قال الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية. إن مؤسسة "الفكر العربي" تقوم بجهود كبيرة لإيقاظ الضمير العربي حول فكرة التكامل الذي يعتبر من أهم القضايا المحورية ذات الصلة بتجارب هذا التكامل وتحدياته الراهنة وآفاقه المستقبلية . وهو اختيار صائب يأتي بالتزامن مع أحياء الذكري السبعين لتأسيس جامعة الدول العربية وفي مرحلة فاصلة تعج بالتساؤلات الكبري حول حاضر هذه الأمة المضطرب وتأثير ما تشهده من تحديات وتحولات ومتغيرات علي مستقبل المنطقة وعلي منظومة الأمن القومي العربي. أكد العربي خلال كلمته أثناء عرض التقرير العربي الثامن للتنمية والثقافة تحت عنوان ¢ التكامل العربي تجارب. تحديات. وآفاق¢ بمقر جامعة الدول العربية. علي حرص الجامعة العربية علي تعزيز الفكر العربي كمؤسسة عربية تعني بقضايا الفكر واستطاعت ان تفتح آفاقاً جديدة للحوار البناء والتفاعل الخلاق بين مختلف التيارات والمدارس الفكرية العربية المنفتحة علي الثقافة الإنسانية المعاصرة . لافتا إلي ان فاعليات هذا المؤتمر الذي أفتتُح أمس برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي ¢رئيس الدورة ال26¢ للقمة العربية سوف يشكل محطة بارزة في مسيرة التعاون بين الدول العربية ومؤسسة ¢الفكر العربي¢ ونتطلع الي وضع لبناتها التأسيسية في هذا المؤتمر لتكون أجندة العمل المشترك للتكامل العربي عام 2016م. وتتوج بقمة ثقافية عربية . وفي ذات السياق أكد الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي أن المؤسسة لا تنغلق علي نفسها وإنما تتعاون مع جميع المؤسسات الفكرية والثقافية في الوطن العربي مشددا علي أن التكامل الاقتصادي مشمول بالتكامل العربي وهو أول خطوة علي الطريق الصحيح كما أشاد بشراكة مؤسسة الفكر العربي مع جامعة الدول العربية معتبرا ان ذلك مثال ناجح للشراكة العربية المستقبلية . أكد الدكتور هنري العويط الأمين العام لمؤسسة الفكر العربي الي ان المؤسسة تتطلع في هذه المرحلة بالغة الصعوبة الي ان تتخذ أساليب جديدة وحلولا غير تقليدية لبلورة فكرة التكامل العربي. وقال قمنا بإعداد 6 ورش عمل علي مدي أسبوعين وخصصت كل منها لمعالجة جانب من جوانب مسألة التكامل العربي. مضيفا . وضعنا التقرير العربي الثامن للتنمية الثقافية في متناول المعنيين والمهتمين وهو حصيلة الورش التحضيرية ال6. مشيرا الي ان موضوع التكامل العربي يعتبر القضية المحورية والمركزية علي الصعيدين العالمي والعربي في ضوء ما تشهده المنطقة العربية من أحداث جسام وما تعانيه من صراعات وانقسامات وتشرذم تعرض البلدان العربية الي الاختفاء فالتحديات والتداعيات التي تواجهنا كثيرة . وأوضح انه تم اختيار انعقاد المؤتمر بجامعه الدول العربية بمناسبة الذكري السبعين لتأسيس الجامعة. وبالفعل تم التنسيق مع الأمانة العامة ونتج عن ذلك تعاون بناء ومثمر أسس لمرحلة جديدة من مراحل العمل العربي المشترك ووصل الي درجة الإرتقاء بالتعاون الي مرتبه الشراكة التامة التي تجلت في صيغة الدعوة المشتركة الي مؤتمر فكر الذي دأبت المؤسسة علي عقده سنويا . وتابع العويط قائلا : ¢ إن التكامل هو الموضوع الذي يدور حوله مؤتمرنا السنوي وقمنا بتعريب ثلاثة مؤلفات عالج أصحابها فيها تجارب تكاملية علي الصعيد الدولي وتحمل عناوين النظام السياسي للاتحاد الأوروبي التكامل والتعاون في أفريقيا ومجموعة الدول الاقتصادية ليكون نواة حقيقية لتحقيق التكامل العربي ¢. مؤكدا ان الدعم الذي وفرته جامعة الدول العربية علي شتي المستويات وفي كافة مجالاتها كان له أثر كبير في إنجاح الورش التحضيرية لهذا التقرير وتمكنها لتحقيق أهدافها . واستعرض الأمين العام للمؤسسة التقرير العربي الثامن للتنمية الثقافية والذي حمل عنوان ¢ التكامل العربي التكامل تحديات وأفاق¢ .ويأتي استكمالا لدور المؤسسة وإضطلاعها بدور توعوي واستشرافي الغاية منه الحؤول دون التعمق والتشرذم والتفتت المهدد للمنطقة بأثرها. وطالب التقرير بضرورة إعادة التفكير بالعلاقة بين العروبة كانتماء ثقافي ولغوي تأكدت عبر التاريخ من جهة والقومية العربية كأيدلوجية تأثرت بالأفكار القومية التي عرفتها أوروبا وتمثلت في جهة ثانية تمثلت في أحزاب وتيارات عدة رفع بعضها شعارات الوحدة والحرية والاشتراكية وهي الشعارات التي أخفقت في تحقيقها .