربية وكافة المراكز البحثية والعلمية في الوطن العربي. أوضح أن التكامل الذي نرغب في تحقيقه ليس شعارا. وأن التكامل العربي هو مبدأ. علي كافة المستويات. التكامل بين رجال المال ورجال الفكر. كما ان التكامل بين أصحاب القرار السياسي والمفكرين والخبراء مهم جدا في الفترة الحالية. فالامكانيات العربية علي أهميتها محدودة. و لا تستطيع مهما كانت قدرات الموارد المادية والبشرية التي تمتلكها هذه المؤسسة أو ذاك المركز. أن تكون بمفردها قادرة علي القيام بكل الأعباء. و من هذا المنطلق لابد ان نسعي في إطار موضوع التكامل. إلي تعزيز تعاوننا مع مراكز الأبحاث والدراسات الأخري لمزيد من التعاون ولمزيد من الفعالية. * وماهي الأسباب التي دفعتكم إلي توقيع اتفاقية مع جامعة الدول العربية؟ قال العويط: نحن نسعي إلي توقيع اتفاقيات مع كافة المؤسسات والمنظمات من أجل دراسة القضايا. ووضع الحلول والأطروحات المستقبلية. فمن باب أولي توقيع الاتفاقية مع جامعة الدول العربية الحاضنة الرسمية للعرب. إذ يعهد إليها التنظيم والتنسيق وترجمة هذه الثقافة. ولدي الجامعة ومؤسسة الفكر رؤية لتعزيز التعاون وتطويره في دفع مسيرة العمل العربي المشترك. أضاف أنه في إطارالاتفاقية سيعقد ورشتا عمل صباح اليوم وغد بمقر الجامعة العربية وتم دعوة الخبراء والمتخصصين والمثقفيين لوضع رؤية حقيقية للبحث القضايا العربية. وستكون هذه أجندة مؤتمر فكر "15" القادمة. وأشار إلي أن الهدف الأساسي لدينا التركيزعلي استخدام القوي الناعمة الثقافة والفكر. ولكن لن يتحقق ذلك بدون تحقيق التكامل الاقتصادي والأمني والتنموي العربي. فالمجالات متداخلة في ظل أوضاع عربية مأساوية. * وحول إصلاح الجامعة العربية وتفعيل دورها في المرحلة الحالية؟ أكد د .العويط أنه توجد العديد من العقبات التي تعرقل عمل الجامعة العربية. ونحن تناولنا هذا الموضوع العام الماضي في مؤتمر "فكر 14". بمناسبة احتفال الجامعة بمرور 70 عاماً علي انشائها. وهناك التقرير الذي وضعه الأخضر الإبراهيمي بمعاونة الخبراء. حيث تم تقديم وثيقة. بالغة الأهمية ترسم خريطة الطريق نحو إصلاح الجامعة. مضيفا أنه لا يمكن للجامعة العربية أن تلعب دورا ما لم يكن هناك قرار سياسي واضح من قبل الحكومات وقادة الدول العربية. وقال إن المقارنة بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي لا تجوز. فالاتحاد منظومة تريدها الحكومات لا الشعوب. وخير دليل علي ذلك الاستفتاء الذي تم في انجلترا وخروجها من الاتحاد الاوروبي. أما الجامعة العربية. تريدها الشعوب ولا تتحمس لها الحكومات. وعلينا ألا نغفل دور الجامعة في المجالات الاقتصادية والانسانية والاجتماعية. ولكن معظم الشعوب العربية تنظر إليها من خلال القضايا السياسية و مدي فعاليتها. * وما أهم القضايا والموضوعات التي سيتم مناقشاتها في مؤتمر"فكر15"؟ قال مديرمؤسسة الفكر العربي إن أهم الموضوعات الرئيسية. هي استعراض تجربة مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة. بمناسبة الذكري الخامسة والثلاثين لإنشائه. باعتبارها بارقة أملي في إمكانيّة تحقيق التكامل العربيّ المنشود. وكذلك تجربة دولة الإمارات العربيّة المتّحدة باعتبارها نموذجاً رائداً وناجحاً . ويمكن الإفادة من خبراته في ظل التحدّيات الجسام التي يواجهها بناء الدولة الوطنيّة التكامليّة. اضاف انه سيتم شرح رؤية ¢التكامل العربيّ 2030 والتحوّلات الاستراتيجيّة¢. بعد أن أعلنت كلّى من مصر والسعوديّة والإمارات العربيّة المتّحدة والمملكة المغربيّة. عن رؤيتها الاستراتيجيّة الطويلة الأمد للتنمية المستدامة. وهي تستحقّ أن يتمّ التعريف بخططها وبرامجها وما تقتضيه من تحوّلات وأن تناقَش في ضوء أهداف التكامل العربيّ ومعاييره. وقال إنه لا يمكن لمؤتمر "فكر 15" أن يتجاهل الأزمات الوطنيّة الكبري في كلّي من سوريا والعراق واليمن وليبيا. ويتعيّن عليه بالتالي أن يشدّد علي ضرورة العمل العربيّ المشترَك لإنهاء ما تشهده من نزاعاتي مسلّحة. في سبيل الحفاظ علي وحدة أراضيها ومجتمعاتها. وتأمين الاستقرار فيها وإعادة إعمارها. وانه تم وضع القضية الفلسطينية علي رأس موضوعاتنا التي سيتم مناقشاتها فهي القضيّة المركزية الأولي في صلب الإجماع العربيّ منذ تأسيس جامعة الدول العربيّة. ومدي الانعكاس الايجابي لقيام الدولة الفلسطينيّة وعاصمتها القدس علي مسيرة التكامل العربيّ. * هل نجحت مؤسسة الفكر العربي كنموذح معتدل في تناول القضايا العربية؟ قال إننا نتلزم بالحياد والموضوعية في كتابة التقارير السنوية وفي تناول جميع القضايا من كافة الاتجاهات فنحن ليس لنا أي انتماءات أو أيدلوجيات سياسية ولكن هناك بعض القضايا لا يمكن فيها تبني الحياد. منها قضايا الدفاع عن اللغة العربية. و لقد قمنا داخل المؤسسة بوضع برنامج للترجمة عنوانه "حضارة واحدة". يقوم علي نقل أمهات الكتب من اللغات الصينية والهندية والأسبانية والفرنسية والانجليزية . لتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات المختلفة. * ماذا عن جائزة الإبداع العربي التي تتبناها المؤسسة؟ أكد هنري أننا نسعي من خلال هذه الجائزة الي تحفيز المثقفين والعلماء العرب. علي الإبداع والفكر لمواصلة أبحاثهم. والاستفادة من خبراتهم في كافة مجالات العلوم. مشيرا إلي أن أكثر المتقدمين من مصر بحكم كثرتها العددية وتراثها الإنساني وحضارتها العريقة. و الوطن العربي زاخر بالمبدعين. ونحن نرغب في تشجيعهم والتواصل معهم. كنقطة ارتكاز من اجل الحفاظ علي وحدتنا الثقافية وتراثنا المشترك. الدولة اللبنانية تواجه مخاطر الفراغ الرئاسي والنيابي عكوم : يجب الاتفاق داخل الحوار الوطني علي قانون الانتخابات سلوي عزب اختتمت جلسات الحوار الوطني اللبناني. و التي عقدت بدعوة من رئيس مجلس النواب نبيه بري . في عين التينة في بيروت. بحضور أقطاب الحوار. ورئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام. و لكنها لم تخرج بحسم ما في الملفات العالقة المعروفة. وهي الرئاسة وقانون الانتخاب. فيما اعتبرها السياسيون فرصة ضائعة للخروج من المأزق السياسي الحالي. وإعادة إحياء مؤسسات الدولة المشلولة . عن طريق دراسة كافة الملفات المطروحة علي الحوار. وأهمها انتخاب رئيس للجمهورية . والاتفاق علي رئيس للحكومة. والبيان الوزاري للحكومة . وإقرار قانون انتخاب جديد. واجراء انتخابات نيابية مبكرةً أو في موعدها. علي أن تُجري وفق القانون النافذ حالياً وهو قانون 1960. إذا أخفقت محاولات الاتفاق علي قانون جديد. و سوف يتجدد الحوار الشهر القادم في الخامس من ديسمبر لاعطاء فرصة من اجل تشكيل لجنة من الخبراء لدرس قانون الانتخاب وتشكيل مجلس الشيوخ وصلاحياته. يشار الي ان رئيس مجلس النواب نبيه بري كان قد اعتبر ان الحوار حمل ايجابيات عدة وان هناك اجماعا بين المشاركين علي امرين: ترسيخ التمسك باتفاق الطائف. والامر الثاني ان يكون البند التنفيذي الأول هو انتخاب رئيس الجمهورية. و يأتي كل هذا التحرك السياسي البطئ. في وقت حرج. حيث تواجه الدولة اللبنانية اشكالية الفراغ الرئاسي والنيابي في وقت واحد. مما يعد انهيار لمؤسسات الدولة الاساسية. ويجعلها فريسة سهلة لعدة احتمالات. يقول فادي عكوم المحلل السياسي والباحث اللبناني ان هناك معضلة كبيرة ستواجه الحياة السياسية و الدستورية في لبنان. فمجلس النواب سوف تنتهي صفته في الشهر القادم. ولم يتم الاتفاق علي قانون الانتخابات. و هناك فراغ رئاسي وفشل في انتخاب رئيس الدولة للمرة الثانية والثلاثيين. وهذا يعني انتفاء الصفة القانونية لمجلس الوزراء. و بهذا نكون امام فراغ تام للسلطة داخل لبنان. وانهيار للدولة اذا لم يتم تفادي هذه المعضلة الكبري وبأسرع الاجراءات. خاصة وان كل حزب سياسي متمسك برأيه. ويقدم قانون وآلية للانتخابات مختلف. ولم يتم الاتفاق طوال جلسات الحوار السابقة. مشيرا الي ان مجلس النواب الحالي تم التمديد له مرتين بطريقة غير قانونية. و من له الشرعية الحقيقية هو مجلس الوزراء و له حق ادارة البلاد. و لكن في ظل انتهاء صلاحية مجلس النواب لن يكون هناك شرعية لمجلس الوزراء. وعلي الاغلب سيتم الاتفاق خلال جلسات الحوار القادمة. و بين الاقطاب السياسية. علي التمديد لفترة قادمة لمجلس النواب. او إيجاد صيغة و قانون لاجراء انتخابات سريعة. وهو الامر غير المسبوق. وقال ان حزب الله هو المسئول الاول عن التعطيل السياسي. بأعتراضه علي الشخصيات البارزة. و التي يتم ترشيحها للمقعد الرئاسي. وهو يحاول التنصل من الاستحقاقات الدستورية لاسباب و اضحة. وأهمها الملف السوري. فالمعضلة الاساسية تسليح حزب الله. وان اي رئيس قادم سوف يناقش هذا الملف من الناحية الدستورية. لانهم اصبحوا دولة داخل الدولة. و بالتالي فأن بقاء المجلس النيابي بالطريقة الحالية. هو في مصلحة حزب الله. و ان انتخاب مجلس جديد يعني التوصل الي انتخاب رئاسي. و هو ما يرفضه حزب الله في الوقت الحالي. و سوف يناور سياسيا في كافة الاصعدة. و لن تنتهي هذه القضية الا بأتضاح الرؤية في سوريا. وظهور مدي التوافقات الاقليمية في هذا الملف. وظهور الضوء الاخضر للحل من دمشق ويران. وأوضح د. عادل عامر استاذ مساعد القانون العام و عضو المعهد العربي الاوروبي للدراسات الاستراتيجية ان المشكلة في لبنان. ان الحياة السياسية مبنية علي التقسيم الطائفي. و كان يجب علي الدول العربية الاهتمام اكثر بالملف اللبناني وعدم تركه فريسة لايران ودمشق. من خلال حزب الله. الذي يحاول تعطيل الحياة السياسية. وتتدخل حاليا تركيا من اجل مصالحها في المنطقة. للتأثير علي بعض الاحزاب. و لن يكون هناك حل داخل لبنان الا بعد استقرار سوريا مشيرا الي ان هذا الامر اصبح جليا خلال الفترة الماضية. وان هناك خيوط كثيرة تربط بين ما يحدث في لبنان و ما يحدث في سوريا. وان اوراق اعادة ترتيب المنطقة ليست هينة. ويجب الالتفات إليها. كأحد الموضوعات الرئيسية في الملف الاقليمي. وقال ان مصر تحاول تقديم المساعدات و المشاورات مع اغلب الاطياف السياسية في لبنان من اجل اعادة الحياة السياسية والنيابية الي وضعها المستقر. و من اجل انتخاب رئيس للبنان. وهناك زيارة وزير الخارجية ولقائه بالعديد من الاحزاب. و رئيس الوزراء. و رئيس مجلس النواب. وهو امر غاية في الاهمية. بأن لا نترك الملف اللبناني فريسة للمتنازعين علي المنطقة. وحتي لا يتطور النزاع السياسي إلي نزاع مسلح. و تدخل في دوامة الحرب الاهلية لا قدر الله. و هو الامر الذي يجب تفاديه.